شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

د.محجوب الزويري في حوار خاص لـ”رصد”: إيران ستخسر كثيرا في المستقبل

د.محجوب الزويري في حوار خاص لـ”رصد”: إيران ستخسر كثيرا في المستقبل
"تغمرها الغبطة والسرور حينما تحيا الدول العربية في حالة تخبط وعدم استقرار، بينما يسيطر عليها القلق حينما تستقر البلدان، ويزعجها كثيرا نجاح الحكام وانسجامهم مع شعوبهم.. هذه هي إيران"
  • إيران وروسيا.. الأصدقاء الأعداء

  • إيران تريد أن تكون اللاعب الوحيد بلا منافس

  • هناك انتقادات داخلية واختلاف ووجهات نظر ومعارضة

  • الدور الإيراني في سوريا ألحق بها خسائر كبيرة 

 

“تغمرها الغبطة والسرور حينما تحيا الدول العربية في حالة تخبط وعدم استقرار، بينما يسيطر عليها القلق حينما تستقر البلدان، ويزعجها كثيرا نجاح الحكام وانسجامهم مع شعوبهم.. هذه هي إيران”.. هكذا حدثنا الدكتور محجوب الزويري أستاذ تاريخ الشرق الأوسط المعاصر والخبير في الشؤون الإيرانية في جامعة قطر.

وأوضح “الزويري” خلال حديث خاص لشبكة “رصد” أن إيران خسرت كثيرًا بسبب مواقفها في المنطقة العربية خلال الفترة الماضية.

سألناه حول موقف إيران مع ثورات الربيع العربي ومن تنظيم الدولة وتساؤلات أخرى كثيرة، نستعرضها معكم في سياق السطور التالية:

 

** بداية، كيف تقيم الموقف الإيراني تجاه ثورات الربيع العربي قاطبة؟

— لقد تعاملت إيران بموقف مزدوج إزاء دول الربيع العربي، فقد سيطر عليها الغبطة والسرور كونها استشعرت أن بلدان الربيع تعيش حالة من عدم الاستقرار، وبالأخص مصر، لكن الموقف تغير لا سيما بعد إجراء أول انتخابات رئاسية عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير وبعد وصول الدكتور محمد مرسي للحكم، ليس هناك خط واضح، فبعد أن كانت تعيش حالة من السرور صارت غير مسرورة وقلقة خاصة بعد تصريحات مرسي وانتقاده للموقف الإيراني.

أما في ليبيا وتونس، فسنجد أن إيران كانت قد أبرمت اتفاقًا مع زين العابدين بن يعمد إلى إحراج الحركات الإسلامية في تونس، ومع زوال نظام بن علي تقلص دورها، وعمدت لاستخدام أدوات القوة الناعمة في ليبيا بعد أن شهدت بعضًا من الاستقرار، وساهمت في إجهاض الثورة اليمنية عبر أدوات القوة الناعمة المتمثلة في العلاقة مع الحوثيين، وبالطبع ساندت النظام السوري ضد الثورة.

** وما السبب وراء حالة الغبطة التي سيطرت عليها مع ثورات الربيع العربي؟

— إيران تتعامل مع ثورات الربيع العربي من منطلقين، أولهما هو مدى تأثير الربيع العربي على مكانتها إقليمية، فإذا كان سيأتي بأنظمة سياسة أكثر احتراما لإرادة الشعوب فإن إيران سترى في ذلك تهديدًا لمصالحها، ولكن ما إذا كان ثورات الربيع العربي ستأتي بأزمة هشة وضحلة وضعيفة فإن يران ليس لديها مانع من مصطلح إدارة الأزمة.

** وكيف استثمرت إيران فشل ثورات الربيع العربي لصالحها؟

— الاستفادة نجمت من عدم وجود دولة متماسكة، كما في العراق أو مصر أو اليمن، ففي كل هذه الدول ترى إيران أنها تستثمر في ما يحقق لها المصلحة، فهي تسعى أن تجد نفسها اللاعب المتماسك والدولة المتماسكة ولا يوجد لاعبون غيرها بالمنطقة، وهذا ما يفسر تقارب كل من أميركا وإيران، ومن ثم حدث ما يسمى بالتوافق النووي.

وتقدم إيران نفسها على أنها دولة نشطة ذات حضور دولي، إذا إنها تسعى دومًا أن تكتسب شرعية لنظامها من خلال السياسة الخارجية، حيث إنها تعمد أن تعطي صورة أنها متماسكة داخليا وقوية خارجيا، وهذا غير صحيح، فهناك اختلاف بين المحافظين والإصلاحيين، وتعدد لوجهات النظر.

** وكيف تقرأ زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم لطهران بعد انقطاع دام أكثر 8 سنوات؟

— أرى أن العلاقة بين طهران وموسكو ليست صحية، وليستا على قلب رجل واحد، لكن اللحظة التاريخية تفرض عليهما أن تتعاملا مع بعضهما البعض، كما أن زيارة بوتين لطهران تهدف لتوجيه رسالة للمجتمع الدولي أنهما لاعبان متماسكان ويعرفان كيف يحافظان على مصالحها، كما أنها تعتبر زيارة ذات بعد سياسي وعسكري، فمن المقرر أن يتم البدء باستلام إيران برنامج الدفاع الصاروخي “إس 300″، بجانب التطرق إلى موضوع الطاقة؛ إذ تحاول إيران مع روسيا بالعودة إلى سوق الطاقة رغم كونهما منتجين.

