أعلن محمد عصمت سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي، رفضه للتحالف العسكري الإسلامي الذي أعلنت عنه السعودية، والذي يضم 34 دولة لمحاربة الإرهاب، بقيادتها، وسيكون مقره العاصمة السعودية الرياض.
وأشار “سيف الدولة” في منشور له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”إلى 10 ملاحظات حول المشروع؛ كانت -حسبما ذكرها- كالتالي؛
1- هو مشروع أميركي بالأساس فلقد أكد أوباما والإدارة الأميركية مؤخرًا على ضرورة تكوين قوات برية عربية وإسلامية لمقاتلة داعش، للتحايل على ضغوط الجمهوريين لإرسال قوات برية أمريكية الى العراق وسوريا.
2- إنها خطوة تهدف منها الولايات المتحدة إلى تحويل الجيوش العربية والإسلامية إلى القيام بدور العساكر في مباراة شطرنج تحتل فيه أميركا والدول الغربية دور الملك.
3- هو تأكيد لاستلاب السعودية لدور ومكانة مصر التاريخية والاستراتيجية، فلها القيادة أما مصر فمجرد عضو فيها، وهو ما يحدث للمرة الثانية بعد انخراطها في التحالف السعودي في الحرب على اليمن.
4- وَمِمَّا يزيد من مهانة المشاركة المصرية، هي أنها تقوم به بدور تابع التابع، وكأنها عامل تراحيل لدى السعودية مقاول الباطن الإقليمي والذين يعملون جميعا لدى المقاول العمومي الدولي وهو الأميركان.
5- كما أن النظام المصري الذي صدع رؤوسنا منذ عقود بأن حرب أكتوبر هي آخر الحروب، وتصالح مع العدو الصهيوني وباع له فلسطين باعترافه بشرعية إسرائيل، وانسحب من الصراع في ضربة قاسمة لأهم مقومات القوة العربية، يأتي اليوم وينخرط للمرة الخامسة في تحالف عسكري يخدم على مصالح الإمبريالية الأميركية، الأولى كانت عام ١٩٩١ في تحرير الكويت، والثانية في التسهيلات العسكرية لغزو أفغانستان والعراق، والثالثة كانت في التحالف الدولي الأميركي في العراق ٢٠١٤، والرابعة في الحرب السعودية بالوكالة عن أميركا في اليمن، واليوم هي المرة الخامسة.
6- ومن معالم النفاق والتبعية، أن تقبل مصر وتركيا الانخراط في تحالف واحد، رغم كل ما بينهما من عداء، ولكن من يستطيع أن يقول لا للأميركان ولآل سعود.
7- كما أنه من الواضح أنه تحالف إسلامي طائفي يقتصر على الدول السنية، وهو بذلك تكريس للمشروع الغربي الهادف إلى استبدال الصراع العربي الصهيوني بصراع سني شيعي، تمهيدا للتقسيم وإعادة رسم الخرائط.
8- ومما يثير السخرية أيضا، مشاركة السلطة الفلسطينية في تحالف عسكري وهى المحظور عليها بأمر أوسلو وإسرائيل ومجتمعها الدولي حمل السلاح أو المقاومة أو حتى المشاركة في الانتفاضة.
9- ناهيك أن غالبية الدول المشاركة هي دول تابعة إما إلى الأميركان أو إلى الفرنسيين، وكأننا بصدد تحالف من المماليك.
10- وأخيرا، نؤكد للمرة الألف أنه لا شرعية لأي نظام أو حرب أو قوة عسكرية عربية لا ترفع السلاح في مواجهة العدو الصهيوني، وضد كل أشكال وألوان الغزو الأجنبي للأراضي العربية.