“تنظيم الدولة” خدع المسلمين الغربيين الجدد
“تقية” خامنئي لم تعد تخفى علينا
رسمتُ عشر لوحات في سجن “بيدفورد” البريطاني
الدولة التي تدخلت لدى الاحتلال لحظر الحركة الإسلامية ليست خليجية
أبو مازن حذرنا من أخطار شديدة تحيط بالحركة قبل القرار الإسرائيلي بأيام
شبكة أنفاق ممتدة ومنتشرة تحت كل مساحة الأقصى
كشف الشيخ رائد صلاح أبو شقرة، زعيم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، عن قرب تنفيذ الحكم الصادر عن محكمة إسرائيلية بسجنه 11 شهرًا؛ لدفاعه عن المسجد الأقصى واتهامه بالتحريض على العنف، خلال الأيام المقبلة، قائلًا: إنه “يخطط لاستثمار فترة سجنه في الكتابة والرسم ونظم الشعر”.
وأضاف “صلاح” – في حوار خاص لشبكة “رصد” الإخبارية – أنه على الرغم من استخدام الاحتلال الإسرائيلي، الأحماض الكيماوية خلال الحفريات، لا يزال المسجد الأقصى متين الأركان.
رائد صلاح، المعروف بشيخ الأقصى، تناول – في حواره – موقفه من “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” وهجمات باريس، فيما فسر عدم التحاق الشباب الفلسطيني بالتنظيم المسمى بـ”داعش”، بأنهم مرابطون إلى يوم القيامة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
وخلال حواره، وجه شيخ الأقصى، عدة رسائل إلى الملك سلمان والمرشد خامنئي وكل من السيسي وأردوغان، فيما عرض موقف السلطة من القرار الإسرائيلي بحظر الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني.. وغير ذلك من القضايا التي تناولها الحوار.
** نبدأ معك من الحكم الذي صدر عليك بالسجن 11 شهرًا، متى تبدأ تنفيذ الحكم؟ وما هي استعداداتك لهذه الفترة؟
– قد يبدأ تنفيذ الحكم خلال الأيام القريبة القادمة، وسلفًا أنا أنتظر إدخالي إلى السجن بصبر ويقين ورضا؛ لأننا ما أحببنا يومًا السجون، ولكن إن فرضت علينا كثمن لنصرة القدس والمسجد الأقصى المباركين، فمرحبًا بالسجون.
** سجنت سابقًا في السجون الإسرائيلية، وبالتأكيد قرأت وتابعت وقرأت عن السجون العربية، ما هي أبرز الفوارق بين هذين النوعين من السجون؟
– الظلم ملعون في كلّ السجون، سواءً كان في السجون الإسرائيلية أو العربية، ثم من يتعمق بدراسة واقع السجون على حقيقتها يصل إلى نتيجة أنه لا فرق بينها سواءً كانت إسرائيلية أو عربية، بل في بعض الجوانب السجون الإسرائيلية أشدّ وأقسى.
** هل لديكم خطة لاستغلال هذه الفترة المقررة للسجن؟
– منذ أن أُدخلت السجن في عام 1980، ثم في عام 2003، ثم في عام 2010، ثم في عام 2011، وأنا مجتهد أن أستثمر وقتي في السجن ما بين العبادة والقراءة والكتابة ونظم الشعر والرسم إذا أتيح لي، ولم يحدث ذلك إلا مرة واحدة عندما كنت سجينًا في بريطانيا في سجن “بيدفورد”؛ حيث رسمت فيه أكثر من عشر لوحات.
