شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فايد لـ”رصد”: الغرب يبتز الحكومات العربية بالورقة الكردية

فايد لـ”رصد”: الغرب يبتز الحكومات العربية بالورقة الكردية
عادت القضية الكردية للضوء مجددًا؛ بعد ظهور تنظيم الدولة في مناطق النفوذ الكردي من جهة، والأحداث التي تشهدها سوريا من جهة أخرى، وكما هو معروف يتشتت الأكراد بين إيران وتركيا والعراق وسوريا، ولديهم حلم تاريخي بإنشاء دولتهم

عادت القضية الكردية للضوء مجددًا؛ بعد ظهور تنظيم الدولة في مناطق النفوذ الكردي من جهة، والأحداث التي تشهدها سوريا من جهة أخرى، وكما هو معروف يتشتت الأكراد بين إيران وتركيا والعراق وسوريا، ولديهم حلم تاريخي بإنشاء دولتهم الكردية، ترى هل الصراعات التي تشهدها المنطقة تكون أحد أسباب التعجيل بإعلان هذه الدولة الوليدة؟.. وهل تسمح تركيا لأكرادها بالانفصال وكذلك إيران؟.. وماذا عن علاقة الأكراد بـ”إسرائيل”؟.. وكيف تنظر مصر للقضية الكردية؟

شبكة “رصد” التقت الدكتور رجائي فايد، مدير المركز المصري للدراسات الكردية بالقاهرة، الذي أكد وجود علاقة كردية- “إسرائيلية”، تنشط وتخبو بحسب الأوضاع الدولية، منتقدًا في الوقت ذاته تجاهل العرب للقضية الكردية، في الوقت الذي يستعمل فيه الغرب الأكراد كورقة ابتزاز للضغط على الحكومات العربية.. إلى نص الحوار:

– كيف ترى المحاولات الروسية لمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي السوري في مفاضات جنيف ورفض تركيا لذلك؟

روسيا تحاول توسيع مساحة للأكراد، خاصة أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري على خلاف مع تركيا وتعده كبديل للمعارضة السورية وبقية أطيافها، خاصة أن هناك تناغمًا إلى حد ما بين الأكراد السوريين ونظام بشار ورفض تركيا لمشاركة الحزب الاتحادي ربما يكون له مبرره باعتبار أن هذا الحزب يعتبر فرع لحزب العمال الكردستاني ومعروف موقف تركيا من حزب العمال ومن ثم لا يروق لتركيا مشاركة فرع حزب العمال في سوريا في مفاوضات جنيف، خاصة أن هناك تفاهمًا بين الحكومة السورية وأكراد سوريا ولعل الموقف الذي اتخذته تركيا في معركة كوباني ورفضها المشاركة فيها ضد “تنظيم الدولة” خوفًا من وصول سلاحها إلى الحزب الاتحادي الكردي السوري.

– ماذا عن الأجواء والتطورات بشأن الوضع الكردي بشكل عام في المنطقة؟

يمكن أن نشير إلى هذه التطورات في ضوء ما يحدث بالمنطقة، سواءً ما يحدث بسوريا أو العراق أو تركيا وكذلك الوضع في إيران، ففي هذا السياق استطاع حزب الاتحاد الديمقراطي السوري السيطرة على مساحات واسعة في سوريا وهو فرع لحزب العمال الكردستاني بتركيا، ومن بين هذه المناطق عين العرب كوباني والقمشلي والحسكة وغيرها من المناطق الأخري بحيث يمكن القول إن هناك مناطق خالصة لأكراد سوريا يتحكمون فيها ويديرونها، فالوضع مختلف في سوريا عما يحدث في العراق، ولكن في النهاية هناك سيطرة وإدارة لهم بسوريا بشكل أو بآخر وهذا راجع إلي أن النظام في سوريا غض الطرف عن الأكراد وتركهم يديرون هذه المناطق نكاية في المعارضة وتحديدًا “تنظيم الدولة”.

