أثار خطاب عبدالفتاح السيسي موجة من الغضب علي مواقع التواصل الإجتماعي بعد شكرة للشرطة المصرية، وتأكيدة أن ما يقوم به بعض رجال الشرطة من تجاوزات قليل جدًا ولا يقارن بعدد الأقسام في مصر.
غضب علي مواقع التواصل الإجتماعي
اعتبر فيه البعض أن هذا التصريح ضوء أخضر من السيسي للشرطة بمزيد من التجاوزات، ورصد آخرون تجاوزات الشرطة خلال الفترة الماضية والتي امتدت من الإسكندرية لأسوان.
واستنكرت عايدة سيف الدولة، عضو مركز النديم لمناهضة التعذيب، توجيه عبد الفتاح السيسي الشكر للداخلية، وتغاضيه عن انتهاكاتها.
وقالت في تدوينة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “بعد 287 انتهاكا في شهر نوفمبر وحده السيسي يشكر الشرطة”.
ومن جانبة قال الدكتور سيف عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية، بجامعة القاهرة :أن جرائم الشرطة خلال الشهر الماضي فقط 13 وفاة و87 حالة تعذيب واختفاء قسري في 39 يوما، ساخرا: “حالات فردية طبعا”.
انتهاكات الداخلية
أكدت تقارير حقوقية وقوع 47 حالة تعذيب و13 وفاة داخل السجون وأماكن الاحتجاز بـ40 موقعا شرطيا خلال الفترة من 22 أكتوبر وحتى 30 نوفمبر، أي خلال 39 يوما فقط.
في بداية الشهر الجاري، أعلن مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب تقريره عن حصيلة حالات التعذيب والوفاة في أماكن الاحتجاز، والإخفاء القسرى في نوفمبر، مؤكدا أنه رصد 13 شخصا في 12 سجنا ومكان احتجاز، منهم 9 بالتعذيب و3 إهمال طبي، وحالة انتحار.
وأضاف التقرير، أن “نوفمبر شهد أيضا 63 حالة قتل خارج إطار القانون، و10 حالات قتل خطأ، و42 حالة تعذيب، و13 حالة تعذيب جماعي، و12 حالة سوء معاملة، و75 حالة إهمال طبي، و40 حالة إخفاء قسري، و5 رهائن، وأن عنف الشرطة خارج أماكن الاحتجاز بلغ 14 حالة”.
وكشف تقرير المركز عن امتداد حالات التعذيب لتشمل نحو 37 سجنا ومكان احتجاز،
ورصد موقع «البداية» في تقرير منفصل وقوع 5 حالات تعذيب في الفترة من 22 وحتى 31 أكتوبر، هي 3 وقائع تعذيب في قنا، وواحدة في قسم المطرية، والأخيرة في سجن الوادي الجديد، ليرتفع عدد أماكن الاحتجاز والسجون التي سجل وقوع حالات تعذيب فيها، إلى نحو 40 مكان احتجاز ومقرا شرطيا.
نستعرض أبرز وقائع التعذيب داخل أقسام الشرطة بعدد من المحافظات، خلال شهر نوفمبر الحالي:
الأقصر
شهدت محافظة الأقصر، ، جمعة ساخنة، إثر خروج متظاهرين فى مسيرة سلمية، دعا إليها رواد صفحة “كلنا طلعت شبيب” بمواقع التواصل الاجتماعى، رغم رفض أسرة “سجين الأقصر” الذى لقى مصرعه داخل قسم شرطة الأقصر للتظاهر.
بدأت الأحداث بنداء أسرة “طلعت شبيب” فى المكبر الصوتى لمسجد العتيق بمدينة العوامية بعدم خروج تظاهرات تخوفًا من دخول عناصر سياسية لها عداءات مع الشرطة، لتكون فخًا ينصب لأهالى مدينة العوامية ودخولهم فى صراع مع الداخلية بوقوع اشتباكات، أدى إلى حالة من الهدوء التام فى المدينة، صاحبها إصرار بعض الشباب بالخروج بعد وصول مجموعات من مدن أخرى متضامنة معهم.
الإسماعيلية
تسببت قضية وفاة طبيب بيطري بنوبة قلبية داخل قسم شرطة بالإسماعيلية أول، حالة من الفزع لدى الشارع الإسماعيلي الذي تساءل عن الحقيقة في الواقعة التي ألقت بظلالها خلال الأيام الماضية بعد أن أصبحت قضية رأي عام.
تقول الدكتورة ريم يوسف، زوجة الطبيب عفيفي حسن عفيفي، إن الخلاف المتراكم بين زوجها وبين مالك العقار الذي تقع به الصيدلية هو السبب في تلك الواقعة بعد أن استغل المالك علاقته بضباط بقسم أول لإخراجهم من الصيدلية.
القاهرة
محمد عبده معوض، 20 عامًا، يعانى من إعاقة ذهنية، تدهورت حالته الصحية داخل حجز قسم شرطة المطرية، جعلته يتقيأ دمًا من فمه ويفقد وعيه على فترات متقطعة، حتى أجريت له عملية استئصال جزء من معدته وتركيب أنبوبة صدرية..
البداية كما ترويها والدة محمد، الحاجة أم عمرو، كانت طبيعية للغاية كعادة أى قضية ينفذ قسم الشرطة قرار النيابة بشأنها، تقول: “ابنى اتهم ظلمًا فى قضية ضرب عسكرى شرطة فى محطة مترو عزبة النخل”، مشيرة إلى أنها رزقت بخمسة أبناء، أوسطهم محمد، الذى يعانى من إعاقة ذهنية، وله ملف علاج فى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية، اقتادته قوة من قسم شرطة المطرية لديوان القسم بعد اتهامه فى قضية تعدى بالضرب على مجند شرطة معين خدمة بمحطة مترو عزبة النخل، حتى أمرت النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة القضية، وتم تجديد حبسه أكثر من مرة.
الإسكندرية
شهدت أقسام الشرطة بالإسكندرية حالتى تعذيب خلال شهر نوفمبر، كانت الحالة الأولى بمقر جهاز الأمن الوطنى، الذى سبق وشهد مقتل وإصابة العديد من المتهمين، وأشهرهم الشهيد سيد بلال، أما الحالة الأخرى فكانت بقسم شرطة مينا البصل، غرب المدينة، الذى يطلق عليه المواطنون هناك “سلخانة غرب”.
قال محمد حافظ، المحامى الحقوقى، إن وقائع التعذيب مستمرة ومتواصلة بأقسام ومؤسسات الشرطة بالإسكندرية، حيث تعرض نادر صابر فتوح، وهو متهم فى قضايا تظاهر، إلى التعذيب الشديد على أيدى ضباط جهاز الأمن الوطنى، وضرب مبرح لإجباره على محضر ملفق له، مما أدى لكسر بالحوض وفقدان القدرة على السير، إضافة إلى وجود دم كثيف بالبول.