** قبل أيام تم حظر الحركة الإسلامية في الداخل، وتحدثت أن دولة عربية حثت “إسرائيل” على تنفيذ هذا القرار؟ من هي هذه الدولة؟ وإذا لم تكن تود التصريح باسمها هل هي دولة خليجية؟ ولماذا من وجهة نظرك اقتنعت “إسرائيل” بحظر الحركة وتجاوبت مع هذا التشجيع العربي على الرغم من تسامحها معكم لفترة طويلة وترك الحركة تعمل؟
– بداية أؤكد أنها ليست دولة خليجية، ثم أؤكد أنّ المؤسسة الإسرائيلية لم تتسامح معنا في يوم من الأيام، فمنذ نشأة الحركة الإسلامية والمؤسسة الإسرائيلية تطاردنا وتفرض على بعضنا الإقامات الجبرية، وتسجن البعض الآخر منا، وتمنع قسمًا ثالثًا منا من السفر إلى الخارج أو تمنعه من الدخول إلى المسجد الأقصى أو إلى القدس أو إلى الضفة الغربية، وما قبل حظر الحركة الإسلامية أغلقت المؤسسة الإسرائيلية أكثر من عشر مؤسسات للحركة الإسلامية، ثم قامت بخطوة حظر الحركة الإسلامية؛ لأن الحركة الإسلامية رفعت لواء نصرة القدس والمسجد الأقصى المباركيْن ولواء حمل هموم شعبنا الفلسطيني ولواء التواصل مع أمتنا المسلمة وعالمنا العربي ودعت إلى مشروع المجتمع العصامي ورفضت الانخراط في انتخابات البرلمان الإسرائيلي المعروف باسم الكنيست.
** هل اتصل بكم أحد من ديوان الرئيس أبو مازن أو السلطة الوطنية الفلسطينية للتعبير عن موقفهم من حظر الحركة الإسلامية؟
– للحقيقة اتصل بنا أحد المسؤولين في السلطة الفلسطينية قبل الحظر بأيام، وقال لنا إنه يؤكد باسم أبو مازن تقديره للحركة الإسلامية ويدعوكم للحذر الشديد من الأخطار التي تحيط بالحركة الإسلامية، وبعد الحظر اتصل بنا مسؤول من منظمة التحرير وأعرب عن تضامنه معنا، ثم بعد الحظر بأيام زارنا وفد كبير من منظمة التحرير ومن السلطة الفلسطينية وأكدوا تضامنهم معنا، ثم أؤكد أنه بعد الحظر أصدرت كل الفصائل الفلسطينية بيانات أكدت فيها وقوفها إلى جانب الحركة الإٍسلامية، كما وزارنا أكثر من وفد من القدس المباركة ضمّ القيادات الإسلامية والوطنية.
** إلى أين وصلت حفريات اليهود تحت المسجد الأقصى؟ وما توقعاتكم للمخاطر التي تهدده في القريب العاجل؟
– بكل ألم، أقول إن حفريات الاحتلال الإسرائيلي تحت المسجد الأقصى أوجدت شبكة أنفاق ممتدة ومنتشرة تحت كل مساحة المسجد, ولا شك أنها تشكل خطرًا كبيرًا على المسجد الأقصى، سيما أن تقارير منظمة “اليونسكو” أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي كان يستخدم الأحماض الكيماوية خلال الحفريات، ومع ذلك لا يزال المسجد الأقصى متين الأركان وسيبقى كذلك بإذن الله تعالى.
** كيف ترون آثار “اعتداءات باريس” على العرب والمسلمين وقضاياهم؟ وما حكمها الشرعي من وجهة نظركم؟
– بعد وقوع التفجيرات، أصدرنا بيانًا أكدنا فيه استنكارنا لهذه التفجيرات، بغض النظر عمن يقف خلفها, ويكفي أن أقول إن الاحتلال الإسرائيلي الذي لا ينافسه أحد في ممارساته الإرهابية, استغل دماء الأبرياء في هذه التفجيرات وادعى أنه حظر الحركة الإسلامية من باب التعاون مع العالم المتنور على محاربة الإرهاب.
** ما وجهة نظركم في “تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش)؟ وكيف ترون آثار أفعاله على العرب والمسلمين؟
– أكدنا منذ أكثر من عام أننا نخالف “داعش” في فكره وسلوكه ونرى فيه عقبة في طريق المشروع الإسلامي، وواقع الحال في سوريا واليمن وليبيا وتونس يؤكد ذلك.
