أقر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، الجمعة بهزيمته في معركة الزبداني، نافيا أن يكون للأتراك أي دور في مفاوضات الزبداني -الفوعة وكفريا- مشيرا إلى أنه حصل لقاء في تركيا بين الوسيط الإيراني والأمم المتحدة ومندوبين عن المسلحين في المفاوضات.
وقال نصر الله، في مقابلة تليفزيونية الجمعة: “عندما ربطوا موضوع الفوعة كفريا بالزبداني اعتبرنا الأمر فرصة، وكان يمكن للمعركة أن تنتهي عسكريا بسرعة، ولكن أزمة الفوعة وكفريا حالت دون ذلك”.
وأكد الزعيم الشيعي، أن اتفاق الزبداني يلبي الشروط ويوافق مصالح الطرفين، مشيرا إلى أنه من غير الوارد التخلّي عن أهل الفوعة وكفريا من قبل “حزب الله” أو الجيش السوري، مبرزا أن المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل خروج 10 آلاف مدني من الفوعة وكفريا في إدلب إلى الأماكن الآمنة، وهدنة من 6 أشهر.
وقال نصر الله إن كلفة معركة الزبداني متوقعة لأن عدد المسلحين في المدينة كان كبيرا، وهناك ادعاءات بهذا الشأن غير صحيحة، في إشارة إلى التقارير التي تحدثث عن فقدان حزب الله مئات المقاتلين في معارك الزبداني.
وأقر نصر الله بهزيمته في الزبداني، وذلك باعتباره أن الأداء الميداني في الزبداني كان يراعي إعطاء فرصة للتفاوض لأن ينجح، والقيادة السورية كانت إيجابية بكل ما يمكن أن يؤدي إلى نجاحه، مشيرا إلى أنه “لم يكن هدفنا قتل المسلحين وإنما تحرير الزبداني منهم كما سارت الأمور تماما في معارك القصير”، معربا عن أمله بالسيطرة على كافة الحدود السورية اللبنانية.
وحول المعارك الميدانية، قال نصر الله إن المسلحين طالما قصفوا وهاجموا الفوعة كفريا قبل معركة الزبداني، مشيرا إلى أن المسلحين طرحوا معادلة بلدتي الفوعة كفريا المحاصرتين في محافظة إدلب مقابل الزبداني نتيجة الضغط الذي تعرضوا له في الزبداني، حيث تدهورت أوضاع المسلحين بعد أقل من أسبوعين من معركة الزبداني.
وأقر نصر الله بالتدخل الروسي في سوريا؛ حيث أكد أن الوجود العسكري الروسي في سوريا يشمل أسلحة متقدمة ودقيقة جدا ومقاتلات وطائرات “هليكوبتر”، مشيرا إلى أن “حزب الله” يرحب بالتدخل الروسي المباشر في الصراع السوري.
وقال نصر الله “إن قرار المشاركة الروسية العسكرية في سوريا ليس وليد الساعة بل تم التحضير له مع الدول المعنية”، مشيرا إلى فشل رهان البعض على أن تساوم إيران في الملف النووي بتسوية ما في سوريا.
من ناحية أخرى، أكد الأمين العام لحزب الله أن السعودية جزء من الصراع القائم في المنطقة، حيث تشن الحروب على اليمن وغيرها، وحملها مسؤولية حادثة منى.
وقال نصر الله: “حادث منى جلل ومؤلم ومحزن ولا ينبغي لأحد تحجيمه”، معتبرا أن وقوع الأحداث المتكررة في موسم الحج يدلل على وجود خلل في الإدارة، وينبغي دخول ممثلين عن الدول التي كانت لديها ضحايا في حادث منى في لجنة التحقيق.
واعتبر نصر الله أن صمود سوريا وحلفائها هو العامل الرئيسي في تغير المواقف الدولية تجاه سوريا، مشيرا إلى تأثير حزب الله اللبناني في الملفات الإقليمية.
وتابع: “فشل الاستراتيجية الدولية الغربية ساهم في التأثير على الرأي العام تجاه الأزمة السورية”، مشيرا إلى أن التقدم الجزئي في مكان والتراجع في مكان آخر أمر طبيعي في كل المعارك.
وأشار إلى أن هناك علاقة تاريخية بين روسيا وسوريا منذ حقبة الاتحاد السوفييتي دفعت الروس إلى التواجد ميدانيا في الحرب السورية، خاصة أن جزءا كبيرا ممن يقاتلون في سوريا هو من دول قريبة من روسيا تخشى موسكو من عودتهم إليها مرة أخرى.