يضاف لما سبق، أن إيران وروسيا معنيتان بالأمر داخل العراق، وتحاول “إيران” ترميم العلاقة بين العراق وورسيا، حيث تلعب دور الوسيط، لا سيما أن إيران تريد العراق كمصدر تمويل  للكثير من أنشطتها.

 

** ولكنهما غير منسجمين مع بعضهما البعض كما تسعى أن تصور بعض وسائل الإعلام الإيرانية؟

— لديهما مشكلة عدم ثقة، كما أنهما يتنافسان في سوريا، وأرى أن التدخل الروسي في سوريا عسكريا، هو دليل فشل إيران في القيام بدورها، فهم بمثابة الأصدقاء الأعداء.

** وماذا عن الدور الإيراني إيزاء الوضع في سوريا؟

— إيران ترى دورها في سوريا معركة بقاء أو حياة أو موت، وهي بالأساس تسعى لأمرين من خلال تدخلها في سوريا:

  • أولهما أن يبقي لها ممر إلى لبنان

  • ثانيهما: أن يكون لها دور كونها تخشى أن يكون النظام القادم معاديا لها.

** صدرت مؤخرا تصريحات رسمية من قبل مسؤولي إيران برفضهم مواصلة الأسد للحكم في سوريا.. كيف ترى حقيقة ما تنطوي عليه تلك التصريحات؟

— إيران لا يهمها الأسد نهائيا، ولا يشغلها، ولعل تصريحاتها الأخيرة تؤكد ذلك، ولكن ما يشغلها هو النظام القادم بعد الأسد هل سيكون في صالحها ووفق ما تريده أم لا.

** وماذا جنت من دورها في سوريا؟

  • لقد خسرت إيران كثيرًا في ظل الدور الذي تلعبه في سوريا وحملت أعباء اقتصادية كبيرة، وستخسر بشكل أكبر في المستقبل لا سيما في أدوات القوة الناعمة التي طالما استندت إليها.

– وكيف ترى العلاقة بين إيران وتنظيم الدولة الإسلامية، وهل تمكنت من اختراقها للتنظيم أم لا؟

— الكل يعرف أن إيران منذ الاحتلال الأميركي للعراق كانت تستفيد من القاعدة لتوريط الأمريكيين، وهناك تقارير عدة أظهرت تحالفات مع الحركات الجهادية، لذا لا أستبعد أن يكون لها علاقة ببعض الصفوف بالتنظيم.

وأرى أن إيران من خلال انتقادها للتنظيم، تهدف إلى إبراز حالة من الشو والظهور، إذ إنها تحاول كسب مشروعية أكثر، فضلاً عن كسب رأي إعلام سني، وقد تخسر أيضًا الرأي العام السني.

** صدر مؤخرا تقرير أمريكي يقول إن هناك تصدعا داخل إيران.. هل تؤيد ذلك؟

— هناك حالة من الانتقاد من قبل التيار السياسي وعدد من الدبلوماسيين المحترفين للدور الإيراني والتدخل الذي تمارسه في سوريا، إذ إنهم يرون أن مصالح بلدهم إيران معرضة للخطر في ظل استمرار النظام في دوره داخل سوريا، ويرون أن هناك خسائر كبيرة اقتصادية لحقت بهم.

وتقوم الصحف الداخلية بانتقاد التدخل العسكري وتربطه بأسباب اقتصادية، وهناك محاولة لتسجيل نقاط وانتقادات داخلية، والنظام يسعى لتحسين صورته ودوره داخل سوريا.

وتجدر الإشارة إلى أن المنتقدين للنظام يعتبرون بمثابة معسكر بدأت تظهر أصواته ولكنها ليست بالقوية لتكون مؤثرة؛ لأن تمثيلها في البرلمان قليل، كما أنها ليست مؤثرة لتغير مسار السياسة الإيرانية.

** هل هناك بالفعل تنامي لنفوذ رجال الأعمال المرتبطين بالغرب داخل إيران حاليا؟

— الإيرانيون لديهم شعور قومي، لأن النظام اقتصاديا ضعيف والأرقام تتحدث أن النظام يخسر في سوريا، ومما لا شك فيه أن النظام في موقف محرج، كما أن وقف إجراء الاتفاق النووي ورغبتها في قطف ثمار سريعة، سيكون بمثابة بالون اختبار لها وعامل مؤثر على مكانته.

** وماذا عن وضع إيران بعد رفع العقوبات في صفقة السلاح النووي؟

— إيران تفكر كثيرًا خلال الفترة الحالية بشأن تلك الصفقة، فإيران تحاول أن تقبل وتنفذ ما تم التوقيع عليه، لكن الأسبوعيين الماضيين سيطر عليهما حالة قلق، فالاتفاقية ليس لها ثمار داخلية، وهناك حديث داخل البرلمان الإيراني عن إيقاف كل الخطوات الخاصة بالإنفاق، بمعنى آخر الاتفاق ما زال معلقا، والوكالة الدولية للطاقة الذرية تتابع وهيصدر لها تقييم حول مدى التزام إيران بالاشتراطات الخاصة بالاتفاقية.

** وكيف ترى علاقة إيران بالإمارات خلال الفترة الحالية؟ 

— إيران متبرمة من الموقف الإماراتي في اليمن، وكذلك الموقف الإماراتي السعودي، ولا أرى أنه سيكون بينهما اتفاق أو تحالف.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023