قبيل زيارة محمد دحلان، مستشار محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، إلى صحيفة “اليوم السابع” المقربة من الأجهزة الأمنية في مصر، كتب الصحفي “وائل عبدالفتاح”، مقالاً في صحيفة التحرير قال فيه إن الإمارات ضخت مليار دولار في الإعلام المصري، وأشرف على توزيعها القيادي المطرود من حركة “فتح” من أجل السيطرة على الإعلام المصري وتعزيز دور الأذرع الإعلامية من أجل خدمة الأجندة العسكرية.
إلا أن الأمر بات واضحًا بعد الزيارة، فقد أطلقت صحيفة “اليوم السابع” حملة ادعاءات تربط ما بين عزمي بشارة وشركة فضاءات ميديا وما يجري في مجموعة قنوات الجزيرة، فنشرت الصحيفة تقريرًا قالت فيه إن عزمى بشارة، مستشار أمير قطر، يدمر إمبراطورية “الجزيرة”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مجهلة -لم تسمها- أن إغلاق الجزيرة أميركا والوثائقية والتركية بات وشيكًا، وادّعت خلال تقريرها أن سلسلة اجتماعات مكثفة عقدت في اليومين الماضيين تقرر خلالها إغلاق الجزيرة أميركا، والتي تكلفت أكثر من مليار دولار، نصفها لشراء قناة current TV من آل جور، نائب كلينتون، والنصف الآخر للتأسيس وإنشاء مكاتب وتوظيف برواتب فلكية.
جاء الرد من ناحية الدكتور عزمي بشارة، عبر مقال فى صحيفة “العربى الجديد” تحت عنوان: “لا تتركوا الجزيرة وحيدة”، وقال فيه كاتب المقال إن: “قرار تقليص ميزانية الجزيرة كان قطريًا خالصًا، وسببه تراجع أسعار النفط في العالم”.
في سياق متصل، أكد الإعلامي الأردني ومدير قناة الجزيرة ياسر أبو هلالة أنه تعرض للكثير من حملات التشويه التي توجه دائمًا لقناة الجزيرة.
وأشار أبو هلالة، خلال منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إلى أن الكثيرين طالبوه بالرد على هذه الحملات الإلكترونية.
ولخص أبو هلالة رده في عدة نقاط؛ وهي:
1- الجزيرة شبكة عملاقة أنا واحد من المدراء فيها، ولست المدير العام لها، وليس من عملي أن أكون ناطقًا رسميًا باسمها، وإجراءات التكيف لا تزال في بدايتها ولم تكتمل حتى يعلن عنها.
2- بمعزل عن الميزانية المرتبطة بأسعار النفط، تعمل المؤسسات الإعلامية على بناء هيكل مؤسسي مرن يستجيب لثورة الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي، وقد سبق أن استغنت السي إن إن في العام الماضي عن نحو ثلث الموظفين، وهذا العام فعلت البي بي سي الشيء ذاته مركزة على التوجه الرقمي والتواصل الاجتماعي.
3- كنت أقول، وقبل أن أصبح مديرًا في الاجتماعات العامة إن الجزيرة من المؤسسات النادرة التي يعطيها الموظف أكثر مما في اللوائح وتعطيه هي أكثر مما فيها، وهذا جلي في التعامل مع شهداء الجزيرة ومعتقليها وفي قضايا فردية تتعلق بالتأمين الصحي والتعليم وغير ذلك؛ عرفانًا لا منًّا.
4- الحملة على الجزيرة سببها المباشر هو خطها التحريري الذي حافظت وتحافظ عليه، سواء توسعت في التوظيف أم تقشفت، وهي حملة غير حريصة على الموظفين الذين تكال لهم تهم الارتزاق والعمالة والخيانة ويطلق عليهم الرصاص وتلفق ضدهم التهم.
5- قناة الجزيرة انطلقت عام ١٩٩٦ وتوسعت شبكة، وظلت عرضة للتغيير الدائم توسعًا وتقليصًا وفق متطلبات السوق الإعلامية وميزانية الدولة، وهذا العام هو الأول الذي تواجه فيه ميزانية الدولة تراجعًا بسبب سوق النفط لا سوق الإعلام، وكثير من الدول سارت على خطاها من بعد في تمويل الإعلام العابر للحدود، لكنها لم تنجح فيما نجحت فيه الجزيرة. ولم يفرض على قطر إطلاق القناة ولم ترضخ للضغوط الكبرى لإغلاقها، وتهديد بوش بقصفها أشد من ضغوط انخفاض أسعار النفط.
6- ما يخصني من حملات تشويه لم تتوقف منذ كنت مراسلاً في الميدان تسعدني كثيرًا، فبفضل الله أنا أقوم بعملي جيدًا على ما يبدو، ولو لم أكن مؤثرًا لما هوجمت، وتلك الحملات لم تزدني إلا حضورًا وتأثيرًا وتقدمًا وظيفيًا، وردّي عليها هو القبض على جمر المهنية وعدم الانزلاق إلى مستنقع الشتائم”.
وأكد ابو هلالة أنه سيواصل الرد على الاستفسارات في الوقت المناسب من خلال صفحاته الرسمية.
وفي سياق آخر، قال مجلس إدارة شركة فضاءات ميديا المالك لصحيفة العربي الجديد وتلفزيون العربي إنه لا ينافس شبكة “الجزيرة”، لا في مجال عملها، ولا من ناحية الجمهور الذي يخاطبانه، ولا يزعمان أو يطمحان إلى أن يمثلا دور البديل لقنوات شبكة الجزيرة.
وأصدرت الشركة بيانا ردت فيه أمس، على شائعات تقليصات ممكنة في ميزانية شبكة الجزيرة الإخبارية، وربط هذه التقليصات، باستثمارات ممكنة في صحيفة العربي الجديد وتلفزيون العربي، بأنها لا أساس لها من الصحة، وهي بالتالي غير مقبولة، كما أوضحت فضاءات ميديا أن الإنفاق في مؤسسات دولة قطر جاء نتيجةً لتقليص الميزانية، هو من شأنها.
وأضافت شركة فضاءات ميديا أنها شركة خاصة، لا تموّل من حكومة قطر، وتستثمر في مجال الإعلام وتعمل على تطوير إعلام مهني، ولا تنوي توسيع نشاطاتها أو زيادة رأس مالها، في الوقت الراهن أو المدى المنظور.