شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في حديث لـ”رصد”..أهالي “الشيخ زويد” يروون قصصا مروعة عن التهجير والقتل

في حديث لـ”رصد”..أهالي “الشيخ زويد” يروون قصصا مروعة عن التهجير والقتل
مع استمرار عمليات التهجير القسري لأهالي رفح والشيخ زويد، تتزايد معاناة أهالي تلك المدن، خاصة في ظل انشغال الدولة وأجهزتها الإعلامية عنهم وعما يلاقونه من تشريد وفقدات للمأوى والسكن والعمل، ولكل مقومات الحياة.

 

مع استمرار عمليات التهجير القسري لأهالي رفح والشيخ زويد، تتزايد معاناة أهالي تلك المدن، خاصة في ظل انشغال الدولة وأجهزتها الإعلامية عنهم وعما يلاقونه من تشريد وفقدات للمأوى والسكن والعمل، ولكل مقومات الحياة.

ويعيش أهالي رفح والشيخ زويد منذ عامين تقريبا  في ظل حظر تجوال خانق يبدأ في الرابعة عصرًا، كما يعانون من عواقب العمليات العسكرية المحيطة بهم والتي تتسبب، في مقتل الكثير من المدنيين منهم، فضلا عن كونهم يعانون إلى جانب التهجير القسري من قلة الخدمات، والبطالة، ومضايقات من الحكومة بسبب أو بدون سبب، فضلا عن الانقطاع المستمر للكهرباء ولكل وسائل الاتصال.

شبكة “رصد” التقت بعدد من أهالي سكان مدينة الشيخ زويد الذين طالتهم عمليات التهجير القسري، والذين سردوا في  تصريحات خاصة، العديد من قصصهم المأسوية ومعاناتهم اليومية، التي جعلتهم يفقدون الشعور بالإنتماء للوطن، الذي ضن عليهم بحياة آمنة كريمة.

شعور بفقدان الوطن

“أشعر أنى ذاهب الى الموت .. أشعر أنى يتيم  .. أشعر بفقدان الوطن” كانت هذه كلمات الحاج محمد أبراهيم ،أحد المهجرين من مدينة الشيخ زويد، فهو يعبر عن جزء من معاناته، مشاركا لنا عبر كلمات موجعه ،أثناء نقله لأثاث منزله ليذهب الى مدينة العريش.

وأكد الحاج محمد، أنه لم يشعر بمرارة الحياة كمثل مايشعر به هذه الأيام، مؤكدا أنه لم يكن يتخيل أن يأتي يوم من الأيام ويقوم بتهجيره من منزله وأرضه بهذه الطريقة المهينة، والأصعب أن من يفعل ذلك هو جيش مصر.

أما الحاج “أبو سليمان الريشات” أحد أهالى قرية “ابو طويلة “بالشيخ زويد، فقد أطلق لفظ “النكبة” على عمليات التهجير الحالية في سيناء.

 وقال الريشات في حديثه لـ “رصد” “الجيش قصف منازلنا وقتل أطفالنا ولا نعلم لماذا يفعل بنا ذلك ،فالجيش المصرى حينما فشل أمام المسلحون فى سيناء ، ثم قرر محاربة الارهاب عن طريق قصف منازلنا وقتل اطفالنا”.

وتابع قائلا “الجيش المصرى قرر أن يعمل نكبة جديدة بعد نكبة فلسطين ونكبة رفح،سيحاسبهم الله على ما فعلوا بنا”

الجيش حول أبنتي لأشلاء

أما “أبو يوسف القرم” والذي يعمل مدرسا  بأحد مدارس قرى الشيخ زويد، فقد أكد أنه أنهى تعليمة الجامعى بكلية التربية جامعة قناة السويس فرع العريش، ثم عمل لفترة بأحد مدارس العريش، وقرر بعدها العودة إلى مدينة الشيخ زويد ،حيث عائلته واسرته والمكان الذى ولد به، ليتفاجا بعد عامين فقط من عودته من العريش بأقدام الجيش على قصف منزله وقتل أحد بناته”.

ويروى “أبو يوسف” قائلا ” “كنت فى طريقى إلى المنزل لاشاهد الدانات المدفعية وهى تتساقط أمام عينى على منزلى لأتفاجا بان القتيل هى أبنتى الوحيدة، فلقد تحولت إلى أشلاء كاملة ،هذا ما يفعله بنا الجيش المصرى الوطنى “شكرا يا مصر”.

أين أذهب بعد قصف منزلي؟

وفى منطقة أبو زرعى، جنوب مدينة الشيخ زويد،  روت لنا ـ سيدة غاضبة ـ تهيم على وجهها، ولا تعرف أين تذهب بعد قصف منزلها ،ترى مستقبل بلا مستقبل.

السيدة التي رفضت ذكر اسمها قالت لنا  وهي تبكي “نحن أبرياء عاقبتهم الدولة عمدا بجرائم غيرهم ،رغم اننا لم نرفع سلاحا يوما فى وجه الجيش المصرى “.

