أثار قرار مؤسسة “فريدريش ناومان” الألمانية تعليق نشاطها داخل مصر ونقل مكتبها الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا خارج القاهرة، موجة من الغضب من قبل نشطاء حقوقيين وإعلاميين مصريين وأجانب.
عَمّان المقر الجديد والضغوط سبب الانسحاب
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن فولفجانج جيرهارت، رئيس المؤسسة قريبة الصلة بالحزب الديمقراطي الحر، قوله: “ستصبح مدينة عمان الأردنية مقرًا جديدًا لنا (فيما يتعلق بشؤون الشرق الأوسط)، عازيًا قراره إلى قيود تمارسها الحكومة المصرية، ما يجعل ممارسة عملها في عداد المستحيل.
وتابع “جيرهارت”: “كل الندوات السياسية والمؤتمرات التي ننظمها مع شركائنا المصريين يساء فهمها على أنها تمثل تهديدًا للأمن الداخلي المصري، لا نمتلك أساسًا للعمل”.
وكالة أنباء “أسوشيتد برس” اعتبرت أن قرار المؤسسة يعكس “الحملة القمعية الصارمة التي تشنها السلطات المصرية ضد المعارضة في أعقاب عزل الجيش للرئيس الإسلامي المثير للجدل محمد مرسي”، على حد قولها.
يسري فودة يشكر المؤسسة على تدريبه
وعبر الإعلامي يسري فودة، عن امتنانه لمؤسسة “فريدريش ناومان” الألمانية من مصر، مشيرًا إلى أنها أسهمت في تدريبه أثناء دراسته في كلية الإعلام.
وقال “فودة”، في منشور له عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”: “بينما ترحل عن مصر بسبب القيود، شكرًا مؤسسة فريدريش ناومان على المساهمة في تدريبي أيام الدراسة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وتدريب أجيال متعاقبة من طلاب الكلية ومعلميها، وشكرًا على محاولة”.
ستؤثر على الاستثمار
وانتقد ناصر أمين، رئيس لجنة الشكاوى بالمجلس القومي لحقوق الإنسان والخبير الحقوقي، الضغوط التي تعرضت لها مؤسسة “فريدرش ناومان” ما جعلها تنقل نشاطها إلى الأردن.
ووصف “أمين”، في تصريح صحفي، الإجراءات الأمنية التي تعرضت لها المنظمة الألمانية التي تعمل في مجال التنمية وحقوق الإنسان في مصر، بأنها إجراءات غير رشيدة وبحاجة إلى تعقل وستؤثر على النشاط الاستثماري في مصر وسيكون لها انعكاسات مؤثرة على الاقتصاد المصري.
وأوضح “أمين” أن مؤسسة “فريدرش ناومان” هي مؤسسة دولية تعمل في مجال التنمية والعمل الثقافي والاجتماعي في مصر منذ فترة 1970، ولها مشروعات كثيرة في مصر مع الحكومة المصرية.
وأكد الخبير الحقوقي، أن مثل هذه السياسات مع الهيئات الدولية الكبيرة سيكون لها انعكاسات غير جيدة، لافتًا إلى أن هذه المؤسسات تعمل مع الحكومة المصرية وفق اتفاقيات دولية ولها أعمال مع وزارة التعاون الدولي والشباب والتعليم العالي.
خسارة كبيرة لمصر
وأعرب رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، مؤسس حزب “المصريين الأحرار”، عن أسفه بعد انسحاب مؤسسة “فريدريش ناومان” الألمانية من مصر ونقل مكتبها إلى العاصمة الأردنية عمان.
وجاء ذلك في تعليق “ساويرس على تغريدة لحافظ أبو سعدة، عضو المجلس المصرى لحقوق الإنسان، نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مساء أمس الأربعاء، قال فيها: “مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية تعلق أنشطتها في مصر”.
وعلق المهندس نجيب ساويرس، على تغريدة أبو سعدة، قائلًا: “هذه خسارة كبيرة لمصر.. مؤسسة محترمة ساهمت كثيرًا في التنوير والتدريب ونشر الفكر الحر الديموقراطي”.
وسخر خالد منصور، عضو “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” قائلًا: “مصر تتخلص من “تهديد آخر على أمنها القومي”؛ حيث قررت مؤسسة بحثية ألمانية مغادرة البلاد”.
غضب دولي
الهولندية “ماريچه اِسخاكه”، عضو البرلمان الأوروبي، وصفت القرار بـ”الخبر المؤسف”؛ حيث كتبت -عبر حسابها على “تويتر”-: “أخبار مؤسفة، مؤسسة بحثية ألمانية تنسحب من مصر على خلفية قيود تعرضت لها”.
وقال “أريك تراجر” الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني، بعدما أورد الخبر عبر حسابه على “تويتر”: “مؤسسة بحثية تنسحب من مصر”، مشيرًا إلى أن الحكومة تعتبر المؤتمرات “تهديدًا محتملًا على أمن مصر”.
الحساب الرسمي لموقع “جيرمان تريندز”، أشار إلى قرار الانسحاب “كأحد أكثر الأخبار الألمانية نشاطًا على تويتر”.
وغرد كينيث روث، مدير منظمة “هيومن رايتس ووتش” -عبر حسابه على “تويتر”- قائلًا: “مؤسسة بحثية ألمانية تنسحب من مصر لأن قيود السيسي تجعل العمل مستحيلًا”.