أكّد السفير الأميركي السابق لدى العاصمة التركية أنقرة، “فرانسيس ريكاردوني”، اليوم الخميس، أنّ عملية إسقاط الطائرة الروسية من قِبل المقاتلات التركية، جرت وفق قواعد الاشتباك التي أعلنت عنها أنقرة سابقًا، وأنّها مطابقة للقوانين الدولية المنصوصة في هذا الخصوص.
وأوضح ريكاردوني -لمراسل “الأناضول”- أنّ تركيا أعلنت مرارًا عن عدم السماح لأي انتهاك لمجالها الجوي، وأنها ستستخدم حق الرد ضد أي انتهاك يأتي من الجانب السوري، مشيرًا إلى قيام الجانب التركي بتحذير المقاتلة الروسية 10 مرات خلال 5 دقائق قبل إسقاطها.
ودعا السفير السابق، في هذا الصدد، كلا الطرفين إلى ضبط النفس والتهدئة، قائلًا: “إنّ الوقت غير مناسب لنشوب مشاحنات بين قوتين إقليميتين في المنطقة، هناك حاجة ضرورية لفتح قنوات الاتصال بين أنقرة وموسكو لاحتواء الأزمة”.
وتابع: “إنني على قناعة بأنّه على الجانب الروسي السعي لحل الأزمة بالطرق السلمية، وأنّ عليه تفهّم حساسية تركيا فيما يخص حماية أمنها القومي، فكلا الدولتين تلعبان دوراً مهماً في مساعي إحلال السلام في المنطقة”.
من جانبه، أفاد السفير الأميركي السابق في أوكرانيا “جون هربست” أنّ كلتا الدولتين تمتلكان حق الدفاع عن مجالهما الجوي، وأنّ تركيا استعملت هذا الحق، بموجب قواعد الاشتباك، مشيرًا إلى أن أنقرة حذرت المقاتلة الروسية التي انتهكت أجوائها، عدّة مرات قبل القيام بإسقاطها، وأنّ المعلومات المتوفرة لدى الناتو تؤكّد صحّة ذلك.
وقال هربست إنّ الخريطة التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية، والتي تدعي فيها عدم قيام المقاتلة بانتهاك الأجواء التركية، ليست دقيقة، وأنّ التصريحات الروسية الصادرة لا توضح شيئاً بشأن هذه الأزمة.
وعن السياسة الروسية المتبعة في سوريا، أوضح هربست، أنّ موسكو تقوم بقصف المعارضة المسلحة التي تحارب نظام الأسد، وذلك بحجة مكافحة تنظيم داعش، مشيراً إلى احتمال اتخاذ القيادة الروسية بعض التدابير الاقتصادية تجاه تركيا، إلّا أنّ إقدامها على اتخاذ خطوات عسكرية تجاه تركيا حليفة الناتو، تعدّ خطوة خطيرة بالنسبة لروسيا.
ونوّه هربست إلى احتمال تصعيد موسكو غاراتها الجوية ضدّ مواقع المعارضة السورية المعتدلة عقب حادثة إسقاط مقاتلتها.
وكانت طائرتان تركيتان من طراز “إف-16″، أسقطتا مقاتلة روسية من طراز “سوخوي-24″، انتهكت المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا في ولاية “هطاي” (جنوب)، وذلك بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دوليًا. وقد وجهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق، قبل أن تقوم بإسقاطها.
وأعلنت روسيا أن الطائرة التي أصابتها تركيا وسقطت في منطقة “بايربوجاق” (جبل التركمان) بريف اللاذقية الشمالي (شمال غربي سوريا)، مقابل قضاء “يايلاداغي” (هطاي)، تابعة لسلاحها الجوي.
بدوره، أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول انتهاك المجال الجوي التركي.
وكانت طائرات حربية تابعة لروسيا، انتهكت الأجواء التركية مطلع أكتوبر الماضي، حيث اعتذر مسؤولون روس عن ذلك، مؤكدين حرصهم على عدم تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلًا، في حين حذرت تركيا من أنها ستطبق قواعد الاشتباك التي تتضمن ردًا عسكريًا ضد أي انتهاك لمجالها الجوي.