أكد تقرير لوكالة “بلومبرج” الاقتصادية أن أثر حادث الطائرة الروسية لن يقتصر فقط على مصر واقتصادها المتداعي، بل سيمتد أيضا إلى الروس.
وقالت الوكالة إن الحادث إشارة حزينة لروسيا، إذ إن مصر هي جهة السفر الأكثر تفضيلاً للسياح الروس، وإنه من الصعب أن يجدوا بديلا لها، فتورط بلادهم في سوريا يعني أن أجزاء أخرى في الشرق الأوسط لم تعد آمنة بالنسبة لهم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من سياسة بوتين التي تميل إلى الانغلاق فإنه لم يضع قيودا على السياحة الصادرة من روسيا، وتعد قدرة الروس على السفر للخارج مرة أو مرتين في العام أحد أهم إنجازات بوتين، فخلال عام 2000 قام الروس بـ4.2 مليون رحلة خارج البلاد كسائحين، أما في 2013 ازداد الرقم ليصل إلى 18.3 مليون رحلة.
لكن وحسب الوكالة، فإن سياسة بوتين الخارجية وانخفاض أسعار النفط كانت لهما آثار عكسية على النمو، ففي عام 2014 انخفض معدل الرحلات الخارجية بمعدل 4 بالمئة بسبب الأزمة الأوكرانية والتوتر مع أوروبا، ومع ذلك استمر الروس في الذهاب إلى مصر، فقد كانت دولة ودودة بالنسبة لهم فلا يوجد فيزا، وبما يقدر بـ500 دولار شاملة تكاليف الطيران يستطيع المواطن الروسي قضاء إجازته على الشاطئ خلال فصل الشتاء.
ويؤكد وزير الخارجية الروسي على عدم استئناف رحلات الطائرات إلى مصر في القريب العاجل، مشيرا إلى أن الأمر سيستغرق وقتا للتأكد من أمن الرحلات، وقال لمساعديه: “دعونا لا ننغمس في الأوهام، فالوقت لن يكون قصيرا”.
ورأت “بلومبرج” أن حظر الطيران له أثر مدمر على مصر التي من الممكن أن تفقد 70 بالمئة من زوارها الأجانب وجزءا كبيرا من إيراداتها من النقد الأجنبي.
وأضافت الوكالة أن قطاع السياحة الروسية يعاني خسارة كبيرة فطبقا للاتحاد الروسي لشركات السياحة فإنه تم إلغاء أكثر من 140.000 تذكرة طيران إلى مصر بيعت بالفعل لفصل الشتاء، وأمر وزير الخارجية الروسي “ميدفيدف” بمساعدات مالية لهذه الشركات.
ورأت الوكالة أن هناك خطرا على بوتين نفسه جراء هذا القرار، وتساءلت: هل سيغضب الروس على بوتين بسبب تورطه في حرب أودت بحياة مدنيين، وأغلقت مكانا محببا لديهم أم أنهم سيحتشدون خلف الحكومة مطالبين بالانتقام من الإرهاب؟ ويبدو أن الخيار الأخير هو الأرجح.
وبدأت آلة دعاية الكرملين في العمل، فقد استضاف التليفزيون الرسمي “فستي ندلي” أشهر محلل أخبار روسي، والذي قال إن السبب وراء تفجير الطائرة هو الدمار الذي أحدثته روسيا بتنظيم الدولة أكثر مما أحدثه التحالف الغربي في عامين، واقترح “ندلي” أن الولايات المتحدة ربما قامت بعمل صفقة مع الإسلاميين لمهاجمة الطائرة الروسية.