قصص مروعة في شهادات حية ترصدها شبكة “رصد” لجنود مجهولين أنقذوا الأرواح وانتشلوا جثامين القتلى تحت قصف الجيش المصري للمنازل والتجمعات السكنية بسيناء.

يروي أحد المسعفين في سيناء، تفاصيل مؤثرة وقصصًا مروعة لساعات وأيام قضاها داخل سيارته وبين المنازل المدمرة وركام مناطق باتت “أرضًا محروقة وأشلاءً متناثرة في كل مكان”.

وفي حديثه لـ”رصد”، يروي أحد المسعفين بعضًا من تلك المشاهد المروعة التي شاهدها بعينه في اللحظات الأولى لمجزرة “الظهير” (الظهير أو نجع شيبانة، هي قرية جنوب مدينة الشيخ زويد، وهي من أشهر المناطق التي تعرضت للإبادة من قبل قوات الجيش والتي أدت لمقتل عائلات بأكملها).

ويقول ساردًا جزءًا من هذه المجزرة: “حل دمار في كل مكان؛ حيث منزل فالح الهبيدي تم تدميره وقتلت زوجته وتحول أطفاله إلى أشلاء فالقصف العشوائي استهدف كل شيء”.

ويضيف “كنا ننقل الشهداء وقد مزقت القذائف أجسادهم إلى أشلاء، نقلت شهداء مقطوعي الرءوس وجرحى مبتوري الأطراف، كان مشهدًا مروعًا لم يمر عليّ نهائيًا قبل ذلك”.

ولم تكن هذه المشاهد الفاجعة الوحيدة التي صعقت المسعف -الذي تحفظنا على ذكر “اسمه”- فقد رأى بعينه كذلك، بحسب روايته، مجزرة مروعة بحق عائلة “أحمد ناصر أبو فريح” بمنطقة شيبانة جنوب رفح، وهي عائلة مكونة من 13 فردًا”.

ويؤكد أنها تعرضت لصاروخ من طائرة استطلاع “زنانة”؛ قائلًا: “شاهدت 5 أطفال قتلوا وتحول معظمهم إلى أشلاء كاملة، ونساءً قتلن أثناء نقلهن إلى المستشفيات، وكن يرددن الشهادتين”.

ويضيف “توفيت معي حالتان من النساء أثناء نقلهن للمستشفى، وكانت جراحهن خطيرة للغاية، ولكن أكثر المشاهد ألمًا، حين رأيت أحد الأطفال وهو يبكي أمه القتيلة بجواره، فبكيت أنا أيضًا؛ حيث يقول الولد لأمه القتيلة بجواره: “أمي، أمي ليش بتسبيني وتموتي لا تموتي يا أمي، حرام عليكم ليش موتوا أمي”.

ويؤكد “الشاهد” أن الشيخ زويد ورفح الآن تعمل بسيارة إسعاف واحدة فقط وبقية السيارات تعمل بمرفق إسعاف العريش ويطالب بتوفير سيارات إضافية للمدينتين، قائلًا: “الجيش يحظر التجوال على المواطنين ليلًا وحين يمرض أحد لا يستطيع أن يتحرك أو يذهب للمستشفى”.