وجه الكاتب السعودي، سلطان الجميري، سؤالًا إلى حكومة بلاده، بشأن رفع الدعم، قائلًا: “لماذا ترفع المملكة الدعم عن الوقود لشعبها وتضمنه لمصر؟!”.
وأضاف الجميري في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “هناك مقارنة وسؤال مستمر بدأ يرتفع صوته في مجالس الناس الذين ليس لهم علاقة بالسياسة.. لماذا ترفع السعودية الدعم عن الوقود لشعبها وتضمنه لمصر؟”.
وأعلنت السعودية اليوم رفع أسعار البنزين والغاز والكهرباء والمياه والصرف الصحي إضافة إلى تطبيق ضرائب على المشروبات الغازية ومنتجات التبغ ضمن إعلان ميزانية 2016 للمملكة، وأقر مجلس الوزراء، مساء اليوم الإثنين، تعديل أسعار منتجات الطاقة، ورفع أسعار البنزين والكهرباء والمياه، وذلك بعد الاطلاع على الأنظمة والأوامر الملكية والقرارات ذات الصلة.
وفي وقت سابق تحدثت مصادر مطلعة أن السعودية أعدت خطة اقتصادية حديثة تهدف إلى مواجهة انخفاض أسعار النفط في العالم بعد ظهور عجز في الموازنة للعام الحالي قد يتجاوز 100 مليار دولار هذا العام وهو ما دفعها إلى تسييل أصول خارجية تتجاوز قيمتها 90 مليار دولار على مدى 12 شهرًا الماضية لسداد التزاماتها.
الدعم السعودي لمصر
وأعلنت المملكة العربية السعودية في 17 ديسمبر 2015 عن حزمة مساعدات جديدة لمصر، من خلال توجيه الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيادة الاستثمارات السعودية هناك لتصل إلى أكثر من ثلاثين مليار ريال “قرابة ثمانية مليارات دولار”، والإسهام في توفير احتياجات مصر من المواد البترولية مدة خمس سنوات ودعم حركة النقل في قناة السويس من قبل السفن السعودية.
إعلان ذلك جاء في بيان مشترك صادر عن الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي المصري الذي عقد في القاهرة، برئاسة رئيس الحكومة المصري شريف إسماعيل والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، ولم يحدد البيان قيمة الاستثمارات السعودية في مصر في الوقت الحالي، كما لم يوضح أوجه الاستثمار الجديدة ولا تفاصيل المساهمة في توفير احتياجات مصر من المواد البترولية أو سبل دعم حركة النقل في قناة السويس.
ويأتي هذا الدعم، في وقت أكد فيه مراقبون أنّه أتى نظير موافقة مصر للانضمام للتحالف الإسلامي العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
حرب اليمن
يُؤكد محللون أن الدعم السعودي لمصر، بجانب تكلفة الحرب السعودية على اليمن، رفعا نسبة العجز في المملكة، بالإضافة إلى تذبذب أسعار البترول، ومنحت السعودية واشنطن والاتحاد الأوروبي البترول بأسعار مخفضة ولمدة 3 أشهر، للموافقة على دخولها اليمن.
وفي 22 سبتمبر 2015، كشفت مجلة فورين بوليسي عن تكاليف الحرب السعودية على اليمن، حيث جاء في تقرير لها بأن تكاليف بارجتين حربيتين تتبعهما ست فرقاطات، تم استئجارها من قبل السعودية تبلغ 300 مليون دولار يوميا، هذا فضلا عن تكاليف الجنود الذين على متنها ويصل عددهم إلى 6000 جندي، بعدتهم وعتادهم و450 طائرة بطياريها ومدافعها وصواريخها بعيدة المدى، وهذا يعني أن إجمالي تكاليف البارجتين بلغت 54 مليار دولار خلال الأشهر الست الماضية.
وبلغ نفقات استخدام قمرين صناعيين عسكريين للساعة الواحدة مليون دولار، أي أن تكلفة نفقات القمرين في اليوم الواحد تبلغ 48 مليون دولار وهذا يعني أنها في الشهر الواحد تصل إلى 1 مليار و440 مليون دولار مما يعني أنها بلغت 8 مليارات و640 مليون دولار في الشهور الست الماضية.
ونفذ الطيران السعودي على اليمن حتى الآن ما يقارب 35 ألف غارة قامت بها أكثر من 150 طائرة حيث ألقت خلالها 140 ألف صاروخ، ويبلغ تكلفة الصاروخ 150 ألف دولار.