رفض الكاتب والمحلل “ديرك دافيسون” الأميركي والمتخصص في شئون الشرق الأوسط في مقال له بموقع ” ليبولوج ” المتخصص في السياسة الخارجية تشبيه قائد الإنقلاب عبدالفتاح السيسي بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر
وقال الكاتب إنه منذ قدومه إلى السلطة عبر انقلاب عسكري وانتخابه رئيسًا للجمهورية قورن ” الرئيس ” المصري عبدالفتاح السيسي بصفة مستمرة مع ضابط أخر تحول إلى سياسي هو الرئيس الراحل حمال عبدالناصر، فكلاهما عسكريين، وحققا النفوذ السياسي عبر الإنقلابات، وقضو معظم فترات حكمهم الأولى في اضطهاد الإخوان المسلمين، وقام السيسي نفسه أو ما يعملون بالنيابة عنه بعمل حملة عامةلإحياء الإهتمام بعبدالناصر، وربط السيسي بإرثه.
ورأى الكاتب أن المقارنة بين الإثنين غير عادلة فعبدالناصر لم بتحول فقط إلى زعيم في العالم العربي بل في دول عدم الانحياز، وأدت رؤيته للوحدة العربية إلى اتحاد وجيز بين سوريا ومصر باسم الجمهورية العربية المتحدة، وأثرت فلسفته السياسية المكونة من مزيج من الاشتراكية والقومية ومعاداة الإمبريالية السياسية في الحركات القومية في جميع أنحاء العالم العربي والحركات اليسارية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وعلى النقيض من الدور القوي الذي لعبته مصر إقليميًا ودوليًا فإن فترة حكم السيسي شهدت غياب مصري عن الأحداث الخارجية أكثر من حضورها، وعلى الرغم من مشاركتها السعودية في التحالف المضاد للحوثيين فإن دورها هناك صغير نسبيًا.
وتابع الكاتب : حاولت مصر أن تحافظ على دعمها للديكتاتور السوري استنادًا إلى أن الأسد والسيسي يتشاركان نفس الأعداء، وهما الإخوان المسلمين، وتنظيم الدولة الإسلامية، وحاولت المحافظة كذلك على مصالحها مع دول الخليج التي منحتها مساعدات اقتصادية كبيرة.
وأرجع الكاتب ذلك التراجع إلى عدة عوامل هي الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا والتي تهدد الأمن القومي المصري،و قامت القاهرة فقط بضربات جوية قليلة ضد أهداف تنظيم الدولة ودعوة سلبية لتحرك دولي.
ورأى الكاتب أن السيسي ليس في وضع يمكنه من الإضطلاع بدور إقليمي أو دولي كبير إذ يكتنفه العديد من التحديات الداخلية، أحد هذه التحديات هو الإقتصاد المصري الذي ما زال يكافح لإنتاج وظائف كافية لكي يواكب النمو السكاني، كما أن مصر كان لديها صعوبة في جذب مشروعات بنية أساسية كبيرة مثل خطة إنشاء عاصمة إدارية جديدة، تحد آخر وهو سمعة السيسي الدولية التي تأثرت بشكل كبير بسبب انتهاكات حكومته لحقوق الإنسان.
لكن التحدي الأكبر للسيسي هو الوضع الأمني المضطرب ففي الغرب تواجه القاهرة الآثار الناجمة عن الحرب في ليبيا، وفي الشرق فتحت الصراع مع تنظيم الدولة، شهدت القاهرة نفسهاا العديد من الهجمات الإرهابية مثل الهجوم الذي أودى بحياة النائب العام هشام بركات.