شهدت الفترة الأخيرة هبوطا حادا بأسعار النفط عالميا أدى إلى تراجعه دون مستوى 28 دولارا للبرميل الواحد، وذلك بالتزامن مع رفع العقوبات عن إيران بعد 12 عاما من التوقف عن تصدير النفط للخارج؛ الأمر الذي دفع المنتجين لحالة من القلق نحو مستقبل سعر النفط، وخاصة بعض قيام بعض المنتجين ببيع البرميل الواحد بسعر تتراوح ما بين 13-15 دولارا تحسبا لأي هبوط خلال الفترات المقبلة.
يقول الخبير الاقتصادي الدكتور فخري الفقي في تصريحات خاصة لـ”رصد” إن العالم ومنتجي النفط انتابتهم حالة من الذعر، عقب رفع العقوبات عن إيران ومنها السماح بتصدير النفط للخارج؛ حيث تلجأ إيران للانتقام من السعودية وستعمل على تصدير كميات ضخمة من النفط للخارج، وبالتالي هبوط الأسعار بشكل كبير؛ الأمر المؤثر في ميزانية السعودية ودول الخليج عامة؛ لأنها تعتمد بشكل كبير على وارداتها المالية من تصدير النفط للخارج.
وأضاف: إيران هي كلمة السر في الصراع خلال الفترة القادمة، وهو ما سيؤثر في وضع الشرق الأوسط، وبالتالي يجب أن تفكر دول الخليج بحلول عملية لتوازن أسعار النفط بالعالم؛ الأمر الذي يؤدي إلى خسائر فادحة على مستوى الدول المصدرة للنفط بشكل خاص ودول العالم بشكل عام.
وثمن “الفقي” خطوة الإمارات بإعلانها توقف تصدير النفط للخارج لتوقف نزيف الأسعار المستمر، مطالبًا بقيام المسؤولين بالعالم ومنظمة الأوبك بالاجتماع ووضع حلول لوقف نزيف اقتصادات الدول بالعالم.
وأشارت عدة مواقع إخبارية إلى أنه تمت ملاحظة بدء مجموعة من منتجي النفط ببعض المناطق بالعالم، ببيع شحنات الخام في السوق الحاضرة بأسعار أقرب إلى عشرة دولارات للبرميل بفضل وفرة الخامات “عالية الكبريت” التي ينتجونها.
وبلغت أسعار بعض شحنات الخام المكسيكي الثقيل أقل من 13 دولارا للبرميل ويبدو أن الضغط النزولي على أسعار الخامات صعبة التكرير مرشح للتنامي؛ حيث يفرض ذلك ضغوطا إضافية على عقود الخامين القياسيين برنت وغرب تكساس الوسيط التي هوت نحو 20 بالمئة منذ بداية العام لتنزل عن 28 دولارًا للبرميل.
وتوقع الخبراء أن يصل سعر البرميل إلى 10 دولارات فقط، في ظل التراجع الكبير لأسعار النفط العالمية، فيما تحدث البعض حول إمكانية أن يصبح الوقود أقل ثمنًا من المياه المعبأة إذا ما استمرت أسعار النفط في التراجع بهذه الوتيرة.
وانخفضت أسعار النفط بنسبة 30% منذ أوائل ديسمبر 2015؛ حيث تراجع سعر خام برنت إلى 30 دولارا؛ أي نحو 20 جنيها إسترلينيا، للبرميل في أوائل الأسبوع الثاني من يناير 2016.