لم يعد يخفي علي أحد تأثير آلة الميديا العالمية الجبارة والصورة السينمائية علي توجيه الرأي العام العالمي ، وهو الأمر الذي لا يجيده العرب ولا المسلمين
فبينما يظهر المسلمون عبر الشاشات العالمية متشنجون وظاهري التخلف وإرهابيين في أعالي الجبال ،يتوعدون العالمين بالذبح مشهد لا يختلف تماما عن صورة العربي المسلم في الأفلام السينمائية العالمية ،صورة العربي في هذه الأفلام هي صوره نمطيه معولبة وجاهزة دائما يظهر فيها مجموعه من البدو الحمقى يرتدون ملابس غريبة ويتسلحون بالرماح والخناجر وبنادق النفخ وهم أشرار بالطبيعة ، يجرون ويقفزون طوال الفيلم عبر شوارع طينية مهدمة وراء البطل الغربي النبيل الوسيم الذي عادة ما يكون في مهمة سامية لإنقاذ الكوكب من العرب الأشرار ،هو وفريقه الذي يتألف من مجموعة من النبلاء أحدهم زنجي بالطبع في إشارة ولو وهميه لإمكانية التصالح مع الزنوج وتقديمهم بصورة نبيلة وغسل ماض غربي مكلل بالعار في استعبادهم وربما كان في فريقه أيضا احد ذوي البشرة الصفراء
وينجح البطل في النهاية في مهمته ويأخذ فوق مكافئته الأميرة العربية التي تفر معه والتي تظهر طوال الفيلم (أي فيلم فالتيمة واحده ) عارية ومرتديه لباس هو أقرب إلي بدل الرقص الشرقي في إشارة واضحة علي شبق العرب والمسلمين الجنسي ، هذه هي الصورة النمطية للعربي المسلم في هوليوود ،حتى المشهد الذي لا مبرر له في فيلم تيتانيك الذي يظهر العربي أبله لا يعي ما يدور حوله من غرق السفينة بينما هو يعد نقوده ووراءه أربع زوجات منتقبات هو مشهد سخيف بكل المقاييس.
والسؤال الآن لماذا لم يقم العرب والمسلمين _وأغلب رأس المال في هوليود عربي ويهودي بالمناسبة وصناع السينما في العالم يعرفون ذلك _ بإنتاج أفلام تبرز ما هو حضاري في ماضينا وحاضرنا الآن وتصحح تلك الصورة المغلوطة والتي يتقبلها العقل الجمعي الغربي بكل بساطه ، فإذ كان منتجي الأفلام اليهود قد حولوا صورة اليهودي التائه الكريه إلي اليهودي النبيل المضطهد المظلوم واستبدلوا بهآ صورة العربي الكريه، فإن بالإمكان تصدير صوره أكثر رقيا وحضارة لنا مما هي عليه الآن ،هذا إن وجد لدينا من يهتم بهذا الأمر بعيدا عن مقاييس الربح والخسارة واهتماما بقضايا أمته. .