حين أنظر إلي أهل غزة الأبية وهم يهدمون الأنفاق بعدما أغرقها السيسي وجنوده طاعة لإسرائيل .. أسأل نفسي ماذا سأقول لإبني بعد زمن طويل ـ يجلس بجواري في بلد من بلاد الله لا أعلم ماهي ـ .. لماذا يا والدي أتحتم الفرصة وتركتم بلدكم لشخص فاجر متهور كالسيسي يحكمكم في يوم من الأيام ويحاصر قطاع صغير كغزة ويحارب الربيع العربي ويهجركم من أرضكم … ولا أعلم حينها ماذا سيكون ردي بعد أن أضع عيني في الأرض من شدة الخجل !!
ولاكن ما أدركه جيدا أنه سيعجز لساني عن تعبير ووصف ما يحدث وما يجري في هذا الزمن العفن الذي تصدره أرازل الناس
ففي ظل غربتي التي لم أكن أتمناها في يوم من الأيام كغيري كثيرا من الشباب الذين قُتلت أحلامهم وقتلهم نظام في مصر يضحي بجيل أو جيلين كما قال الجنرال السيسي يوم ما .
فحقي أن أحلم أن أري وطني الصغير مصر كباقي الدول النامية مرفوعة الرأس متصدرة دول العالم وقائدة للدول العربية التي هي غارقة في وحل الصراعات والحروب .
فأصبح الحلم متي سنعود ملاكا للوطن .. نعيش فيه كباقي المنتفعين من رجال الجنرال وأصحاب الدولة العسكرية الذين كنا ضيوف عندهم في دولتهم .
من حقي أن أحلم في مستقبل هذا الوطن العربي الكبير متحدا كالإتحاد الأوربي الذي صنعت دويلاته لأنفسها شأنا وقيمة .. وأن أراه خاليا من الحروب وهادئ البال يحكمه شعبه لا يحكمه عُملاء .. قادة لا نعاج .. رجال لا أشباه رجال .
من حقي أن أحلم بالعيش في وطني مع أصدقائي الذين هم بين حوائط السجون يعيشون شبابهم وحياتهم بأحكام ظالمه جائرة بعد أن أُخفي قسرا كل شخص منهم مالا يقل عن شهر لاأعلم ان كانوا احياء ام امواتا وهل هم ما زالو بخير ؟؟ .. فأصبح مطلبي أن أسمع عنهم أخبارا تسرني فقط !!
لا تعجب ياصديقي فإن الحلم أصبح ينزل سقفه بين حين وأخر .. يطول فيها الزمن في ظل هذه الفترة الظلامية .. لا نعرف إلي أي محطات الخزي سيوصلونا حكامنا المتحكمين في الأوطان .
لاكن سيأتي يوم قريب وأرفع أحلامي مرة أخري إلي عنان السماء وسنحق ما نريد في يوم ما .. وسنرفع راية أوطاننا في أعلي عليين رغم أنف حكامه وسيكون قعر المزابل الذي إزدحم هو مكانهم كسابقيهم .