* راشد الغنوشي شخصية رئيسية في نجاح تونس
* دخول الإسلاميين في تحالف يجعلهم قادرين على صناعة الديمقراطية
* تنفيذ إعدام مرسي سيزيد العنف، وسيأتي بنتائج عكسية ضد السيسي
* وضع الفلسطينيين دون دولة أمر لا يطاق
* أستبعد قيام انتفاضة كاملة أو حرب شاملة على غزة
* الدعم الشعبي للإخوان المسلمين ليس كما كان قبل خوضهم للتجربة الديمقراطية
* الولايات المتحدة لديها سجل طويل في دعم الحكام الديكتاتوريين
* القضاء المصري ليست لديه مصداقيه الآن، وفي عهد مبارك كان أفضل
* مصالح الولايات المتحدة وإيران تتداخل أحيانًا
قال الأكاديمي الأميركي وأستاذ القانون بكلية الحقوق بجامعة “هارفارد”، نوح فيلدمان، إن تنفيذ حكم الإعدام بحق الدكتور محمد مرسي سيؤدي إلى زيادة العنف، وسيأتي بنتائج عكسية ضد السيسي، متمنيًا ألا يتم ذلك.
وفي حوار خاص لشبكة “رصد”؛ توقع “فيلدمان” – الحاصل على الدكتوراه في الفكر الإسلامي – عدم شن إسرائيل حربًا جديدة على قطاع غزة قائلاً: “لن تتكرر الحرب على غزة إلا إذا تم إطلاق عدد كبير من الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل، وأستبعد تحول أحداث القدس إلى انتفاضة كاملة”.
ويهتم فيلدمان بالقضايا التي يتشابك فيه الدين بالسياسة، ومن أهم آرائه المنشورة أن العلاقة بينهما محترمة ولا يمكن الفصل بين كل منهما، وتناول في حواره مع “رصد” كيف صعد تنظيم الدولة ليملأ الفراغ الفكري السياسي الإسلامي.
وإلى نص الحوار:
** كيف ترون تصعيد واشتعال الوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية، ومن يتحمل مسئولية ذلك؟
– دائماً الوضع معقد؛ فعلى المدى البعيد وضع الفلسطينيين دون دولة أمر لا يطاق، كما أن هجمات الإسرائيليين المتطرفين على الفلسطينيين تجعل الأمور تزداد سوءًا، وأيضًا الطعن العشوائي ليس طريقة جيدة أو فعالة لتحقيق حل الدولتين أو سلام دائم.
** هل من الممكن أن تتطور الصدامات الحالية في القدس إلى انتفاضة كاملة وشاملة أو إلى حرب ضد غزة؟
– الحرب ضد غزة لم تجن الكثير للإسرائيليين، وأنا لا أعتقد أنها ستتكرر إلا إذ كان هناك صواريخ بعدد أكبر، كما أن الانتفاضة الكاملة أمر مستبعد.
** هل من الممكن أن يلاحق الفلسطينيون الإسرائيليين قضائيًا فيما يتعلق بقتلهم ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين؟
– مسألة المحكمة الجنائية الدولية معقدة؛ فيمكن للفلسطينيين أن يطالبوا بالولاية القضائية للمحكمة، لكن في المقابل سيطالب الإسرائيليون بالشيء نفسه؛ أعتقد أنه من المستبعد أن تتولى المحكمة الجنائية الدولية القضية في الوقت الراهن.
** بعد أن حصلت الرباعية التونسية للحوار الوطني على جائزة نوبل للسلام.. في رأيك ما الذي نجح فيه التونسيون وفشل فيه المصريون؟
– نجح التونسيون في خلق مجتمع مدني قوي، ثقافة الاتفاق، وإرادة حركة النهضة والشيخ راشد الغنوشي في الوصول إلى حلول وسط، بينما “مرسي” لم يفعل ذلك. أعتقد أن الشيخ راشد شخصية رئيسية في نجاح تونس.
** هل ما زلت تعتقد أن الإسلاميين قادرون على صناعة الديمقراطية – كما ذكرتم في كتابكم صعود وسقوط الدولة الإسلامية؟
– نظريًا نعم. عمليا ليس الآن؛ إلا في حال الدخول في تحالف مثلما حدث في تونس.
** في رأيك هل انتهى الدعم الشعبي للإخوان المسلمين في مصر؟
– أعتقد أن بعض المصريين مازالوا يدعمون الإخوان المسلمين لكن ليس بنفس قدر ما قبل خوضهم للتجربة الديمقراطية.
** ما التكلفة السياسية والأخلاقية لدعم الولايات المتحدة للسيسي؟
– للأسف الولايات المتحدة لديها سجل طويل في دعم الحكام الديكتاتوريين؛ لكن السيسي مثل سابقيه الذين دعمناهم بما فيهم مبارك.
** كيف تقيّمون النظام القضائي المصري في ضوء الاتهامات المتزايد الموجهة له من المعارضة باستخدام السيسي له لقمع المعارضة؟
– لا أعتقد أن القضاء المصري بات لديه مصداقيه الآن وهذا أمر محزن، بينما في أيام مبارك كان القضاء يعتبر مسستقلاً إلى حد ما.
** هل تتوقعون إعدام مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلين؟
– آمل ألا يتم ذلك؛ لأن سيؤدي إلى زيادة العنف، وسيأتي بنتائج عكسية ضد السيسي.
** يرى بعض الخبراء أن صعود نفوذ تنظيم الدولة يرتبط بما يطلق عليه تراجع دور الإخوان المسلمين والحركة الإسلامية المعتدلة وانتكاسة الربيع العربي.. ما رأيك في ذلك؟
لا أعتقد أن صعود تنظيم الدولة كان سببه الوحيد تراجع دور الإخوان المسلمين وانتكاسة الربيع العربي؛ لكن فشل الإخوان المسلمين في مصر، وتساقط أوراق الربيع العربي، إضافة إلى الفراغ المتعلق بالفكر السياسي الإسلامي، والذي يحاول تنظيم الدولة ملأه الآن، هو السبب في ذلك.
** كيف ترى الدور المتزايد لإيران في المنطقة؟ وهل أنهت الولايات المتحدة دعمها الكامل لدول الخليج؟
الولايات المتحدة مازالت تدعم الدول الخليجية لكنها لا تريد أن يستمر صراعها مع إيران للأبد، وعلى الأخص تحاول الولايات المتحدة أن تحد من نشوب حرب إقليمية؛ فمصالح الولايات المتحدة وإيران تتداخل أحيانًا، وعندما يحدث ذلك يتعاون الجانبان.