كشفت معلومات جديدة أصدرتها وزارة الخارجية الأميركية، عن تقديم توني بلير الذي كان يشغل موقع مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط حينها، النصح للرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي، بالبحث عن مكان آمن، تزامنا مع تحول الربيع العربي في ليبيا إلى نزاع مسلح.
وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق قد أجرى مكالمة “سرية للغاية” مع القذافي في فبراير 2011، أي قبل موته وانهيار نظامه بحوالي 6 أشهر.
المكالمة التي كشفت عنها وزارة الخارجية الأميركية، تأتي ضمن الإصدارات المستمرة والخاصة برسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية عندما كانت وزيرة للخارجية الأميركية، وأرسل نص الرسالة هذه من جانب كاثرين ريمر، مديرة مكتب توني بلير سابقا، إلى جاك سوليفان، مستشار كلينتون الأعلى للشؤون الخارجية، الذي أرسلها بدوره لهيلاري.
يقول بلير في نص الرسالة: “إذا كان لديك مكان آمن، فعليك الذهاب هناك، لأن هذا الأمر لن ينتهي بسلام، حتى يحدث هذا، يجب أن تكون هناك عملية تغيير، هذه العملية يمكن إدارتها، ويجب علينا إيجاد طريقة لكيفية إدارتها”.
بلير تابع رسالته قائلاً: “لقد تكلمت مع الناس، وجميعهم يريدون إنهاء هذا بسلام”، ويظهر من رسالة بلير أنه كان يشير إلى إمكانية تدخله هو والحكومات الغربية لمحاولة إيجاد حل سلمي للأزمة.
وأضاف: “الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في موقف صعب الآن، وأريد أن أرجع إليهم بشيء حقيقي يؤكد انتهاء ذلك بشكل سلمي، إذا رأى الشعب القائد يتنحى جانباً، فإنهم سيكونون مطمئنين لذلك، لكن إذا طالت المدة فإننا سنتجاوز نقطة اللاعودة”.
تقول “إندبنتدت” إنه في اليوم التالي لهذه الرسالة قام مجلس الأمن بتمرير قرار بتجميد أصول القذافي، ومنعه من السفر وإحالة حكومته إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وبحلول شهر مارس 2011، شاركت بريطانيا في إقامة حظر طيران وحصار بحري ضمن التحالف الدولي ضد الحكومة الليبية، وواصل المعارضون المسلحون القتال على الأرض.