– كيف تُقيم تسليط الضوء على القضية الكردية في الفترة الماضية؟

قضية الأكراد تتراجع أو تتصدر الأحداث حسب الزخم الذي تحدثه ومرتبطة بظروف الصراع بالمنطقة، ومن ثم أحيانًا تكون في صدارة المشهد وتارة أخرى تتراجع لصالح “تنظيم الدولة” مثلًا وما جرى مؤخرًا من التدخل الروسي المباشر في سوريا، جعلها تتصدر المشهد بامتياز مؤخرًا وهذا طبيعي لأنه تطور مهم.

– وهل الاهتمام العالمي بالقضية السورية أدى إلى تراجع القضية الكردية إلى حد ما؟

اعتقد أنه من الصعب أن تتوارى القضية الكردية مهما كانت الأحداث حولها؛ لأنها قضية مهمة ولها أسباب وجودها، خاصة أن هناك انتخابات في منطقة كردستان في الفترة القادمة وسيكون موضوع الدولة الكردية أحد المحاور المهمة وربما يكون هناك استفتاء على إقامة الدولة الكردية من عدمه ومن هنا سيكون هناك اهتمام دولي وإعلامي بهذه الانتخابات.

– الدولة الكردية، حلم كل كردي.. متى يتم الإعلان عنها؟

الدولة الكردية في يقين كل كردي وحلم له لا يتراجع عنه ويريد تحقيقه في أقرب وقت ولكن الخلاف حول الدولة يدور حول توقيت إعلانها؛ فهناك من التنظيمات الكردية من ترى أن هذا وقت إعلان الدولة وأن الظرف الدولي والإقليمي يسمح بذلك، وهناك من يرى أنه غير مناسب ويمكن تطبيق النموذج العراقي في كل دولة يوجد بها أكراد وساعتها يمكن إعلان الدولة وأعتقد أنه إذا سارت الأمور بالشكل الحالي سيكون هناك إمكانية لإعلان الدولة الكردية قريبًا.

– ما هي حدود تلك الدولة؟

هناك مشروع مطروح في دوائر غربية، وتداولتها وسائل إعلام ومراكز بحثية، بإقامة دولة كردية على أراضٍ عراقية سورية لها حدودها المستقلة ولكن لا تشمل أية أراضٍ تركية أو إيرانية لأن إيران وتركيا لن تسمحا بذلك ولكن الأخطر أن هناك طرحًا بإقامة دولة سنية متشددة ربما لاحتواء تنظيم الدولة وترويضه للخلاص منه ومن مشاكله وربما يقبل تنظيم الدولة بهذا، خاصة أن هناك حركات وتنظيمات كان لها تاريخ في العنف والدماء وقبلت بوجود دولة لها.

– ماذا عن تأثير هذه الدولة على وحدة الدول العربية؟

بالتأكيد سوف يؤثر قيام هذه الدولة على وحدة الدول العربية وهنا نتحدث عن سوريا والعراق ولكن الأمر أيضًا معلق بإيران وتركيا ولكن في كل الحالات نحن لم نتعامل كعرب بكياسة وذكاء مع هذه المشكلة وتم التعامل مع الأكراد بطريقة تشعرهم بالغربة والاضطهاد سواءً في العراق أوسوريا وهذه هي الإشكالية الحقيقية.

لكن في اعتقادي لو كانت هناك مواطنة حقيقية للأكراد وتم إشعارهم بذلك في البلاد العربية لاختلف الأمر وما حدث بالعراق لم يحدث إلا بعد سقوط صدام أو في أواخر عهده والمنطقة العازلة والوضع نفسه تقريبًا في سوريا، أي أنه تم التعامل بقسوة معهم ولو كان الأمر مختلف لتغير موقف الأكراد من الدولة الكردية وأحلام الانفصال.

– وهل هناك نموذج فعلي لدولة كردية على أرض الواقع؟

بالفعل كان هناك نموذج لدولة كردية في أربعينيات القرن الماضي، وهي جمهورية مهاد أباد، وجاء على خلفية الصراع السوفيتي الإيراني؛ حيث ساعد الاتحاد السوفيتي الأكراد هناك على قيام هذه الدولة نكاية في إيران، ولكن انتهت هذه الدولة بعد المصالحة بين ايران والاتحاد السوفيتي ومن ثم يمكن القول إن قيام دولة كردية أو كيان كردي دائمًا متوقف على العمل الخارجي وليس الداخلي، وفي ظل نشوء فوضى وحروب ومشهد مرتبك هنا يكون لدى الأكراد القدرة على الحركة وإنشاء دولة أو كيان مستقل وهو ما يحدث الآن أو في طريقه للحدوث كدولة متكاملة.

