وقع شجار بالعصيِّ بين أنصار محسن مرزوق، أمين عام حزب نداء تونس الحاكم، وأنصار حافظ قائد السبسي، ونائب رئيس الحزب، ونجل الرئيس التونسي، وذلك خلال اجتماع عقده قياديون في الحزب، أمس الأحد، بأحد النزل بمدينة الحمامات، شرق العاصمة، من أجل حسم تاريخ عقد المؤتمر العام.
وذكر موقع هافينجتون بوست أن الواقعة أثارت تساؤلات حول وجود خلاف وبوادر انقسام داخلي، في صراع وصف بالمحموم بين محسن مرزوق ونجل الرئيس السبسي على من سيفوز برئاسة الحزب في الانتخابات القادمة.
حمل النائب عن حزب نداء تونس خميس كسيلة -حسب الموقع- كلاًّ من رئيس الحزب محمد الناصر وأمينه العام محسن مرزوق مسؤولية أحداث العنف التي حصلت خلال الاجتماع.
وأضاف أنهما “من أصرَّا على الدعوة لانعقاد اجتماع المكتب التنفيذي خلال 24 ساعة، رغم أنهما أدرى الناس بأن هذا الهيكل أصبح عاجزًا عن حل الأزمة القيادية في الحزب، وكان من الأجدر بهم تجميع الهيئة التأسيسية التي تعتبر الجهة الوحيدة المخول لها قانونًا اتخاذ قرارات حاسمة لعقد مؤتمر الحزب في أقرب وقت”.
واعتبر كسيلة أن ما حصل أمس من اعتداء على قيادات من الحزب ومناضلين وإطارات جهوية ومنعهم من دخول الاجتماع باستعمال الهراوات “أمر غير مقبول”، مستنكرًا ماجاء في بيان لتيار الأمين العام محسن مرزوق، والذي حمل المسؤولية التامة لما حدث اليوم لمن وصفها “بميليشيات” نائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي، ولمدير ديوان الرئيس رضا بلحاج، معتبرًا أنها “اتهامات باطلة وظالمة لرجلين مؤسسين للحزب”.
وقالت القيادية في نداء تونس بشرى بلحاج حميدة إنه “لا مستقبل لحزب فيه أناس تشرع وتبرر للعنف، وتحرض على الاعتداء على قيادات الحزب، ونحن في اجتماع طارئ اليوم للخروج من هذا المأزق، وهناك توجه كبير للانشقاق ولتكويننا كتلة برلمانية مستقلة عن كتلة حزب نداء تونس”.
النائبة عن النداء أكدت أنها كانت حاضرة خلال اجتماع أمس ولم تتمكن من الدخول للنزل إلا بعدما تدخل رجال الأمن، وسط أجواء من الفوضى والشتائم التي وجهت لها شخصيًا وضد قيادات الحزب ومن بينهم محسن مرزوق، على حد قولها.
وحزب نداء تونس ذو أيديولوجية علمانية وسطية ليبرالية تؤمن بفصل الدين عن السلطة لبناء ما يسمونه مجتمعًا مدنيًا متطورًا يسوده العلم والثقافة، أعلن عن تأسيسه الباجي قائد السبسي سنة 2012، ظل الباجي قائد السبسي رئيس الحزب حتى فوزه بالانتخابات الرئاسية التونسية 2014 ليصبح رئيس الجمهورية التونسية ويستقيل من منصبه الحزبي، حسب أحكام الدستور التونسي، نائبه محمد الناصر ومن مؤسسي الحزب هم سليم شاكر وفوزي اللومي وغيرهما.