اعتبرت الكاتبة الأميركية “سارة فردري” في مقال لها نشره موقع “أوبن ديمقراسي” أن إزالة الحكومة لرسوم الجرافيتي بشارع محمد محمود هي محاولة من الحكومة لمحو الذاكرة الجماعية للثورة.
وأضافت الكاتبة أن السور معروف برسوم الجرافيتي التي صورت الأوقات المختلفة لثورة الخامس والعشرين من يناير، وفي الفترة الأخيرة ألقي القبض على عمار أبو بكر أحد فناني الشارع أثناء قيامه بأحد رسوماته في شارع البورصة.
وأشارت الكاتبة إلى تصريح خالد مصطفى المتحدث الرسمي باسم محافظة القاهرة الذي قال فيها إن إزالة الحائط ضروري لإزالة المبنى الذي خلفه.
ورأت “سارة” أن هذا التعامل مع أماكن توثيق الثورة ليس بالجديد على الحكومة المصرية إذ إن هذا جزء لا يتجزأ من موقف الدولة من الثورة، واصفة الشارع بأنه ميدان معركة بين الحكومة والثوار إذ يحاول الثوار تسميته بشارع “عيون الحرية” نظراً لفقدان العديد من الشباب عيونهم في أحداث نوفمبر 2012.
وقالت الكاتبة إنها عندما زارت القاهرة لأول مرة في مارس 2012 شاهدت ميدان التحرير، في هذا الوقت كان الميدان مليئا بالحياة، وعندما ألقت نظرة على سور محمد محمود كانت هناك صورة لوجه مقسم إلى نصفين نصف لوجه طنطاوي والنصف الآخر لحسني مبارك.
في 2014 تم بناء مسجد سمي على اسم “طنطاوي” بالقاهرة الجديدة، واليوم يمكن رؤية مئذنة المسجد (التي يقول مؤيدو الجيش إنها من أطول المآذن في العالم) من على الطريق المؤدي إلى مدينة نصر.
واستطردت الكاتبة: في الذكرى الرابعة للثورة كان من الصعب الوصول إلى الميدان إذ كان مغلقاً وتحول إلى معسكر كبير، ووضعت الدبابات والأسلاك الشائكة عند مداخله، وفي المساء أطلقت الشرطة المصرية النار على شيماء الصباغ التي كانت تحمل الورود لإحياء ذكرى من ماتوا خلال الثورة.
وختمت الكاتبة بالقول “ربما ستتم إزالة حائط الجرافيتي بشكل كامل أو جزئي، في كل الأحوال فإن هذا الحدث يشير إلى أن النظام الحالي يحاول محو ذكرى الثورة بكل الطرق الممكنة”.