– كيف ترى مستقبل الأكراد في ظل الأوضاع الراهنة؟

في تقديري، أن مستقبل الأكراد في المساهمة في بناء الدول التي ينتمون لها خاصة العراق وسوريا؛ لأنهم تاريخيًا كانوا سندًا حقيقيقًا لهذه الدول وضرورة الالتزام بالمواطنة والتعايش مع باقي أبناء الشعب، وإلا سيكون وضعهم صعبًا؛ لأنهم سيدخلون في صراعات في أكثر من دولة خاصة إذا أصروا على قيام دولة مستقلة وهم لهم تجارب ناجحة في الانصهار والمشاركة في مشروعات دولهم الوطنية ولديهم رموزهم التي أسهمت في الحضارة العربية والإسلامية، وحديثًا كان لهم دور في التنوير والنهضة ومن خلال رموز مثل قاسم أمين والكواكبي وعائلة بدرخان وغيرهم.

– ماذا عن الهوية الكردية؟

الأكراد لهم هويتهم المستقلة تمامًا ولهم ثقافتهم ولغتهم وهذا أساس لمشروع تكوين دولة في أماكن ومناطق وجودهم.

– دعنا نتكلم بتفاصيل أكثر عن الأكراد في الدول المنتمين لها؟

وضعهم في العراق هو الأفضل على الإطلاق حاليًا، قياسًا لباقي الأكراد، وإن كان وضعهم في آخر عشر سنوات أو ما يزيد أفضل بكثير؛ حيث كانوا أقرب إلى الاستقلال التام بعد وضع الخط الفاصل أو المنطقة العازلة من جانب الأمم المتحدة وكان لهم ميزانية مستقلة من عائد النفط ووصل لمرحلة من الاستقرار والاستقلال لدرجة أن بعضهم طالب بمقعد بالأمم المتحدة، ولكن بعد سقوط صدام عادوا مرة أخرى إلى العراق كدولة وأصبحوا جزءًا منه ولكن دخلوا في المشاكل التي يعاني منها العراق وهناك مشاكل بين منطقة الشمال الكردية والحكومة المركزية ببغداد.

– كيف ترى الأوضاع في كردستان العراق تحديدًا؟

طبيعي أن تجد خلافات بين أي سلطة ومعارضة، ولكن أعتقد أن الخلاف هذه المرة وصل إلى مرحلة صعبة إلى حد الأمر الذي جعل المعارضة تمنع رئيس البرلمان الكردي من دخول أربيل؛ فهذا تطور غير متوقع، وبالتأكيد له تأثيره على استقرار الشمال الكردي وربما يقود إلى صراع أوسع وعدم استقرار أطول، كل هذا ينعكس بالسلب على القضية الكردية بالعراق خاصة، والقضية الكردية بشكل عام.

– وماذا عن أكراد سوريا؟

استطاع الأكراد هناك أن يحققوا نقلة نوعية بوجود كيان لهم صحيح ليس بنفس وقوة كيان العراق ولكنه يحدث لأول مرة أن يكون لهم منطقة يديرونها بترتيب مع النظام نكاية في المعارضة و”تنظيم الدولة” ومما أعطى أكراد سوريا ثقة كبيرة صمودهم الكبير أمام تنظيم الدولة بعين العرب كوباني وضموا إليها مناطق أخرى يقومون بإدراتها وقبل ما يحدث في سوريا مؤخرًا كان وضعهم سيئًا.

– يبدو أن الوضع في تركيا مختلف عنه في العراق وسوريا.. تعليق؟

هذا صحيح؛ لأن الوضع هناك يشهد توترًا مستمرًا بينهم وبين الحكومات التركية المتعاقبة؛ حيث العمل المسلح الذي يقوده حزب العمل الكردستاني الماركسي اللينيني وبدأ أول عملياته عام 1984 واستمرت العمليات العسكرية المتبادلة، ولكن مؤخرًا بدأ الانفتاح من جانب الحكومة التركية على الأكراد، خاصة أن أوجلان وافق على السلام وأوقف العمليات العسكرية وتبقى الانتخابات هي العامل المهم في تسوية القضية الكردية بتركيا.