** البعض يتحدث عن وجود “داعش” في فلسطين ويدعو لمنهجها، هل تؤكدون هذا الأمر من خلال معلوماتكم؟ أم أن الأمر دعائي أكثر منه حقيقة على أرض الواقع؟
– هو الأمر دعائي أكثر منه حقيقة على أرض الواقع، ولا يعني إعلان بعض الأفراد تأييدهم لـ”داعش” أن هناك تنظيمًا لـ”داعش” في فلسطين.
** ولماذا لم تستجب شرائح كبيرة من الشباب الفلسطيني لـ”داعش” وتهاجر إلى سوريا والعراق، على الرغم من حالة الشباب الفلسطيني ومظلوميته ووضعهم تحت الاحتلال بعكس دول عربية أخرى أكثر استقرارًا، انضم العديد من شبابها إلى “داعش”؟
– لأن الشباب الفلسطيني يدرك أنّه مرابط إلى يوم القيامة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلّم: “فمن اختار منكم ساحلًا من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في رباط إلى يوم القيامة”، سيما وأن الشباب الفلسطيني يقوم اليوم بمهمة الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المباركين نيابة عن الأمة المسلمة والعالم العربي حتى يأتي أمر الله تعالى.
** كيف تفسر انضمام العديد من المسلمين الغربيين إلى “داعش”، على الرغم من أنهم يعيشون في دول مستقرة يموت الكثير من أقرانهم العرب في سبيل الهجرة إليها؟
– هم حديثو عهد بالإسلام، ويحملون في داخلهم نوايا حسنة وفي الوقت نفسه يرون الحرب العالمية المستعرة اليوم على الأمة المسلمة وأوطانها ومقدساتها وخيراتها، فاستغل “داعش” ذلك ونجح أن يخدعهم بإعلامه وأن يوهمهم أنه هو ملاذ المظلومين وملجأ المضطهدين في الأرض.
** ماذا تقول لكل من عبدالفتاح السيسي، الملك سلمان، رجب طيب أردوغان، المرشد علي خامنئي؟
– أقول للسيسي أنت مجرم حرب في حق الشعب المصري وكل الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني وفي حق أهلنا في غزة العزة بخاصة، ولا بد أن تُحاكم قريبًا إن شاء الله تعالى، وإن أُفلت من قضاء الأرض فلن تفلت من قضاء السماء.
وأقول للملك سلمان وللرئيس رجب طيب أردوغان، نحن نعيش كأمة مسلمة وعالم عربي في ظروف محرجة مأساوية لا ينفع فيها بعد التوكل على الله تعالى إلا إصلاح البيت الإسلامي والعربي من الداخل أولا ولمّ شمله في وحدة إسلامية عربية راشدة ووسطية، ويمكن أن تكون البداية في تضافر الجهود بين السعودية وتركيا (ومصر وسوريا بعد إنقاذهما من ويلات السيسي وبشار) إلى جانب قطر وباكستان والمغرب والسودان وكل من يسعى صادقًا لتحقيق هذا الإصلاح والوحدة.
وأما المرشد علي خامنئي، فأقول له ما عادت تخفى علينا “التقية” التي تتنكرون بها، فأنتم تسعون اليوم لإعادة الإمبراطورية الفارسية بادّعاء الانتصار للمذهب الشيعي، وإلا لماذا أصبحت المؤسسة الأميركية والروسية والإسرائيلية أقرب عليكم من الأمة المسلمة والعالم العربي.
** بماذا تفسر موجة المقاومة بالسكين التي تقود الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال وتراجع التنظيمات عن واجهة المقاومة؟
– كل عاقل راقب اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني بعامة وعلى القدس والمسجد الأقصى والمرابطين والمرابطات بخاصة، كان يتوقع في كلّ لحظة أن هذه الاعتداءات الإرهابية الإسرائيلية ستتسبب باندلاع انتفاضة ثالثة فطرية وتلقائية وشعبية لن تستأذن أيّ تنظيم فلسطيني، وأنا شخصيًا قلت ذلك أكثر من مرة قبل قيام هذه الانتفاضة الأخيرة انتفاضة القدس، وإن الذي يتابع يوميات هذه الانتفاضة يجد أن التنظيمات الفلسطينية قد انضمت إليها وبياناتها المتواصلة تؤكد ذلك.