في ظل الأزمة الطاحنة في العلاقات بين مصر والإمارات من جانب وتركيا وقطر من جانب آخر، والتي وصلت إلي قطع العلاقات بين مصر وتركيا والتصريحات الهجومية التي يتبادلها الطرفان بين الحين والآخر، أعلنت السعودية عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب يضم هذه البلاد المتصارعة.
مصر وتركيا ترحبان بالتحالف
ورحبت مصر وتركيا بهذا التحالف؛ حيث اعتبر مراقبون أن دخول مصر وتركيا في تحالف واحد يهدد بفرص نجاح التحالف، معتبرين أن أموال الخليج هي السبب الذي دفع مصر إلى قبول الدخول في التحالف رغم الخلاف مع تركيا وقطر.
أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد أن مصر تدعم كل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، سواء كان هذا الجهد إسلاميًّا أو عربيًّا.
وقال المتحدث: “إن مصر تدعم كل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، لا سيما إذا كان هذا الجهد إسلاميًّا أو عربيًّا، فهي تدعمه وتكون جزءًا منه”.
وحول العلاقة بين التحالف المشار إليه ومقترح إنشاء قوة عربية مشتركة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية “إن هناك اختلافًا بين الطرحين، فالتحالف الإسلامي يستهدف مكافحة الإرهاب فقط، أما القوة العربية المشتركة فهي تتعامل مع التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي بمختلف أشكالها، وفي النطاق العربي فقط”.
تفتقد وضوح الرؤية وبلا أهداف محددة
ومن جانبها قالت المحامية والحقوقية نيفين ملك،:إنها مع احترامها للفكرة ولكنها تفتقد وضوح الرؤية، ولا يوجد معايير واضحة لها، وإن نضج مثل هذه الفكرة يحتاج إلى وضع حد أدنى من المعايير والأهداف لهذا التحالف، وأن تتفق هذه الدول على رؤى موحدة.
وأضافت “ملك” في تصريح خاص لـ”رصد”: “هذا التحالف يضم دولاً مختلفة اختلافًا كليًا ومتصارعة، وهي تركيا وقطر ومصر والإمارات، فلا إمكانية للتوحد في هذا التحالف، في ظل وجود دول تختلف علي المواقف الأساسية مثل الحرب في سوريا والعراق، وتعريف الإرهاب؛ حيث إن هناك دولاً تعتبر الطرف الآخر إرهابيا”.
وأوضحت “ملك” أنه كانت هناك فكرة بقوة عسكرية عربية مشتركة ولم تنجح وأن مثل هذة الفكرة لن تنجح أيضًا لوجود نفس أسباب الفشل، فلا يوجد وضوح للرؤية، وعلى سبيل المثال تحالف الناتو له أهداف ومعاير معروفة، فيجب تطوير لفكرة ووضع حد ادني للمعاير.
فرص نجاح التحالف ضئيلة
ومن جانبه أكد اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، أن التحالف الإسلامي فرصه ضئيلة جدًا في النجاح، مشيرًا إلى أنه بديل للقوة العربية المشتركة وأن تواجد مصر وتركيا وقطر ضمن التحالف، يؤكد أن نسبة نجاح التحالف ضئيلة لأنه يضم دولاً لديها خلافات جذرية وتوجهات مختلفة على طول الخط؛ حيث إن نجاح أي تحالف يحتاج إلى تفاهمات سياسية في البداية لضمان النجاح.
وأضاف “فؤاد” في تصريح خاص لـ”رصد” أن فرص نجاح القوة العربية المشتركة كانت أكبر؛ حيث إنها كانت تضم 12 دولة فقط ولم يتم الاتفاق بينهم بسبب اختلاف الرؤى والأهداف والعقائد القتالية، فما بال تحالف يضم 34 دولة مختلفة في العرق والجنس واللغة، فكلما زاد عدد الدول قلت فرص النجاح بسبب اختلاف الفكر.
أموال الخليج وراء انضمام مصر
وأكد الناشط السياسي هيثم أبو خليل أن دخول مصر في تحالف مثل هذا بسبب حاجة مصر إلى أموال الخليج، مشيرًا إلى أنه لا يستبعد أن السيسي ربط دخول مصر في هذا التحالف مقابل الدعم المالي الخليجي.
وقال “أبوخليل” في تصريح خاص لـ”رصد” عن فكرة التحالف: “لأسف خيبة. .تجمعوا على محاربة السراب.. ولم يتجمعوا على محاربة الإرهاب الحقيقي وهي إسرائيل”.