شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تعرَّف على تفاصيل الفيلم المجهول لنور الشريف عن حرب أكتوبر وأسرار منعه

تعرَّف على تفاصيل الفيلم المجهول لنور الشريف عن حرب أكتوبر وأسرار منعه
رصدت السينما المصرية، في مجموعة من الأفلام الروائية والقصيرة والتسجيلية عن حرب السادس من أكتوبر، بغض النظر عن مستواها الفني،

على مدار العقود الماضية، رصدت السينما المصرية مجموعة من الأفلام الروائية والقصيرة والتسجيلية عن حرب السادس من أكتوبر، بعضها يعرض كل عام بغض النظر عن مستواها الفني، ومنها على سبيل المثال أفلام «الوفاء العظيم، بدور، الرصاصة لا تزال فى جيبي، أبناء الصمت».

وبلغ حد تكرار إذاعة تلك الأفلام درجة أن الجمهورالمصري حفظ مشاهدها عن ظهر قلب.

في المقابل، توجد بعض الأفلام التي لم تعرض حتى الآن رغم أهميتها؛ لتوثيقها جوانب خفية عن حرب أكتوبر.

ومن هذه الأفلام التي لا تعرض إطلاقًا، فيلم «الاستعراض الأخير» أحد أهم الأفلام القصيرة والنادرة التي قدمت عام 1973.

وتأتي أهمية الفيلم لأسباب ثلاثة أولها: أن الأحداث التي يتناولها مكثفة في مدة قصيرة لا تزيد على 15 دقيقة، وثانيًا: أنها من تأليف وإخراج المخرج الكبير محمد فاضل، أما السبب الأخير والذي يمثل انفرادًا فهو أنه بطولة النجم الراحل نور الشريف، وهذا لم يذكره أي كتاب من الكتب التي رصدت مشواره الفني.

ورغم أهمية أسماء صناع هذا الفيلم، فإنه لم يعرض سوى مرتين فقط، وبعدها اختفى!

وحول ظروف إنتاج هذا الفيلم وتصويره وسر منعه من العرض، يقول المخرج الكبير محمد فاضل: هذا الفيلم من الأفلام التي أعتز بها جدًا في مشواري الفني، خاصة أنه بطولة النجم الكبير الراحل نور الشريف، وهو من تصوير نسيم ونيس، ومونتاج شريف فيظي، كما أنه من إنتاج التليفزيون المصري.

ورغم قصر مدة الفيلم “نحو 12 أو 13 دقيقة”، فإنه يتناول جانبًا مهمًا لم تتعرض له السينما المصرية التسجيلية أوالروائية القصيرة من قبل؛ حيث كانت إسرائيل تقيم كل عام استعراضًا عسكريًا تقدم فيه أسلحتها الحربية التي أهدتها إليها الولايات المتحدة الأميركية، وكانت تختار يوم 15 مايو ذكرى تأسيس دولة إسرائيل، لعمل هذا الاستعراض.

وفي أثناء حرب أكتوبر، وبالتحديد يوم 8 أكتوبر بعد أسر العقيد «عساف ياجوري» قائد اللواء «190» مدرع -أشهر أسير إسرائيلي- وهو نفس اليوم الذي أطلقت عليه إسرائيل «اليوم الأسود الحزين» لأنه أكثر يوم خسرت فيه عددًا من المدرعات والجنود، ومن هنا جاءتني فكرة الفيلم، وهي مقارنة بين الاستعراض الأخير لإسرائيل يوم 15 مايو، واستعراضنا لقواتها وأسلحتها المدمرة وجنودها الأسرى على أرض سيناء بداية من يوم 6 أكتوبر.

ونظرًا لعدم وجود استوديوهات تصوير في التليفزيون يوم 9 أكتوبر عام 1973، وعدم وجود معدات إضاءة، وعدم وجود «ماتريل» للتصوير، وحماسي الشديد للمشاركة في حرب أكتوبر كأي جندي في المعركة، استطعت التغلب على كل هذه الصعوبات، فمثلًا اضطررت أولًا لتصوير نور الشريف -الراوي- وهو يعلق على أحداث الفيلم في ممر أمام باب شقته في شارع الإسراء بميدان لبنان في المهندسين، مرة وهو واقف، ومرة أخرى وهو جالس على الأرض كأنه على الرصيف، وهكذا تم التغلب على صعوبة التصوير.

وعن اختيار نور الشريف تحديدًا للقيام ببطولة الفيلم، قال نور كان صديقًا عزيزًا لي، لكن هذا لم يكن الدافع القوي لاختياره، ولكن اختياريًا له يرجع في المقام الأول لدوافع وطنية، فنور منذ بداية مشواره لم يكن مجرد فنان أو ممثل، لكنه رجل وطني مثقف ومفكر.

وعن سر منع عرض الفيلم، قال محمد فاضل -بصوت حزين مليء بالغضب-: “عليك بتوجيه سؤالك إلى المسؤولين في التليفزيون؟! أنا متأكد أنهم لا يعرفون شيئًا عن هذا الفيلم أصلًا!”.

ومما يدعو للأسف والأسى، بحسب “فاضل”، فإنه لم يتم عرض «الاستعراض الأخير» سوى مرتين فقط، واحدة في أثناء المعركة، والمرة الثانية كانت بعد سنوات طويلة بفضل اللواء حسن أبو سعدة الذي شاهده أول مرة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023