رغم التاريخ العريق للمجالس النيابية المصرية فإن الرياضيين كثيرا ما غابوا عن الحياة البرلمانية، إذ لم يعرف تاريخ البرلمان رياضيا فاز في تلك الانتخابات إلا أحمد شوبير الذي فاز بمقعد مجلس الشعب عام 2005 قبل أن يخسره عام 2010. 

وتأتي انتخابات برلمان 2015 لتحقق إنجازا كبيرا بالنسبة للرياضيين، حيث نجح 13 شخصا من نجوم الرياضة في الوصول لمقعد البرلمان، وهو ما يطرح بقوة التساؤل عما إذا كانت الشهرة الرياضية طريقا سهلا لمقاعد السياسة؟!! هذا ما سنكشفه من سياق هذا التقرير:

المرحلة الأولى

في المرحلة الأولى، تمكن محمد فرج عامر رئيس نادي سموحة من ضمان مقعد بالمجلس، بعد فوزه على قائمة في حب مصر بمدينة الإسكندرية، وهو ما حدث مع سحر الهواري عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، والتي فازت بمقعد على نفس القائمة بالفيوم.

وحسم أحمد مرتضى منصور عضو مجلس إدارة نادي الزمالك مقعده مرشحا عن حزب المصريين الأحرار، بدائرة العجوزة.

المرحلة الثانية

وشهدت المرحلة الثانية دخول عدد أكبر من الرياضيين، ويأتي رئيس نادي الزمالك ضمن أبرز من فازوا في المرحلة الثانية من نجوم الوسط الرياضي، حيث دخل المنافسة كمستقل على دائرة ميت غمر بالدقهلية، كمافاز سمير موسى رئيس نادي الزرقا مستقل عن دائرة الزرقا بدمياط.

وفاز فتحي ندا رئيس مجلس إدارة نقابة المهن الرياضية مستقل عن دائرة السنطة بمحافظة الغربية، وأيضا محمود شحاتة رئيس نادي صيد المحلة، الذي فاز عن حزب مستقبل وطن في دائرة بندر المحلة محافظة الغربية.

واقتنص محمد الفيومي رئيس نادي طوخ الرياضي والمرشح عن حزب الحرية مقعد دائرة طوخ، كما فاز طاهر أبوزيد وزير الشباب والرياضة الأسبق، عن قائمة في حب مصر بقطاع القاهرة.

والتحق به ثروت سويلم المرشح عن حزب المصريين الأحرار بدائرة أبوحماد بمحافظة الشرقية، وفاز أيضا أحمد سعيد نائب رئيس النادي الأهلي عن قائمة في حب مصر بقطاع القاهرة، كما فاز رضا البلتاجي الحكم الدولي الأسبق عن حزب المصريين الأحرار بدائرة حلوان والمعصرة.

واستطاع محمود عثمان نائب رئيس الإسماعيلي الأسبق، اللحاق بركب الرياضيين الفائزين في تلك الانتخابات، حيث فاز بمقعد فردي في دائرة الإسماعيلية.

الخاسرون

جمال علام

أخفق جمال علام رئيس اتحاد كرة القدم في جولة الإعادة من مرحلة الانتخابات البرلمانية عن دائرة الأقصر، حيث كان مرشحا عن ائتلاف الجبهة المصرية بمحافظة الأقصر، بعد اكتساح قائمة في حب مصر لأصوات الصعيد.

سمير زاهر

وانسحب سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة السابق، من انتخابات مجلس الشعب بدمياط عن حزب تيار الاستقلال لأسباب صحية دفعته لعدم الترشيح.

زكريا ناصف

وتم استبعاد زكريا ناصف، نجم الأهلي الأسبق، من العملية الانتخابية، ممثلا عن دائرة المعادي بداعي فقده الثقة لقيامه بأعمال النصب والتبديد على بعض المواطنين.

مصطفى عبدالخالق

وخسر مصطفى عبدالخالق عضو مجلس إدارة الزمالك السابق الانتخابات البرلمانية عن دائرة الدقي والعجوزة، بعدما نجح عبدالرحيم علي، وخاض كل من أحمد مرتضى وعمرو الشوبكي مرحلة الإعادة.

