أثار إعلان حازم عبدالعظيم، الناشط السياسي ومسؤول لجنة الشباب السابق بالحملة الرئاسية لعبدالفتاح السيسي، عن تورط المخابرات المصرية بالتدخل في تشكيل البرلمان الحالي؛ جدلا بين الأوساط السياسية، حيث اعتبر البعض هذه التصريحات فضيحة للنظام، ونستعرض لكم في هذا التقرير أبرز المعارك السياسية التي كشف عنها السياسيون والتي تورط فيها جهاز المخابرات المصرية.
المخابرات وتمرد
كان أول من كشف ما قالته غادة نجيب عضو اللجنة المركزية للحركة والتي أعلنت انسحابها منها وقالت عن سبب الانسحاب إنها اكتشفت علاقة الحركة بالمخابرات المصرية عن طريق حمدين صباحي وضياء رشوان وقالت إن المتحدث باسم الحركة محمد عبدالعزيز سافر إلى شرم الشيخ والتقى رجال حسين سالم هناك وأخذ منهم أموالا طائلة لينفق بها على الحركة.
وقالت غادة نجيب، في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” في شهادتها عن حركة تمرد: “ممكن الكلام جاي متأخر بس بعض الأصدقاء بيلحوا عليّ إني أقول اللي عندي وأخلص ذمتي؛ البداية كانت لما أحمد طلعت، وهو عضو في المركزية وأدمن الصفحة الرسمية لتمرد كلمني عنها وافقت على طول وقررت أكون معاهم وقلت وقتها أنا بتنفس تمرد؛ كانت الأمل بالنسبة لي والمخرج للخلاص من شخص مرسي اللي أهدر الثورة وأضاعها مش هطول عليكم ومش هدخل في تفاصيل إنه ماكانش عندهم رؤية ليوم 30 ولا خطة للي هيحصل بعد ما نجمع التوقيعات ولا إزاي إن فيه تيارين جوه اللجنة وإن الخلافات كانت كبيرة جدا”.
وتابعت نجيب: “المهم بداية شكِّي في تمرد حصلت بعد ما نقلنا للمقر اللي في شارع معروف اللي المفروض إن الشقة بتاعت أحمد عبدالربو وطبعا مطلعش كده لأنه جات لي معلومة مؤكدة إن اللي بيدفع فلوس المقر واحد اسمه محمود سامي وهو رجل أعمال والوجهة لبعض شركات الخرافي ومجرد اسم الخرافي لوحده هو شيء كارثي رجل أعمال كويتي هو اللي بعت المحامين الكويتيين اللي دافعوا عن مبارك”.
وأضافت قائلة: “كلمت حسن شاهين وأنا بصوت فيه أقسم لي إنه مايعرفش وإنه حالا هينقل ونزلت له لأن ماكانش فيه فلوس للعربيات اللي هتنقل ورق تمرد وفعلا نقلناها للجمعية الوطنية للتغيير، بعد كده ابتديت أحس إن فيه أوامر بتيجي من فوق مش عارفة منين لسه بس في حد بيقول حاجة والأربعة المتصدرين المشهد بينفذوها حتى ولو كل الأعضاء رافضين؛ واجهت حسن بحاجة كانت اتقالت قدامي وإن فيه تنسيق بين تمرد وبين المخابرات، واتفاجئت برد حسن عليّ أيوة فيه تنسيق بس مش مباشر وإن ضياء رشوان بيقوم بالدور ده”.
وأردفت: “بس اللي عرفته بعد كده إن مش ضياء رشوان لوحده وإن حمدين صباحي له دور كبير في الموضوع ده وفي نفس اليوم اتفاجئت إن حسن شاهين راح قعد مع تهاني الجبالي؛ طبعا”، على حد ذكرها.
المخابرات ونشطاء ثورة يناير
سبق أن كشف القيادي السابق في المخابرات الحربية المصرية، اللواء وليد النمر، النقاب عن أن أجهزة مصرية تقوم حاليا بالتحقيق في قضية رقم “250”، ستطال أسماء نشطاء، ومشاهير في الإعلام والصحافة والسياسة والاقتصاد، وفق قوله.
ووصف النمر، في حوار مع صحيفة “الوطن”، القضية بأنها “كبيرة جدا”، مؤكدا أن “كل من اشترك أو ساعد أو دعم في هدم البلد من بداية ثورة 25 يناير 2011، حسب قوله، اسمه وارد في هذه القضية، وسيحاسب، ومصر هتاخد حقها منه، ومش معنى إنهم متسابين لحد دلوقتي إنهم مش هيتحاسبوا كويس أوي”.
وأضاف أن الأسماء في القضية كبيرة وشهيرة وتقيلة، تحسب من نخبة المجتمع المصري ورموزه، وستصيب الناس بالصدمة، لأن الشعب لم يكن يتوقع أبدا أن تكون هذه الأسماء من ضمن المدانين في تلك القضية، وفق قوله.
وقال: “إن القضية متشعبة، وفي كل مرة يقوم أعضاء النيابة بالتحقيق مع طرف، نجد أن هذا الطرف يدلي بأقواله عن أطراف أخرى، فيبدأ في استجواب تلك الأطراف مرة أخرى، وتنضم أسماء جديدة إلى ملف القضية”.
ومؤخرا قال توفيق عكاشة، عضو مجلس النواب، إن الشواهد تقول إن الأمن الوطني والمخابرات العامة لن يتحملوا نتائج الديمقراطية، مؤكدا أنها تدار بتعليمات من أشخاص.
