رغم التأييد الواسع الذي حظي به عبدالفتاح السيسي بعد إلقائه بيان 3 يوليو 2013 من معظم السياسيين المصريين، إلا أن العديد منهم انقلبوا عليه بعد ذلك؛ بعد العديد من المواقف التي أبداها السيسي فيما يتعلق بثورة 25 يناير عام 2011، أو بعد ما اتسمت به الأحداث منذ البيان بانخفاض سقف الحريات ووجود الكثير من الاعتقالات وحالات القتل خارج القانون، والتي طالت الجميع بمن فيهم من حالفوه وأيدوه في إلقاء البيان.
ونعرض في هذا التقرير، لعدد من الشخصيات التي كانت مؤيدة للسيسي ثم أصبحت تعارضه الآن..
حازم عبدالعظيم
كان آخر هؤلاء المنقلبين “حازم عبدالعظيم” الناشط السياسي المعروف والعضو بحملة عبدالفتاح السيسي الرئاسية الأخيرة؛ وذلك بعد تصريحاته الأخيرة عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وعارض حازم عبدالعظيم التصريحات التي أطلقها الإعلامي إبراهيم عيسى، التي أكد فيها أن “الأجهزة السيادية في مصر تكره ثورة 25 يناير ما عدا السيسي”.
وقال “عبدالعظيم”: “لا أحد يزايد على إبراهيم عيسى، لكن السيسي تعامل مع ثورة 25 يناير بأسلوب الخداع المخابراتي والتقية السياسية”.
علاء الأسواني
أيد الأديب والروائي علاء الأسواني، مظاهرات 30 يونيو وإعلان 3 يوليو، كما دعا للتصويت بـ”نعم” على دستور ما بعد 30 يونيو، ومع تزايد الانتهاكات والقمع أعلن الأسواني ندمه على الموافقة على الدستور؛ حيث قال الأسواني -خلال مشاركته في برنامج تليفزيوني على فضائية “أون تي في” المصرية-: “للأسف أنا من الذين قالوا نعم للدستور، بل دعوت المصريين إلى التصويت بنعم”، لافتًا إلى أن السلطات المصرية الحالية تعمل على انتهاك الدستور وتتجاوزه يوميًّا.
وقال “الأسواني” -في ندوة كتاب “مقالات ومقولات”-: إن “ثورة 25 يناير لم تنجح حتى الآن في إقامة ديمقراطية حقيقية في مصر”، مؤكدًا أنه منذ ثورة 23 يوليو 1952 انتهت التجربة الديمقراطية، وأصبح كل حاكم يرأس مصر يقرر أن يصوت لنفسه نيابة عن الشعب المصري”، على حد تعبيره.
وأضاف “الأسواني” أن “كثيرًا من الحكام المصريين دأبوا على توفير الغطاء الأخلاقي والسياسي لممارسة الاستبداد في الحكم، على غرار ما فعله الراحل اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، في بدايات ثورة يناير، الذي قال إن المصريين غير مستعدين للديمقراطية، وبالتأكيد هو كلام غير صحيح يكرس للدكتاتورية، وغير منطقي بعد ثورة 25 يناير”، على حد قوله.
مصطفى النجار
أحد شباب ثورة 25 يناير الذين شاركوا في تظاهرات 30 يونيو وكانوا داعمين لها، وأيد إعلان 3 يوليو وخارطة الطريق من بعده مع انتقادات -على استحياء- لأعمال القمع التي مارستها السلطة.
تغير موقف مصطفي النجار كثيرًا؛ مع انتشار المجازر بعد 30 يونيو ومجزرة فض اعتصام “رابعة العدوية”.
وكتب مصطفى النجار مقالًا اعترف فيه بخطئه تحت عنوان “صديقي الثوري.. إمتى هنعترف بخيبتنا؟” وهو مكاشفة صريحة لمصطفى النجار بأخطاء من أسماهم شباب الثورة والتي كانت أحد أسباب عودة عقارب الساعة والانتكاس عن ثورة 25 يناير؛ حيث جاء في مقال النجار: “دعنا ننقد أنفسنا ذاتيًّا كتيار ثوري، أليس لنا أخطاء؟ ألا نحمل أنفسنا قدرًا من المسؤولية تجاه ما وصلنا إليه الآن من انتكاس للثورة وانقضاض عليها من الثورة المضادة؟ ألم نكن ساذجين كثيرًا حين اعتقدنا أن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود للوراء وها هي عادت بل كسرت الإطار نفسه وقفزت منه؟ ألم نكن مغرورين للغاية ونحن نقول بكل أريحية إن الميدان موجود وإننا سنعود إليه إذا حدث أي انحراف؟ اليوم صار دخول الميدان جريمة وتهمة عقوبتها عدد من السنوات داخل السجون فماذا فعلنا؟ ألم نكن حمقى حين صدقنا يومًا أن أعداء الثورة صاروا أصدقاء لها ويسيرون في اتجاهها ويرفعون شعاراتها وصدقناهم وتغاضينا عنهم وما كدنا نلتفت حتى أسقطوا أقنعتهم وانقضوا ينهشون فينا بكل خسة وقسوة؟ ألم يعطِ بعضنا غطاء سياسيًّا وثوريًّا لانتهاكات حقوق الإنسان وسن بعض القوانين التي كان بعضنا أول من تمت محاكمتهم بها وإلقاؤهم في السجون؟”.
خالد علي
المحامي والحقوقي والمرشح الرئاسي السابق، وهو أحد الداعين لتظاهرات 30 يونيو، بدأ أول مواقفه المعارضة للسلطة الحالية بعد مجزرة فض اعتصام “رابعة العدوية” حين أكد استعداده للوكالة بالدفاع عن شهداء ومصابي المذبحة.
واتخذ خالد علي موقفًا واضحًا برفض ترشح السيسي للرئاسة، وأعلن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية التي وصفها بالمسرحية.
ووصف “علي” السيسي بأنه قائد الثورة المضادة، وأضاف قائلًا -في تصريحات صحفية-: “إن قوى 25 يناير ستتحد عقب تمثيليتي الرئاسة والبرلمان، التي سيكتشف بعدها الجميع أن نظام السيسي ليس له حليف سوى نظام مبارك”.
بلال فضل
الكاتب والسينارست بلال فضل، الذي كان أحد كبار المعارضين لنظام الدكتور محمد مرسي، وكان يسخر ممن يصفون 30 يونيو بالانقلاب، ووقّع على استمارة التمرد ضد مرسي.
ورغم تأييد فضل لحركة 30 يونيو التي رأى أنها موجة ثورية، إلا أن موجات القتل الجماعي وتقييد الحريات وعودة رموز نظام مبارك وإرهاصات الحكم العسكري، جعلت بلال فضل يوجه انتقادات لاذعة للنظام الحالي، وهو ما أدى إلى منع مقالاته في جريدة “الشروق” أيضًا، والتي كان أولها مقال بعنوان “الماريشال السياسي” انتقد فيه منح عبدالفتاح السيسي لنفسه رتبة مشير رغم أنه لم يخض حربًا في تاريخه.