فتحت حادثة العثور على المواطن “أشرف شحاتة”، داخل سجن الزقازيق العمومي، العديد من التساؤلات حول مصير عدد كبير من المواطنين، نفت وزارة الداخلية، خلال الأشهر الماضية، أن يكون لها أي علاقة بهم؛ حيث صرحت الوزارة عدة مرات أنه لا يوجد لديها أي مختفٍ قسريًا.
تأتي بداية القصة، عندما اختفى مواطن يدعى “أشرف شحاتة”، وقالت زوجته مها مكاوي، إنها بالفعل تقدمت بطلب لمصلحة الجوازات، للاستفسار عما إذا كان زوجها داخل مصر أم خارجها، مضيفة “مصلحة الجوازات قالت لي إنه سافر، ورفضت أن توضح لي سافر إلى أي بلد ومن أي بلد”.
وأضافت “مكاوي”، في تصريحات صحفية، أن لها معارف كثيرين بالداخلية، أكدوا لها أن أشرف محتجز لدى الأمن الوطني، متسائلة: “ما الخطر الذي يشكله زوجي على الدولة حتى يتم احتجازه كل هذه المدة دون علمنا؟”.
وتابعت: “تقدمت ببلاغ بقسم كرداسة فور اختفائه، وأرسلت خطابات للرئاسة، والنائب العام، ووزارة الداخلية، لكن للأسف لم يتم الرد عليّ”.
وقالت الداخلية إن “المواطن أشرف شحاتة، المختفي منذ يناير 2014، موجود خارج مصر وفقًا لشهادة تحركات صادرة من مصلحة الجوازات”، على حد قوله.
وأضافت، في تصريحات صحفية، أن “زوجة أشرف شحاتة، مها مكاوي، ظهرت في أحد اللقاءات التليفزيونية، وقدمت هذه الشهادة، التي تثبت أن زوجها غادر البلاد، وهذا يؤكد أنه لم يتم القبض عليه من قبل الأمن الوطني، كما يردد البعض”.
ويعلق الناشط الحقوقي جمال عيد: “هناك حالة ارتباك في وزارة الداخلية حاليًا بعد الإعلان عن مكان اختفاء أشرف شحاتة وأن هناك حديثًا عن أن مصلحة السجون بالزقازيق تنفي احتجازه”.
وأضاف “عيد” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن هناك حديثًا عن أن مكان احتجازه في سجن وادي النطرون وليس الزقازيق، وأن هناك مخاوف حالية من عودة اختفائه مرة أخرى قسريًا، خاصة إذا نفت وزارة الداخلية مكان وجوده بسجن الزقازيق.
وكان الناشط الحقوقي جمال عيد، قد قال، في تصريح سابق، إن المسؤولية عن اختفاء المعتقل أشرف شحاتة، والذي ظهر اليوم بعد عامين من اختفائه، تبدأ من عبدالفتاح السيسي، حتى مأمور السجن، مرورًا بوزير الداخلية ومساعديه الذين أنكروا اختطاف المعتقل.
ظهر اسم أشرف شحاتة، المختفي قسريًا منذ يناير 2014، داخل سجن الزقازيق، وفقًا للحصر الذي نشره المجلس القومي لحقوق الإنسان بالحالات الواردة إليه من وزارة الداخلية، والذين بلغ عددهم 121 حالة.
وتابع “عيد” -في منشور له على حسابه في موقع “فيس بوك”- “هو اختفاء قسري واضح، وظهوره اليوم يؤكد ذلك ولا ينفيه، الدستور واضح: “لكل محتجز إبلاغ أسرته وذويه بالتليفون” وهذا لم يحدث”.
وختم: “لا أستطيع أن أصدق جهة ضربت بالدستور عرض الحائط”.
وكشفت القائمة الصادرة من وزارة الداخلية للمجلس القومي لحقوق الإنسان، عن وجود المختفي قسريًا لمدة سنتين أشرف شحاتة، وتبين وجوده وفقًا للكشف المعلن من المجلس القومي في سجن الزقازيق.