جاء لقاء اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، بجون برينان، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية الذي يزور القاهرة على رأس وفد رفيع المستوى ووفد من معاونيه، ليثير العديد من ردود اللأفعال، خاصة أن اللقاء قبل أيام من ذكرى ثورة 25 يناير، التي من المتوقع أن يخرج فيها مظاهرات حاشدة ضد النظام.
توقيت الزيارة
واعتبر البعض أن اللقاء ضد السيادة المصرية، وخاصة أن اللقاء تناول كيفية معاملة النظام للإسلاميين بمصر كما جاء في بيان وزارة الداخلية.
وأثار اللقاء العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه الزيارة وسر توقيتها قبل أيام من حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.
ولم يقابل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وزير الداخلية فقط، فقد استقبله قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، أمس الإثنين، بحضور خالد فوزي، رئيس المخابرات العامة، والسفير الأميركي بالقاهرة ستيفن بيكروفت.
المخابرات الأميركية تستعرض تعامل النظام مع الإخوان
ومن جانبه قال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: إن “المخابرات الأميركية أصبحت تستعرض الجهود الداخلية المصرية الأمنية، وأصبحنا نعلن ذلك في بيانات وزارة الداخلية دون الأخذ في الاعتبار شكل النظام أمام الشعب وحديثه المستمر أن الإخوان هم عملاء أميركا”.
وأضاف “أبو خليل” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن بيان وزارة الداخلية قال بشكل واضح وصريح إن اللقاء تناول جهود وزارة الداخلية المصرية في التصدي لأعمال عنف جماعة الإخوان المسلمين دون الأخذ في الاعتبار السيادة المصرية، أو ما يروجه النظام لمؤيديه أن الإخوان عملاء أميركا قائلًا: “حدثونا أكثر عن السيادة والأمن القومي”.
تخوف أميركا من الإرهاب
وفي المقابل أكد اللواء طلعت موسى، أستاذ العلوم الاستراتيجية والأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن هذا اللقاء ليس له علاقة بتظاهرات 25 يناير ولا يعتبر تدخلًا في الشأن المصري.
وأشار موسي -في تصريح لـ”رصد”- إلى أن السبب هو تخوف أميركا من وصول الإرهاب إليها في ظل تناميه في العالم، في ظل رئاسة مصر لجنة الإرهاب بمجلس الأمن في أول يناير الجاري، بالإضافة إلى تشكيل مجلس النواب.
وأضاف الخبير العسكري أن هذه الزيارة تعد امتدادًا للحوار الإستراتيجي الذي عقد بين أميركا ومصر خلال شهر يوليو الماضي لتنمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري.
الداخلية تشيد بتبادل المعلومات مع أميركا
وقالت وزارة الداخلية المصرية، في بيان رسمي: إن “عبد الغفار عرض على برينان جهود الوزارة لعمليات العنف التي تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية وعدد من العناصر المتحالفة معها، من أجل محاولة زعزعة الاستقرار، وتعطيل جهود الدولة للنهوض بالبلاد، وتحقيق أمن المواطنين اجتماعيا واقتصاديا”.
وأضاف البيان أن وزير الداخلية أبدى رضاءه عن مستوى التعاون بين أجهزة وزارة الداخلية ووكالة المخابرات المركزية الأميركية في مجال تبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بمكافحة العناصر المتطرفة، ومقاومة الأفكار التكفيرية الهدامة، التي تسعى لخداع الشباب وتجنيدهم من أجل تحقيق أهدافهم التي تهدد استقرار دول المنطقة.
وقال وزير الداخلية: إن “الحوادث الأخيرة في أوروبا والولايات المتحدة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن كل دول العالم باتت أهدافا للتنظيمات المتطرفة؛ الأمر الذي يستلزم تضافر كل الجهود الدولية وتوافر الإرادة السياسية لدى دول العالم لمحاربة هذه التنظيمات ومعالجة الأسباب التي أدت لظهورها”.
في السياق، أكد جون برينان اهتمام الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع مصر في كل المجالات، وأهمها مجال الأمن؛ حيث إن استقرار مصر ينعكس على استقرار المنطقة بأكملها، كما أعرب عن تطلعه لزيادة مستوى التعاون في كل المجالات الأمنية ذات الاهتمام لدى الجانبين.