في الوقت الذي كانت تحاول فيه مصر نفْي اتهامات الحكومة البريطانيا بأن سبب تفجير الطيارة الروسية عبوة ناسفة دخلت الطائرة عن طريق مطار شرم الشيخ، خرجت وسائل الإعلام البريطانية والمصادر الحكومية لتؤكد استهداف طائرة ركاب بريطانية عبر صاروخ أرض جو في سيناء، ولكن الطيار نجح في تفاديها.
بريطانيا تتلاعب بالسيسي
واعترفت الخارجية المصرية وقتها بأن أزمة استهداف الطائرة البريطانية منتصف أغسطس الماضي تتعلق بتدريبات عسكرية، ولكن جاء نفي الحكومة البريطانية من الأساس للتقارير الإعلامية التي تحدثت عن تفادي طائرة ركاب تابعة لخطوط “طومسون” الجوية، لصاروخ في سماء مدينة شرم الشيخ المصرية في أغسطس الماضي ليكشف الأداء المرتبك للحكومة المصرية، ويثير تساؤلات حول أسباب بريطانيا لضرب السياحة في مصر، وتوريطها في عمليات إرهابية في سيناء وإخلائها من السياح.
وتلاعبت الحكومة البريطانية بنظام السيسي ووضعته في مأزق حقيقي أمام العالم، وتسبب في خسائر اقتصادية وسياسية كبيرة لمصر.
ادعاءات الإعلام البريطاني
وكانت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية قد كشفت عن تفادي طائرة تابعة لخطوط “طومسون” الجوية صاروخًا كاد أن يصيبها في أثناء هبوطها في شرم الشيخ قبل شهرين من تحطم الطائرة الروسية، مشيرة إلى أن الطائرة التي أقلعت من مطار” لندن ستانستيد” في 23 أغسطس تمكنت من النجاة بعد أن استطاع الطيار تفادي الصاروخ بشكل سريع، وأنقذ 189 راكبًا كانوا على متنها آنذاك، لتهبط الطائرة بسلام في مطار شرم الشيخ.
وتزامنت التقارير الصحفية البريطانية مع زيارة عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة لندن.
ولم تمنع زيارة السيسي لبريطانيا حكومة ديفيد كاميرون أن تتخذ قرارًا بحظر السفر إلى مصر واتخاذ إجراءات فورية بإجلاء الرعايا البريطانيين، فضلاً عن إمداد الكريملين الروسي بمعلومات خطيرة حول سقوط الطائرة الروسية حملته على اتخاذ قرار مشابه يتعلق بقرابة الـ80 ألف سائح روسي في مصر.
الخارجية المصرية تنفي الواقعة
وردًا على تقرير بريطانيا التي نفتها الحكومة البريطانيا حول استهداف طائرة بريطانيا بصاروخ، اعتبر المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن مزاعم صحيفة “ديلي ميل” حول تمكن طائرة بريطانية من تفادي صاروخ استهدفها فوق سيناء “غير دقيقة”.
واعترف أبو زيد -في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”- أن الواقعة كانت تتعلق بتدريبات أرض-أرض في قاعدة عسكرية للجيش المصري على بعد كيلومترات قليلة من مطار شرم الشيخ، ولم يكن هناك إطلاق صواريخ أرض-جو، كما زعم الطيار.
وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن تحقيقًا أجري في الأمر، وأن الطائرة التابعة لشركة “طومسون” للخطوط الجوية لم تكن تواجه أي خطر، مؤكدًا أن ما حدث في ذلك الوقت كان سوء فهم.
وأضاف هاموند أنه يوجد لدى الحكومة البريطانية تفسير جيد جدًّا لما حدث فعلاً، واقتنعنا جميعًا مع نهاية هذا التحقيق بأن ذلك لم يكن هجومًا على الطائرة؛ إذ لم تتعرض الطائرة للخطر في أي وقت، مشددًا على أنه لا يوجد أي دليل حتى الآن على أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لديه القدرة على إطلاق صاروخ أرض جو ضد طائرة، واستدرك بالقول لكنه ليس مستحيلاً.