أثار إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعي، نمر باقر النمر، موجة غضب شيعية، إذ خرجت مظاهرات في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وفي دولة البحرين المجاورة منددة بإعدامه، في الوقت نفسه كشف مصدر أمني سعودي، عن أن قوات الأمن بدأت في حملة اعتقالات للمحرضين على المظاهرات.
ويأتي قرار إعدام النمر مع 47 آخرين، بعد إدانتهم بتهمة الإرهاب.
و شهدت القطيف، شرقي المملكة العربية السعودية مظاهرة ردد المشاركون فيها هتاف “يسقط آل سعود”، حسب شهود عيان في المنطقة ذات الأغلبية الشيعية.
هاشتاج ضد الملك
فيما دشن بعض مغردي موقع التدوينات القصيرة “تويتر” هاشتاج “دم الملك بدم النمر” احتجاجا على إعدام النمر
وكان النمر محرضاً بارزاً على الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها منطقة القطيف، شرقي السعودية، عام 2011.
شقيق النمر يحذر
من جانبه، حذر محمد النمر، شقيق الزعيم الشيعي، من أن إعدام نمر النمر قد يثير غضب شباب الشيعة في السعودية، لكنه دعا إلى الهدوء وإلى “الاحتجاج سلميا”. وقال: “نرفض العنف والمواجهة مع السلطات، مثلما كان الشهيد يرفض ذلك”.
لكن مفتي السعودية دافع عن إعدام 47 شخصا، ووصفه بأنه موافق للشريعة الإسلامية، وضرورة لحماية أمن المملكة.
وقال عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ “إن تنفيذ الأحكام الشرعية في 47 من الإرهابيين رحمة للعباد ومصلحة لهم وكفاً للشر عنهم ومنع الفوضى في صفوفهم”.
الشيعة يستعدون لرفع السلاح
وقال مصدر أمني سعودي، إن الميلشيات الشيعية تستعد لرفع السلاح في وجه الدولة، من خلال تنفيذ عمليات نوعية يتم التخطيط لها في طهران والتنفيذ من داخل القطيف.
وأشار المصدر -الذي رفض ذكر اسمه- في تصريح لـ”رصد” إلى أن قوات الأمن السعودي، بدأت في حملة اعتقالات لعدد من العناصر الشيعية، التي كانت تخطط لتحويل الأحياء الشيعية بالقطيف إلى معسكرات ومواقع اجتماعات لتنفيذ عمليات اغتيال غرضها إثار الفتنة في البلاد.
وأوضح أنه تم إلقاء القبض على 12 مواطنا شيعيا من القطيف اليوم، بعد ثبوت تورطهم في التخطيط لارتكاب أعمال عنف في البلاد.
من جانبه حذر الدكتور باسم عالم أستاذ القانون السعودي من التحركات الشيعية قائلا: “يجب أن نكون على أهبة الاستعداد لردع هذة التحركات الشيعية، فخروج الشيعة في مظاهرات يعقبه حوادث مختلفة في المملكة”.
وأضاف، عالم في تصريح لـ”رصد”: “إن الأحياء الشيعية بشكل خاص وخارج إطار الأمن الرسمي التابع للدولة”، مطالبًا بضرورة التحرك الأمني لفرض السيطرة على البلاد ومنع أي محاولات للتطرف.
إيران : السعودية ستدفع الثمن
من جانبها حذرت إيران السعودية بأنها “ستدفع الثمن غاليا” لإعدامها الزعيم الشيعي نمر النمر. وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسين جابر أنصاري، بتنفيذ حكم الإعدام، بعدما طالبت بلاده السعودية بالعفو عن النمر.
وقال أنصاري في تصريحات صحفية: “إن الحكومة السعودية تدعم الجماعات الإرهابية والمتطرفين، ولكنها تواجه المعارضة الداخلية بالقمع والإعدام”، مضيفا أن “السعودية ستدفع الثمن غاليا نتيجة هذه السياسات”.
ونشرت تدوينه على صفحة المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي على موقع تويتر تنعى الشيخ النمر مع صورة له.
ونشر موقع المرشد على الانترنت صورة توحي بأن الإعدام يشبه إعدامات تنظيم “الدولة الإسلامية”.
فيما اعتدي مجموعة من الإيرانيين، على مقر القنصلية السعودية في مدينة مشهد بإيران، إستجابة ن لدعوة قوات الباسيج، التي تتكون من طلبة الجامعات، ومرتبطة بالحرس الثوري.
لبنان تدين
وفي لبنان، وصف المجلس الشيعي الإعدام بأنه “خطأ فادح”.
وأدان حزب الله اللبناني إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعي، الذي وصفه بأنه عملية اغتيال، ودعا العالم إلى إدانته.
كلمات نارية من العراق
وفي العراق أدان رئيس الوزراء حيدر العبادي الإعدام. وقال رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، إن مقتل النمر سيؤدي الى الإطاحة بالعائلة المالكة التي تحكم السعودية.
ودعا الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، إلى مظاهرات غضب، ولكنه قال لا بد أن تكون الاحتجاجات سلمية.
كما وصف قائد كتائب حزب الله في العراق، أبو مهدي المهندس، إعدام نمر النمر بأنه “جريمة”.
وقال في تصريح لقناة العهد التلفزيونية، التي تملكها جماعة عصائب الحق، إن “إعدام الشيخ النمر جريمة تضاف إلى جرائم آل سعود”.
قنابل مسيلة للدموع لتفريق احتجاجات شيعة البحرين
وفي البحرين، استعملت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفريق عشرات المحتجين على إعدام نمر النمر، في السعودية.
ورفع المتظاهرون صور النمر في وجه قوات الأمن بمنطقة ذات أغلبية شيعية، غربي العاصمة المنامة.
ونفذت الإعدامات متزامنة في 12 موقعا من السعودية، وكان من بين المحكوم عليهم مواطن من تشاد، وآخر مصري، فضلا عن سعوديين.
وعلمت بي بي سي أن من بينهم أيضا رجل أدين بالضلوع في هجوم قتل فيه المصور، سايمون كيبرز، الذي كان في مهمة لبي بي سي، عام 2004.
فقد أدين عادل الضبيطي في نوفمبر 2014، لدوره في العديد من هجمات تنظيم القاعدة، من بينها هجوم الرياض الذي أصيب فيه مراسل بي بي سي، فرانك غاردنر، إصابة بليغة.
كان الشيخ النمر رجل دين بارز، عبرعلنا عن شعور الأقلية الشيعية في السعودية، التي ترى نفسها مهملة وضحية للتمييز. وكان ناشطا في مطالبته بحقوقها.