وتروى قصه منزلها المؤلف من طابقين ويهدم بعد قصفه فى خلال أيام حيث قالت “جمعنا أموال هذا المنزل من عرقنا وعملنا بالمزارع، فزوجى مزارع بسيط ،ولم نقترب يوما من الحرام ولكن الدولة تساوينا بغيرنا”.

وتابعت “ضاع كل شىء، ضاعت أحلامنا وأموالنا، ضاع وطننا إلى الأبد، والآن سنذهب إلى العريش حيث المجهول الذى ينتظرنا”.

فقدان الوطن أشد من الجحيم

“سالم مصطفى .. شاب فى الثلاثينيات  من عمره”  علق على هجيره قسرا من منزله وصوته يتقطع حزنا  “أشعر باليتم وففقدان الوطن، وفقدان الوطن عندي أشد الما من الجحيم ذاته”

سالم روى قصته الحزينه مع التهجير قائلا “لا أعرف ما الذى ينتظرنى بالعريش ! فلا أمتلك أى نقود ولكن بالطبع رحيلى الآن عن مدينة الشيخ زويد هو أمان بالنسبة لى ولأسرتى لأن الجيش المصرى ويعاونه طائرات اسرائيلية يقصف منازلنا بشكل يومى”.

وتابع قائلا “منذ الهاجس الذى انتاب الجيش المصري بإن تنظيم ولاية سيناء سيطر على الشيخ زويد  والقصف علينا متواصل كل يوم، وأضاف “،كل يوم يتم قصفنا أما بالطائرات الحربية أو بالدانات المدفعية ولا نعلم تحديدا ما الغرض من هذا القصف ؟!”.

وأضاف  “بالأمس القريب تم قصف منزل لمواطن داخل المدينة ،وقتل 5 أفراد من أسرة المواطن”موسى الأرميلى”وزوجته وجميع اطفاله”.

واختتم كلمته قائلا “أن الجيش المصرى يريد القضاء على ما تبقى من مدن الشيخ زويد ورفح ،ويريد تهجير المنطقة بالكامل لصالح أسرائيل، وإلا ما الغرض من قصف الاهالى والمنازل بالطائرات والمدفعية دون وجه حق”.

أين ذهب المهجرون؟!

“أين ذهبت الأسر التى رحلت عن الشيخ زويد؟” سؤال توجهنا به إلى أحد المهجرين من المدينة ـ الذي رفض ذكر اسمه ـليجب  لنا “أنهمفى الشارع وفى الصحراء” مؤكدا أنه لم يتم توفير أى أماكن بديلة لتسكين 1000 أسرة مهجرة ،حيث لا تجد لها الأن مأوى .

وأوضح أن هناك أسر الآن تقطن وتعيش بالفعل بالعراء، فى مناطق شرق العريش ومناطق جنوب العريش فى قرى زارع الخير والسبيل وغيرها”.

وأشار “إلى أن هناك أسر أخرى أفترشت الصحراء وقامت ببناء عشش ،وسط تخوفات من أقدام الجيش المصرى على تدمير هذه العشش بدعوى مكافحة الأرهاب الوهمية”.

وعن ردود فعل الاهالى والمهجرون قال المصدر  الذي تحفظ على ذكر اسمه “لم نستطيع مقابلة أى مسؤل حتى الأن، ولم يتواصل معنا محافظ شمال سيناء حتى الان، والذى لم يقدم شىء مسبقا لأهالى رفح، مستنكرا الطريقة التى يتعامل بها مسؤلى المحافظة مع الاهالى المهجرون”.

فقدنا الانتماء .. فماذا تنتظر الدولة منا؟

وبحسب روايات العديد من الأهالي فإن إحساس مبالغ فيه بالانتماء المحلي على الأجواء في الشيخ زويد، طغى على الانتماء الأوسع لمصر.

 وقال أحد السكان”والذى لم يغادر المدينة حتى الان”، أن انتماؤه منقسم ما بين الانتماء للوطن الكبير و”للوطن الصغير” وهو مدينة الشيخ زويد،وأعلن آخرون أن انتماؤهم كله منصب في مدينتهم، وأنهم سيتنصلون من انتمائهم لمصر كليًا إذا تم تنفيذ المخطط وتدمير مدينة الشيخ زويد كما حدث فى مدينة رفح .

وأكد أنه إذا كانت الخسارة الشخصية أكثر تفاهة من الالتفات لها في ظل المصلحة العليا للوطن، لكن ماذا عن الثمن الذي سيتكبده الوطن بسبب خسارة مجموعات أكثر لانتمائها له،والمقصود بالطبع بعض أهالى سيناء كأهالى رفح والشيخ زويد”.

واختتم كلامه قائلا “لذلك يمكن القول أن كل ما يُبقي على ارتباط الناس بهذا البلد وحرصهم على مصالحه هو هذه الصلة بالأرض وإحساس الانتماء الذي يتعدى أي مصالح أو منافع، فما بالك لو فقد الإنسان شعوره بالإنتماء ؟! فما الذي تنتظره الدوله منه؟!”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023