وأضاف عكاشة، خلال حواره ببرنامج “آخر النهار” المذاع عبر فضائية “النهار”، أن اللواء عباس كامل كلم النائب العام عشان ابن الكاتب محمد حسنين هيكل لرفع اسمه من قائمة الممنوعين من السفر.. وهو ما رد عليه يوسف بأنه يعتمد على تسريبات الإخوان فقال عكاشة لأنه لم تحدث تحقيقات حولها لنفيها.
المخابرات ومجلس النواب
ومؤخرا كشف عبدالعظيم في مقاله له بعنوان “شهادة حق في برلمان الرئيس” أنه تمت دعوته لحضور اجتماع داخل قاعة اجتماعات داخل جهاز المخابرات العامة المصرية في دور أرضي، الغرض منه الإعلان عن قائمة انتخابية جديدة لخوض انتخابات مجلس النواب.
وقال: “إنه خلال الاجتماع تم توزيع أوراق على جميع الحاضرين بها اسم القائمة ووثيقة مبادئ تعبر عن القائمة الانتخابية الجديدة، وكانت “حب مصر” والأخت الكبرى “دعم مصر” هما المولودان في هذا الاجتماع، نعم داخل جهاز المخابرات العامة المصرية، وسبب حضوري الاجتماع كان بناء على دعوة موجهة لي من رئاسة الجمهورية”.
وفي مستهل المقال أكد أن الانتخابات البرلمانية كانت نزيهة ولم يكن هناك تزوير في الصندوق، إلا أنها لم تكن محايدة، مشيرًا إلى أن العبرة فقط ليست بالعبث ببطاقات التصويت.
المخابرات والتجسس على الطلاب
وفي نوفمبر 2013 تمكنت “طلاب ضد الانقلاب” في كشف عدد من المتعاملين مع الأجهزة السيادية في الدولة، خلال محاولتهم القيام بمهام مخابراتية داخل جامعة القاهرة.
وكشف أحد أعضاء الحركة أنهم تمكنوا من كشف هوية ثلاثة عناصر من تلك الشبكة المخابراتية، والمختصة في التجسس وملاحقة الطلاب بجامعة القاهرة، حيث تبين أن الأول صف ضابط ، والثاني متطوع بالقوات المسلحة، والثالث من جهاز أمن الدولة.
وقال عضو نشط بالحركة “إنني كنت ضمن الطلاب الذين أمسكوا بالعناصر الجاسوسية، حيث لاحظنا استمرار ثلاثة أفراد غير معروفين داخل الجامعة بتعقب الطلاب أثناء مشاركتهم في الفعاليات المنددة بالانقلاب العسكري، حتى اضطررنا لسؤالهم بعد تحركاتهم الغريبة حول الفعالية التي نظمها الطلاب”.
وأضاف “لقد اندست العناصر المخابراتية، وسط الطلاب في إطار تنفيذ مهمة تصوير الطلاب الذين لهم نشاط واضح في التظاهرات عن قرب لملاحقتهم، ثم اتجهنا لشخص منهم لا يظهر عليه أنه طالب بسبب كبر سنه”.
وتابع أنهم اكتشفوا أنه ضابط بالقوات المسلحة، وحصلوا على كل ما لديه من أوراق وموبايل، ثم فوجئوا بهروب آخر بعدما ظهر عليه القلق، لكنهم أمسكوا به أما الثالث قد فر هاربًا.
وتابع “منذ الواقعة ونحن نراقب الجميع من حولنا وندرك أنه لا يزال مسلسل تجنيد سلطات الانقلاب لعناصر تابعة لها للتجسس على الطلبة وتصويرهم وكتابة تقارير عنهم مستمرا”.
تفكيك القبائل السيناوية
من جانبه قال عيد المرزوقي، الناشط السيناوي، إن المخابرات المصرية هي القوة المسيطرة على الدولة، ولعبت دورا هاما في سيناء، حيث تعيش هذة المنطقة تحت حكم مخابراتي مباشر، ووصلنا لهذه الحال نتيجة أكثر من 30 عاما حكما عسكريا والشعب السيناوي يعيش في ثكنة عسكرية.
وأضاف في تصريح لـ”رصد” أن شمال سيناء كلها تخضع لقانون عسكري يحول دون العيش بكرامة وحرية، فهناك لا توجد دولة تقوم على خدمة المواطن، فأهل سيناء غائبون عن معادلة الدولة هناك، لأن هذه المنطقة تقوم على معادلة أمنية بحتة تقوم على تنسيقات الأمنية الثلاثية الأطراف التي تنص عليها اتفاقية كامب ديفيد بين المخابرات المصرية وقوات حفظ السلام والجانب الإسرائيلي.
وأشار المرزوقي إلى أن المخابرات تتعامل مع المواطن السيناوي للعمل كجواسيس على بعضهم البعض لخدمة الأجهزة الأمنية، وعلى غرار ذلك تفككت العلاقات الاجتماعية بين القبائل وبعضهم، للحد من وحدتهم القبلية، مثل تعيين المشايخ وتشكيل لجنة خاصة بشؤون البدو التي لم تحل أي مشكلة بين البدو.
وأكد المرزوقي أنه من أخطر تكتيكات المخابرات، عدم تمليك الأراضي للبدو، مما اضطر للتعامل بأوراق وضع يد، مما تسبب في غياب المواطنة.
وقال عادل سليمان، إن الأجهزة السيادية في مصر سواء مخابرات أو أمن دولة متعارف عليها أن لها دخلا في كل شؤون الدولة، وذلك الأمر منذ عشرات السنوات وليس جديدا.
وأضاف سليمان، في تصريح لـ”رصد” أن المخابرات في أي دولة هي جهة سيادية كبرى ولها القدرة على التدخل دون أن يعلم أحد عن تفاصيل ما تعمله.