خلال 48 ساعة مضت، شهدت مصر هجومين مسلحين على فندقين، أحدهما بالهرم، والآخر بالغردقة، نتج عنهما إصابات لعدد من السياح الذين تواجدوا لحظة وقوع الهجمات، مذكرة بالهجمات التي تعرضت لها الأماكن السياحية في مختلف المدن التي يرتادها السياح على مدار 19 عامًا مضت.
وهاجم مسلحان فندقًا في مدينة الغردقة السياحية؛ حيث قالت وزارة الصحة إن ثلاثة سياح أصيبوا في الهجوم على فندق بيلا فيستا في الغردقة، اثنان منهم سويديان وتم نقلهما إلى مستشفى النيل الخاص بالغردقة، فيما نقل الثالث وهو سائح نمساوي إلى مستشفى البحر الأحمر العام.
وقبل وقوع ذلك الحادث بساعات قليلة، شهد فندق أمارانت بشارع الهرم هجومًا مسلحًا آخر؛ حيث قالت قوات الأمن إن القبض على أحد المتهمين بإلقاء شماريخ بمحيط فندق بالهرم أثناء وجود أتوبيس سياحي، وتجري أجهزة الأمن التحقيقات معه للتوصل إلى باقي المتهمين.
وكان أحد السائحين “فلسطيني الجنسية”، أكد أنه فور وقوف الأتوبيس أمام فندق الأهرامات الثلاثة، فوجئوا بمجموعة من الأشخاص يطلقون الشماريخ، والأعيرة النارية على الأتوبيس وواجهة الفندق، مما أصابهم بالرعب والهلع.
وبالعودة للوراء قليلًا، نجد أن حوادث استهداف السياح متكررة، خاصة استهداف الفنادق التي يقيمون فيها؛ إذ شهد فندق “سويس إن” بشمال سيناء، في نوفمبر الماضي، هجومًا مسلحًا أيضًا، أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وهم من القضاة كانوا يستقلون سيارة بالقرب من الفندق إنذاك.
وتعيد تلك الوقائع إلى الأذهان حوادث سابقة استهدفت الفنادق السياحية التي شهدتها مصر من قبل، ولعل تفجيرات طابا وشرم الشيخ أشهرها، ونستعرض تلك الوقائع في السطور التالية:
تفجيرات شرم الشيخ 2005
في يوليو 2005، شهدت شرم الشيخ سلسلة تفجيرات استهدفت منتجعًا سياحيًا، أسفر عن مقتل 88 شخصًا، أغلبهم مصريون، فضلًا عن إصابة 200 آخرين، وكان يعتبر هو الأسوأ في تاريخ البلد آنذاك.
وتمت سلسلة التفجيرات على ثلاث مراحل؛ إذ وقعت التفجيرات في ساعات الصباح الباكر في وقت كان فيه الكثير من السياح والمقيمين في المطاعم والمقاهي والحانات المنتشرة، فقد وقع التفجير الأول في الساعة 01:15 في منطقة البازار أو (السوق القديمة) وأدت إلى مقتل 17 شخصًا معظمهم مصريون؛ حيث وضع شخص سيارته المفخخة قرب السوق بسبب وجود حاجز للشرطة.
أما القنبلة الثانية، فكانت مخبأة في حقيبة ظهر وضعت بجوار فندق الموفنبيك، قتلت 6 سياح على الفور، فيما كان التفجير الثالث عبارة عن شاحنة مفخخة بالمتفجرات قادها انتحاري إلى بهو فندق (غزالة جاردنز أوتيل)، وهو فندق 4 نجوم يتكون من 176 غرفة بمنطقة خليج نعمة في المدينة ضمن مجموعة فنادق تطل علي خليج نعمة تبعد نحو 6 كيلو مترات عن وسط المدينة وقتل نحو 45 شخصًا من جراء تفجير بهو الفندق.
وكانت التفجيرات من القوة حتى إنها هزت النوافذ من على بعد أميال بعيدة، كما شوهد الدخان والحرائق تتصاعد من مواقع التفجيرات.
تفجيرات طابا 2004
وأودت تفجيرات طابا، أكتوبر 2004، بحياة ما لا يقل عن 34 شخصًا وإصابة أكثر من 150 بجراح؛ حيث تم استهداف منتجعين سياحيين في مدينة طابا التي تقع في شبه جزيرة سيناء المصرية قرب الحدود مع “إسرائيل”.
وشهد الحادث متابعة كثيفة كون معظم القتلى والمصابين هم من الإسرائيليين، كما شاركت دولة الاحتلال في عمليات إسعافهم.
مذبحة الأقصر 1997
وكان أسوأ هجوم إرهابي وأكثره دموية هو مذبحة الأقصر، في 17 نوفمبر 1997؛ حيث قتل 58 سائحًا أجنبيًا معظمهم سويسريون و4 مصريين كانوا في زيارة لتفقد آثار معبد الملكة حتشبسوت قرب مدينة الأقصر.
وتسبب الحادث في إزاحة وزير الداخلية المصري آنذاك اللواء حسن الألفي، وتولى بعده اللواء حبيب العادلي الذي استمر حتى ثورة 25 يناير.
تفجيرات خان الخليلي
وفي 7 و30 إبريل 2005، استهدفت القاهرة بيومين من “العنف الإرهابي” في خان الخليلي وميدان عبدالمنعم رياض؛ حيث قتل فيهما 3 سياح أجانب وأصيب 18 شخصًا بينهم 10 مصريين.