قام شاب فلسطيني في أول أيام عام 2016 -أمس الجمعة- بإطلاق النار على مستوطنين “إسرائيليين” بأحد الشوارع الرئيسية في مدينة “تل أبيب”، ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة 6آخرين بجراح وصفت حالة 2 منهم بالخطيرة، واستطاع الشاب -منفذ العملية- الهروب من موقع الحادث.
وأعلنت شرطة الاحتلال مساء أمس الجمعة أنها تعرفت على هوية منفذ العملية وقالت إنه “نشأت ملحم 29 عاما” من سكان وادي عارة من منطقة المثلث الشمالي في “إسرائيل” مشيرة إلى أنه ينتمي لـ”تنظيم الدولة”، بالرغم من أن وزير الأمن الداخلي “الإسرائيلي” جلعاد أردان صرح سابقًا بأن عملية تل أبيب تحمل طابعًا جنائيًا.
أسباب نجاح العملية
وقال الصحفي الفلسطيني المتخصص في الشأن “الإسرائيلي” أنس أبو عرقوب في تصريحات خاصة لشبكة “رصد” أن من أسباب نجاح العملية:
1- الشاب الفلسطيني الذي قام بإطلاق النار، من فلسطيني الداخل المحتل؛ أي أنه يحمل الجنسية “الإسرائيلية” وهو ما يجعله يستطيع التحرك ببعض السهولة في تل أبيب.
2-وأضاف أن ملحم طالب بجامعة تل أبيب، وبالتالي فهو يجيد اللغة العبرية، ويعرف المنطقة جيدًا، ويعرف نقاط ضعف الأمن “الإسرائيلي” واستطاع استغلالها بمهارة فائقة.
3-استغل نشأت ملحم ما أثارته العملية من حالة هرج وذعر، ليتمكن من الهرب، وهو ما يدل على معرفته الجيدة بمداخل ومخارج المكان، ليترك وراءه قتيلين مرشحين للزيادة.
تداعيات العملية
وأثارت العملية الذعر لدى “الإسرائيليين” في أول يوم من عام 2016، وفاقم هذه الحالة بقاء المنفذ طليقًا، في ظل تقارير “إسرائيلية” زجت بـ”تنظيم الدولة” في مسرح الحادث وتشبيه العملية بهجمات باريس.
وقال أبو عرقوب لـ”رصد”: “الهجوم أفقد سكان أكبر تجمع سكني في إسرائيل الأمن الشخصي، وأثار حالة من الرعب في تل أبيب غير مسبوقة”.
وأضاف : “هذه الحادثة أدخلت الشرطة والشاباك في حرج كبير وحالة إرباك وحتى بعد انقضاء ساعات تمكنوا من حسم الأمر بالقول إن الهجوم تم على خلفية قومية”.
وتابع أبو عرقوب حديثه قائلًا: “الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تبرر فشلها بمنع مثل هذه العملية لكون المهاجم عمل “بشكل فردي”، وقالت صحيفة “معاريف” “الإسرائيلية” إنه عمل بايحاء تعمليات صادرة عن “تنظيم الدولة”.
وحسب ما ذكرت مواقع “إسرائيلية”، فإن ملحم اعتقل سابقًا وسجن لـ5 سنوات بعد إدانته عام 2006 بمحاولة خطف سلاح جندي “إسرائيلي” لتنفيذ عملية انتقامًا على مقتل أحد أقاربه برصاص شرطة الاحتلال.
ونشرت مواقع مقطع فيديو للحظات الأولى قبل تنفيذ العملية، يظهر فيه منفذ العملية وهو يتجول في متجر مجاور للمقهى الذي استهدفه في هجومه، قبل أن يخرج منه ويضع حقيبته على عربة المشتريات ويشرع بإطلاق النار، كما أظهر فيديو قبل إطلاق النار أن المنفذ تحدث اللغة العبرية بطلاقة؛ إذ يسمع في الفيديو شخص يقول إن مطلق النار يتحدث العبرية بطلاقة، وأيضًا قال شهود عيان إنهم عثروا على نسخة من القرآن الكريم في حقيبته، وأكدت الشرطة صحة هذه المعلومات لاحقًا.