أحمد الشعراوي

وخسر أحمد الشعراوي رئيس نادي الصيد الأسبق، المعركة الانتخابية عقب خروج البرلماني السابق حمدي الفخراني من المنافسة وجعل أحمد الشعراوي، رئيس نادي صيد المحلة الأسبق أبرز المرشحين للمحافظة، وتم تدعيم الشعراوي من عدة عائلات كبرى في المحافظة، ولكن لم يحالفه التوفيق، حيث تنافس على الدائرة 50 مرشحًا وهو ما جعل المنافسة شرسة وتحولت إلى مرحلة إعادة.

دينا أباظة

وتشغل دينا عضوية مجلس إدارة نادي الشمس، وهي أصغر مرشحة للانتخابات البرلمانية حيث تبلغ من العم 26 عامًا، وهي في الأصل لاعبة كاراتي، ثم أصبحت مدربة بنادي الشمس الرياضي.

وقررت دينا الترشح لانتخابات النادي وهي في عمر الـ25 عاما في شهر مارس 2014، وحصلت على أعلى الأصوات وقررت الاتجاه بعدها للعمل العام بنية الترشح لانتخابات مجلس النواب 2015 إلا أنها لم تستطع الفوز بها.

أمنية فخري

ولم تتمكن أمنية فخري بطلة العالم للخماسي الحديث من حجز مقعد في برلمان 2015، كما خسر ماجد السيد عضو مجلس إدارة ألعاب القوى وعلاء زهران المدير الفني لجهاز نادي الطيران لكرة السلة ترشيحهما للبرلمان.

مرشحون سابقون

يعد نموذج أحمد شوبير حارس مرمى الأهلي السابق وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة سابقا، هو الأبرز للرياضيين في الانتخابات التشريعية، فقد استطاع “شوبير” أن يستغل شعبيته على المستوى الرياضي في الترشح للبرلمان بل وزاد على ذلك بانضمامه إلى الحزب الوطني.

وكانت تجربة “شوبير” في البرلمان كانت حافزا لكثيرين، على الرغم من أن “شوبير” نفسه أكد أكثر من مرة أنه لا ينوي تكرار تلك التجربة.

وخاض عدد كبير من الرياضيين المصريين تجربة الانتخابات في عام 2010، ولكن الحظ لم يحالف معظمهم بما فيهم أحمد شوبير، ومن أبرز هؤلاء طاهر أبوزيد نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، ومجدي عبدالغني نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، ومعتمد جمال وطارق السيد نجما الزمالك ومنتخب مصر السابقان، فيما حالف النجاح المهندس محمود الشامي، رئيس نادي بلدية المحلة حينها، وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي عن دائرة أول المحلة، والمهندس هاني أبوريدة، عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم عن دائرة بورسعيد في انتخابات مجلس الشعب عام 2010.

عزوف الرياضيين في انتخابات 2012

شهدت انتخابات 2012 البرلمانية وعقب ثورة 25 يناير، والتي حصل فيها الإخوان على النسبة الكبرى من مقاعد البرلمان، عزوف الرياضيين الذين ترشحوا من قبل على قوائم الحزب الوطني عن الترشح مرة أخرى، في الوقت الذي ظهرت فيه وجوه رياضية جديدة على الساحة السياسية منهم نادر السيد، حارس مرمى منتخب مصر الأسبق، الذي ترشح على قائمة حزب الوسط ولم يحالفه الحظ رغم أن البعض حسبه على التيار الإسلامي حينها، في الوقت الذي لقبه البعض وقتها بـ”حارس الثورة”.

ويقول الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الرياضيين مثلهم مثل نواب الحزب الوطني المنحل، استغلوا الفراغ السياسي، ولجؤوا إلى الشهرة والمعارف والبزوغ الإعلامي، ولذلك هم تيقنوا أنها الفرصة الأنسب للصعود إلى مجلس النواب دون مزاحمة.

وأضاف حسني في تصريح لـ”رصد”: “هذه الفترة هي مجرد “زفة انتخابية” وليست ملحمة سياسية يتنافس فيها كل ألوان الشعب المصري، فمصر تحتاج إلى برلمان قوي يتواجد به ساسة ومشرعين على قدر المسؤولية، والكل يعرف ماذا يقول الرياضيون على الفضائيات من تجميل وجه النظام للحصول على الرضا والبقاء ظاهرا لا مختفيا”.