– وماذا عن أكراد إيران؟

بالتأكيد الأمور هناك أكثر هدوءًا، وهذا له تبريره وأسبابه؛ حيث العرق الكردي يلتقي مع العرق الفارسي، وكذلك اللغة الكردية والفارسية، فضلًا عن التوجه الإسلامي للدولة الإيرانية، كل هذا أدى إلى التقارب وتقليل مساحة الخلاف بين الأكراد والدولة الأم.

– ما هي حدود العلاقة بين “تنظيم الدولة” والأكراد؟

هي علاقة المواجهة طوال الوقت لأسباب كثيرة؛ منها التوجه الفكري والسياسي، فكل التنظيمات الكردية توجهها علماني علي عكس “تنظيم الدولة”، فضلًا عن أن مناطق الصراع بينهما موجودة في المناطق الكردية تقريبًا في الدول الأربع.

– كيف ترى الموقف المصري من القضية الكردية؟

الدور المصري معدوم تمامًا في الملف الكردي، وإذا عدنا إلى تاريخ مصر تجاه هذه القضية نشير هنا إلى كلام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عندما أكد على حقوق الأكراد دون المساس بالدولة العراقية وظلت السياسة المصرية تجاه الأكراد تسير في هذا السياق حتى الآن وأعتقد أن الدور المصري في هذا الملف سيظل دون تأثير.

– وماذا عن الموقف العربي بشكل عام، وجامعة الدول العربية بشكل خاص؟

الجامعة العربية معروف موقفها الضعيف تجاه أي قضية، وتأتي القضية الكردية في هذا السياق باستثناء مؤتمر للقوى السياسية العراقية ومنها الأكراد، ما عدا ذلك لم تقدم أي شيء في هذا الملف، أما بالنسبة للدول العربية بشكل عام، هناك من يتخوف من استغلال الأكراد كورقة لتفكيك المنطقة العربية وهذه مخاوف مشروعة، لكن علينا كعرب أن نتعامل مع القضية الكردية بشكل مختلف وأكثر اهتمامًا حتى لا يتم توظيفها ضدنا كعرب.

– ماذا عن علاقة الأكراد بـ”إسرائيل”؟

تاريخيًا كانت هناك علاقات بين الأكراد و”إسرائيل” خاصة شمال العراق، وبالفعل اعترف الأكراد بذلك، بل كان هناك إقامة لقادة “إسرائيليين” هناك، ولكن بعد اتفاقية 1975 بين إيران والعراق لم يعد هناك وجود، ثم عادت العلاقة مرة أخرى بعد قيام الحرب بين إيران والعراق، وبعد انتهاء الحرب انتهى الوجود الإسرائيلي، ثم عاد مرة أخرى عام 1991 بعد نشوء الكيان الكردي، ولكن بعد سقوط صدام وعودة الأكراد إلى الدولة الأم لم يعد هناك وجود إسرائيلي.

– العرب لم يهتموا بالقضية الكردية كما ينبغي ما أثر بالسلب على العلاقات بينهما

– الغرب يستعمل الورقة الكردية للضغط على العرب وابتزازهم بها

– تركيا لها مبررها في استبعاد الحزب الكردي السوري من مفاوضات جنيف

– روسيا تحاول الضغط بالورقة الكردية بسوريا سواءً على المعارضة أو تركيا

– الدولة الكردية حلم كل كردي والخلاف على التوقيت

– أكراد العراق الأفضل حالًا من أكراد سوريا

– الصدام هو سيد الموقف بين الأكراد وتركيا وإيران الأكثر هدوءًا وتفاهمًًا

– العلاقات الكردية- الإسرائيلية لم تنقطع وتحكمها ظروف الصراع مع الدولة الأم

– علاقة الأكراد بتنظيم الدولة هي علاقة المواجهة الدائمة



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023