اختلف خبراء حول أسباب ظهور التماسيح بمياه نهر النيل بمحافظة الجيزة، ففي الوقت الذي ربط فيه خبراء بين انخفاض منسوب المياه في النيل بسبب سد النهضة، وفتح بوابات السد العالي لتعويض نقص المياه، نفى آخرون هذا التحليل مؤكدين أنه غير منطقي ولا يمكن حدوثه.
فتح بوابات السد العالي
وأكد مصدر رسمي في وزارة الري أن ظهور التماسيح في النيل بصورة متكررة في الآونة الأخيرة قد يعود إلى فتح بوابات السد العالي على نحو غير مسبوق لتعويض الانخفاض الحاد في منسوب المياه بسبب خزان سد النهضة، مؤكدًا أن مصر مقبلة على وضع كارثي تقابله السلطة بحالة من العجز والتبلد.
وشدد المصدر الذي صرح للعديد من وسائل الإعلام المؤيدة للنظام، ورفض الإفصاح عن اسمه على أن تصريحات البيئة عن ظاهرة ظهور التماسيح بالعديد من المناطق في القاهرة والجيزة مزيفة من أجل تخدير المواطنين، حيث إن نفي تسرب تلك الزواحف من بحيرة ناصر لبعدها أكثر من 800 كم عن تلك الأماكن غير صحيح، ويفندها ظهور تماسيح في عدد من محافظات الصعيد يتعامل معها الأهالي دون ضجة أو صخب إعلامي.
وكانت تماسيح نيلية صغيرة قد ظهرت في ترع مسطرد بالقاهرة وناهيا بالجيزة، وعدد من المزارع السمكية، ما أثار حالة من الذعر في صفوف المواطنين خاصة مع التحذيرات بأن تلك الزواحف النيلية مفترسة وعدوانية، وتهدد الإنسان والحيوان فضلا عن تدمير الثروة السمكية لتغذيها على أطنان من الأسماك.
المزارع السمكية
من جانبه نفى الدكتور صبري عبدالمنعم وكيل وزارة البيئة السابق هذا التحليل، مؤكدًا أن انخفاض منسوب المياه لا يعني فتح بوابات السد كما يدعي البعض.
وقال صبري في تصريح خاص لـ”رصد” إنه عندما ينخفض منسوب المياه يتم إخراج المياه عن طريق “توربينات الكهرباء” والتي تقع أسفل السد، ومن المستحيل أن يعبر من خلالها التماسيح، حيث إن التماسيح تطفو على سطح المياه ولا تعيش في الأعماق.
وأضاف صبري أن الحالة التي يتم فتح فيها بوابات السد عندما يكون هناك فيضانات وليس العكس كما يدعي البعض.
وأوضح أن هذا التحليل مستبعد لعدة عوامل أخرى منها صعوبة أن تسبح التماسيح كل هذه المسافة التي تصل إلى ألف كيلومتر، وأنه يتوقع سبب ظهور التماسيح انتشار المزارع السمكية المخالفة، والتي يقوم أصحابها بتربية التماسيح بجانب الأسماك بهدف الاستفادة من جلودها.
وحمل صبري وزارة البيئة مسؤولية هذه الأزمة وعليها تطبيق قوانين الصيد ونقل الأسماك، مشيرًا إلى أن “هناك قوانين تحظر حتى نقل الأسماك من محافظة لآخري فما بالك بالتماسيح الممنوع تربيتها بشكل مطلق”.
نقص المياه ببحيرة ناصر
الدكتور أحمد الشناوي، خبير السدود بالأمم المتحدة، أكد أن نقص المياه ببحيرة السد العالي يجعل الحيوانات البحرية بجميع أشكالها على أهبة الاستعداد للانتقال من مكان لآخر.
الشناوي لم ينف وجود مزارع لتربية التماسيح لكنه اعتبر أن “نقص منسوب المياه حقيقة واقعة، ويجعل التماسيح ومعها حمار البحر وهي من الأنواع الخطيرة والمؤذية تظهر للمواطنين”، لافتًا إلى أن “انتقال التمساح من بحيرة ناصر وهو صغير ليأخذ رحلة طويلة تنتهي به في النهاية إلى إحدى المحافظات”.
وكان الدكتور خالد فهمي، وزير الدولة لشؤون البيئة، أكد أنه بصدد إغلاق جميع الأسواق التي تبيع التماسيح خصوصًا أسواق الجمعة والثلاثاء، متوعدًا بأن هناك عقوبات مغلظة على المربين لتلك الفئة من الحيوانات الخطيرة، مشيرًا إلى أن وزارته تقوم بجهود غير عادية للإمساك بتماسيح لا يتعدى طولها نصف متر.
بلاغ يتهم الإخوان
وفي المقابل تقدم محام ببلاغ للنائب العام، اليوم يتهم فيه الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة وجماعته، بإلقاء بعض التماسيح بترعة الإسماعيلية بمسطرد وترعة المريوطية.
البلاغ الذي تقدم به عبدالمجيد جابر، مؤسس “جبهة حماية مصر”، وحمل رقم 1226 لسنة 2016 عرائض النائب العام، اتهم مرشد الإخوان بالوقوف وراء إلقاء التماسيح التي عثرت عليها وزارة البيئة مؤخرًا، ورأى أن الهدف منه بث الرعب في نفوس المصريين وإشاعة الفوضى والذعر في نفوس المواطنين.
واستقبل عدد من أعضاء جماعة الإخوان الأمر بالسخرية، معترفين بما جاء بالبلاغ وهو بث الرعب والتعبئة ضد النظام لتحقيق أغراضهم في قلب نظام الحكم والتحريض ضد مؤسسات النظام.
وقال أحمد رامي، المتحدث باسم جماعة الإخوان: “أنا برضه قلت إن الدولة المهزأة دي ما يصحش تفوت الفرصة دي”.
وقال الدكتور أكرم كساب، عضو جماعة “الإخوان”، إنهم ربوها في المعتقلات، وتحت الأسرة وأرسلوها في رسائل “واتس” إلى النيل.
بينما علق الدكتور عز الكومي، القيادي الإخواني ساخرًا: “نعم ربينا التمسايح ونحضر لكوبرا المرة القادمة”.
وقالت الناشطة نهي عبدالله: “والله.. كنت عارفة من الأول إنهم هيقولوا الإخوان.. زي سد بلاعات الإسكندرية كده.. يا رب ارحمنا من دي حكومة”.
