أعلن الكثير من السياسييين والنقابات والبرلمانيين البريطانيين رفضهم زيارة عبد الفتاح السيسي للمملكة المتحدة بناء على دعوة من رئيس وزرائها ديفيد كاميرون.
ومع اقتراب موعد الزيارة، بدأت احتجاجات كبيرة من مواطنين وسياسيين وبرلمانيين بريطانيين يرفضون دخول من وصفوه “بالسفاح”.
مظاهرات رافضة
وخرجت مظاهرة في العاصمة البريطانية لندن احتجاجاً على زيارة الجنرال واعتبر بعض المتظاهرين أن الدعوة تمثل “عارًا” لبريطانيا.
وطالب نشطاء بريطانيون الحكومة البريطانية بوقف الدعم المالي والعسكري عن السلطات المصرية وتجميد العلاقات التجارية معها نظراً لانتهاكها حقوق مواطنيها، وشددوا على ضرورة وقف بيع الأسلحة والذخيرة والآليات العسكرية للحكومة المصرية، لأنها تستعملها ضد المحتجين السلميين.
44 نائبًا يتقدمون بعريضة لرفض الزيارة
تقدم عدد من نواب البرلمان البريطاني بعريضة احتجاج على دعوة السيسي إلى بريطانيا، المقررة في الشهر المقبل.
العريضة برعاية كل من زعيم حزب العمال جيرمي كوربين وجون ماكدونال ومارك دوركان وجوناثان إدواردز ومارتن دي، ووقع عليها حتى اليوم الأربعاء 44 نائبا، يمثلون الأحزاب المعارضة، حزب العمال والليببراليين الديمقراطيين والحزب الوطني الأسكتلندي.
وجاء في العريضة: “إن هذا البرلمان يشعر بالفزع لدعوة رئيس الوزراء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة المملكة المتحدة؛ لأنه لاحظ أن السيسي عندما كان عضوا في المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة دعم حل البرلمان المصري عام 2012، وأطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي بانقلاب في عام 2013م، ويلفت هذا البرلمان الانتباه إلى أن مرسي هو واحد من مئات المعارضين للرئيس السيسي، الذين حكم عليهم بالإعدام في محاكمات ترى منظمات حقوق الإنسان الدولية أنها غير عادلة”.
وتضيف العريضة: “يعتقد هذا البرلمان أن مد اليد وتوجيه دعوة رسمية للرئيس السيسي ترسل رسالة خاطئة للنظام المصري، بأن هذه الانتهاكات سيتم التسامح معها مع الحكومة، ويعبر هذا البرلمان عن قلقه من استمرار الحكومة إصدار رخص لتصدير المعدات العسكرية والأمنية إلى مصر”.
ودعا النواب الموقعين على العريضة رئيس الوزراء البريطاني إلى إلغاء الدعوة، وممارسة الضغوط على الحكومة المصرية لاتخاذ الخطوات التي تظهر فيها التزامها بالحرية الديمقراطية وحقوق الإنسان، بما فيها إلغاء أحكام الإعدام، والتوقف عن إصدار رخص تصدير السلاح للقوات المسلحة وقوات الأمن المصري.
نقابات وحركات ترفض الزيارة
وأعرب جيرمي كوربن الذي فاز مؤخراً برئاسة حزب العمال البريطاني عن رفضه دعوة عبد الفتاح السيسي إلى لندن.
وأشار إلى مخاوفه بشأن استخدام عقوبة الإعدام في مصر، وطريقة معاملة الأشخاص الذين كانوا جزءا من حكومة الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي ما زال حبسه مستمراً.
وفي نفس السياق، أعلنت مجموعة من النقابات العمالية والاتحادات الطلابية ومجموعات من النشطاء والحركات السياسية في بيان مشترك رفضهم زيارة السيسي لبريطانيا بعد “ارتكابه مذابح وجرائم ضد الإنسانية” ودعوا البريطانيين إلى التضامن مع الشعب المصري في نضاله ضد النظام القمعي الحاكم في مصر الذي يقوم بقتل واعتقال معارضيه، كما يشارك في فرض الحصار على قطاع غزة وتجويع الفلسطينيين.
تحركات قانونية لاعتقال السيسي
وقال المحامي المتخصص في جرائم الحرب توبي كادمان إنه “إذا جاء إلى بريطانيا، سنبذل كل ما في وسعنا لضمان اعتقاله”.
وأضاف كادمان أن الحكومة المصرية لا بد وأن تقلق بسبب إلقاء القبض على جنرال من روندا في يونيو الماضي داخل بريطانيا بعد اتهامه في إسبانيا بالتورط في جرائم حرب.
وتابع أن الجنرال ضيف “غير مرغوب فيه” بل و”ثقيل الظل” بل ويواجه الاعتقال نظراً للدعاوى المرفوعة ضده.
وأضاف أن الحكومات تمضي في اتخاذ سياسات لا يتفق معها الشعب، فالحكومة البريطانية دعت السيسي رغم انتهاكاته الكثيرة لحقوق الإنسان ورغم حكمه الفاشي الديكتاتوري البغيض وقامت باستئناف مساعداتها العسكرية لمصر رغم دعوات النشطاء البريطانيين والمصريين استخدامها كورقة للضغط على الجنرال لإعادة البلاد إلى المسار الديمقراطي الذي خرج من أجله الشعب المصري في ثورة 25 يناير.