أجلت اللجنة العسكرية المنوطة بإعادة هيكلة الجيش اليمنى إجراءاتها إلى ما بعد الاستفتاء على الدستور الجديد، وتزامن ذلك مع هجوم شديد اللهجة شنه الرئيس السابق علي عبد الله، على الشعب اليمني متهمًا اياه بالبلطجة.. كما رفض حزب المؤتمر الشعبى الذي كان يحكم البلاد؛ هيكلة الجيش لما بعد تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية.
وقالت اللجنة العسكرية التي شكلها الرئيس عبد ربه منصور، بناء على مطالبات شباب الثورة بإعادة هيكلة الجيش اليمنى في تقريرها النهائى إن "هيكلة الجيش ستكون بعد الاستفتاء على الدستور الجديد".
وأوضحت اللجنة أن "أولى مهامها هو إنهاء الانشقاق في القوات المسلحة ووقف إطلاق النار وإزالة كل المظاهر المسلحة التي استحدثت أثناء الأزمة سواء أكانت المتاريس أو المليشيات المسلحة الموجودين في العاصمة وغيرها".
وأصدرت اللجنة العسكرية بالأمس تقريرًا مبدئيًّا أوصت فيه بسرعة البدء بالترتيبات والإجراءات العملية لإعادة هيكلة الجيش اليمني والأمن في أسرع وقت للقضاء على نفوذ القاعدة المتنامي في جنوب اليمن.
رفض المؤتمر
وفي المقابل أكد عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام حسين حازب أن "حزب المؤتمر الشعبي العام يرفض إعادة هيكلة الجيش إلا بعد تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية وكذلك إنهاء جميع المظاهر المسلحة في البلاد".
وتأكيدًا على ضرورة تنفيذ مطالبهم بهيكلة الجيش، رفض ناشطون وسياسيون المشاركة في مؤتمر الحوار الوطنى- الذى من المقرر عقده نهاية الشهر الجارى- قبل أن تتم هيكلة الجيش اليمني على أسس وطنية وتحت قيادة واحدة وإقالة أقارب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح التي تتولى قيادات وحدات عسكرية مهمة في البلاد.
اتهامات صالح
وعلى صعيد آخر وصف الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الثورة التي أطاحت به بـ"ثورة البلاطجة والتخلف"، وقال صالح في لقاء له مع مجموعة من الشباب في جامع الصالح القريب من القصر الرئاسي "أية ثورة يتحدثون عنها إنها ثورة البلاطجة ثورة التخلف".
وخاطب الشباب بالقول إنهم لن يكونوا "تجار شنطة متسولين من مكان إلى آخر للبحث عن المال الحرام الذي أزهق أرواح اليمنيين في الشوارع".
وهدد صالح بكشف أوراق ثورات الربيع العربي وقال إنه وجه معهد الميثاق التابع لحزبه بإعداد ندوة خلال الأسابيع القادمة ندوة لكشف هذه الأوراق وما أسماه المؤامرة.. وقال "سوف نكشف الأوراق ونبين الحقائق وسترون من هم حماة الثورة وقادتها.. ومنهم الذين هربوا إلى الأمام ناجين بجلودهم …فاسدين ومفسدين وخونة وعملاء للدولار والريال".
وهاجم صالح دولة عربية لم يسمها واتهمها بتمويل الثورة ضده وقال كان عليها أن تفي بالتزاماتها في مؤتمر المانحين في مؤتمر لندن عام 2006 وأن تمول بها الطاقة.
انسحاب
ومن جهتها استنكرت الناشطة اليمنية الفائزة بجائزة نوبل للسلام 2011، توكل كرمان اتهامات صالح قائلة بأن "إطلاق الرئيس- الذي وصفته بـ«المخلوع»- على شهداء وجرحى وشباب الثورة وصف البلاطجة يتنافى مع مبدأ العدالة الانتقالية، ويقطع الطريق أمام دعوات التسامح والعفو، مشيرة إلى أن صالح بدلاً من أن يطلب العفو ويعترف بذنبه قام باستفزاز أهالي الضحايا، وجميع اليمنيين".
واعتبرت كرمان على صفحتها في الـ"فيس بوك" ذلك الوصف إهانة للضحايا، من قبل صالح دليلاً على أنه قاتل محترف ومرتكب المجازر مع سبق الإصرار والترصد، مضيفة "أن جميع الأطراف ستكون في حل من الضمانات والوعود بالحصانة الممنوحة لصالح، بعد أن أخل بشروطهم وتعهداتهم أمامهم" بحسب قولها.
كما دعت الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي إلى سرعة إصدار قرار فوري بعزل، قائد الحرس الجمهوري، ونجل صالح، أحمد علي عبد الله صالح، وجميع أقاربه عن قيادة الجيش واستبدالهم بقيادات وطنية تدين بالولاء للوطن وليس للعائلة، أو المنطقة.