أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مجددًا، أنّ بلاده تمتلك أدلة دامغة تثبت أحقيتها في إسقاط المقاتلة الروسية التي انتهكت مجالها الجوي، نهاية الشهر الماضي، وذلك تعليقًا على إعلان موسكو عدم تمكنها من قراءة بيانات الصندوق الأسود للطائرة، بسبب تعرض عدد كبير من شرائحه للتلف.
وأضاف “أردوغان” -في كلمة له بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، نقلتها مواقع صحفية- أن بلاده على ثقة بصحة المعلومات الموجودة لديها حيال عملية الإسقاط، موضحًا أنّ العالم بأسره أبدى قناعة حول أحقية تركيا، مشيرًا إلى أنّ الاستعراضات الدعائية، إنما تزيد من خيبة أمل أولئك الذين كانوا يعلقون آمالهم على نتائج الصندوق الأسود، منتقدًا بعض أطياف المعارضة الداخلية الذين وقفوا إلى جانب روسيا.
وقال: “كنا نعتقد سابقًا أنّ بعض الجهات المعارضة في تركيا تقف إلى جانب الروس، انطلاقًا من التوافق الأيديولوجي فيما بينهم، إلّا أنّ حادثة إسقاط المقاتلة الروسية، أوضحت للعيان أنّ تأييد بعض الليبراليين والقوميين واليساريين للروس، ليس نابعًا عن التوافق الأيديولوجي، إنما من عدائهم للأمة والدولة التركية”.
وخصّ “أردوغان” بانتقاداته، بعض الساسة الذين وصفهم بالناطقين باسم المنظمات الإرهابية التي تهدد أمن وسلامة تركيا والمساندين لهم، في إشارة لحزب الشعوب الديمقراطي الذي يزور رئيسه موسكو حاليًا؛ حيث قال في هذا السياق: “لا بدّ أنّ نوقف هؤلاء الساسة الذين ينطقون باسم المنظمات الإرهابية التي تعبث فسادًا في أنحاد مختلفة من بلادنا عند حدهم؛ لأننا ندرك أنّ ذلك مسؤولية أودعها شعبنا على عاتقنا، وعلينا القيام بها”.
وكانت تركيا، قد قامت، في نوفمبر الماضي، بإسقاط مقاتلة روسية من طراز “سوخوي-24” على حدودها مع سوريا، بعد أن اخترقت مجالها الجوي، وهو ما نفته روسيا، واعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “طعنة في الظهر”، وتسببت هذه الحادثة في حدوث أزمة في العلاقات بين البلدين.