تشهد العلاقات المصرية- السودانية توترًا متصاعدًا في الفترة الأخيرة؛ حيث بدأت الأزمة باحتجاج الخارجية السودانية على -ما أسمته- تجاوزات ضد مواطنيها بالقاهرة، ما أيقظ مشكلة النزاع بين البلدين على منطقة “حلايب وشلاتين”، وتصاعدت حدة التصريحات بين مسؤولي البلدين بسبب أزمة “سد النهضة” الإثيوبي والمنتظر أن يؤثر على حصة البلدين من مياه نهر النيل.
تصاعد الأزمات
سلمت السفارة السودانية بالقاهرة، 19 نوفمبر الماضي، مذكرة لوزارة الخارجية المصرية؛ احتجاجًا على تجاوزات الشرطة المصرية ضد مواطنيها، مطالبة بالتحقيق ووقف التجاوزات بحق سودانيين محتجزين، (تعرضوا للضرب وعوملوا بطريقة سيئة من قبل السلطات المصرية) على حد ما جاء في المذكرة؛ وذلك عقب قيام الشرطة باحتجاز عدد من السودانيين، بعد أن وجهوا لهم تهم “الاتجار في العملة وتقليد الدولارات واستخدامها في الاحتيال على المواطنين”.
وروى مواطن سوداني يدعى “يحيى زكريا”، تفاصيل تعذيبه داخل قسم شرطة عابدين بالقاهرة، وانتشرت صور آثار التعذيب الجسدي الذي تعرض له عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الجرائد والمواقع المصرية والسودانية، أوائل نوفمبر الماضي.
وانتشرت، عبر مواقع التواصل، دعوات من السودانيين لقطع العلاقات مع مصر، ومنع دخول المواطنين المصريين إلى السودان، كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الحكومة المصرية بالتحقيق الفوري في الاتهامات السودانية لمصر بقتل لاجئين سودانيين أثناء محاولتهم عبور الحدود المصرية في منطقة سيناء منتصف شهر نوفمبر الماضي.
وألقى هذا التوتر بظلاله على ملف سد النهضة الإثيوبي؛ حيث أعلن وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني، معتز موسى، تأجيل اجتماعات الجولة العاشرة للجنة الوطنية لسد النهضة، التي كان من المقرر عقدها نوفمبر الجاري في الخرطوم، بناءً على طلب القاهرة.
البشير يصعّد اللهجة
التوتر في العلاقات عبرت عنه أحداث وتصريحات سياسية من قبل الطرفين؛ وكانت آخر التصريحات على لسان الرئيس البشير، في لقاء على قناة “كاظمة” الفضائية، فقد صرح أن بلاده تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن، بأن مثلث “حلايب” الذي جرت فيه انتخابات البرلمان المصرية، هو جزء من الأراضي السودانية.
وأضاف “حلايب كانت طوال الحكم الثنائي جزءًا من السودان”، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأطراف تحاول أن تصعد الأمور بين البلدين.
ووصف السفير محمد الشاذلي، سفير مصر الأسبق في السودان -حسب صحيفة “المصري اليوم”- تصريحات الرئيس السوداني حول سودانية حلايب بأنها ليست الأولى من نوعها، معتبرًا أنها “خرافات يجب ألا نصمت عليها”.
وأضاف “الشاذلي” أن البشير يرغب في تحقيق مكاسب شعبية لدي السودانيين بإدلائه بهذه التصريحات بعد الأخطاء التي ارتكبها، وفق قوله.
وتحدث البشير أيضًا عن سد النهضة، الذي تقوم ببنائه إثيوبيا على منبع نهر النيل، واصفًا إياه بأنه “واقع”، وأضاف البشير “سد النهضة أصبح واقعًا” و”هيقوم سد يعني هيقوم سد”، ويجب أن نتحرك الآن في السد وألا يؤثر علينا سلبًا”، وهي تصريحات رآها المسؤولون المصريون تعبر عن تحرك فردي للسودان تجاه الأزمة.
