أكثر من مليون حاج وصلوا إلى الأماكن المقدسة في السعودية من أصل نحو مليونين ينتظر وصولهم خلال الساعات والأيام القادمة، قبيل انطلاق أول موسم حج في عهد الملك سلمان الذي اعتلى العرش في يناير الماضي، خلفًا للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.

وتواجه المملكة عدة تحديات في موسم الحج الحالي، ومن أهم هذه التحديات:

التحدي الأمني

ولم يسجل أي حادث كبير في موسم الحج في السعودية منذ 2006، لكن هذه السنة، لقي 108 أشخاص على الأقل مصرعهم وأصيب 402 آخرين بجروح في سقوط رافعة في المسجد الحرام في مكة المكرمة غرب السعودية، قبيل أيام من بدء المناسك.

وقام الدفاع المدني السعودي في وقت مبكر الخميس الماضي بإجلاء أكثر من ألف حاج آسيوي بسبب حريق شب داخل إحدى غرف الطابق الثامن من فندق مكون من 11 طابقًا في مكة المكرمة.

وقال الدفاع المدني إنه تمكن من إجلاء “1028 حاجًا من إحدى الدول الآسيوية من أحد الفنادق المصرح لها بإسكان الحجاج في حي العزيزية في العاصمة المقدسة”.

ونشرت وزارة الداخلية السعودية نحو 100 ألف رجل أمن لضمان أمن موسم الحج، بين تلك القوات أعضاء وحدة خاصة مدربة على مكافحة الإرهاب، فضلًا عن رجال مرور وأفراد قوات الدفاع المدني، تساندهم قوات إضافية من القوات المسلحة والحرس الوطني السعودي.

وأعلنت السلطات السعودية، أمس الأحد 20 سبتمبر، أن عدد الحجاج القادمين من الخارج للحج هذا العام منذ بدء القدوم وحتى نهاية أمس السبت بلغ مليونًا و372 ألفًا و148 حاجًّا، توفي منهم 308.

وكان ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ، قد استعرض السبت الماضي جاهزية العناصر الأمنية في السعودية من أجل فحص مدى قدرتها على التعامل مع الحالات المختلفة خلال موسم الحج.

يشار إلى أن المملكة شددت إجراءات ضبط دخول الحجاج لمكة المكرمة، ومنع كل من لا يحمل “تصريح الحج” من دخول المدينة المقدسة، حيث أنشأت المملكة  12 مركزًا أمنيًا مشتركًا بين قوات أمن الطرق ووزارة العمل وإدارة الإحصاء، لتقديم كل الخدمات المطلوبة ورصد أي نوع من المخالفات.

أما التهديد الآخر فهو خطر انتشار الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس” الذي تعد المملكة البؤرة الأولى له في العالم، وقد شهدت مؤخرًا تزايدًا في عدد الإصابات به، إلا أن وزير الصحة السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح أكد أنه لم تسجل أي إصابة بين الحجاج بهذا الفيروس، ومع ذلك سيتم نشر حوالي 25 ألفًا من عناصر الطواقم الطبية الإضافية.

وتوفي 524 شخصًا بهذا المرض بينهم 19 في الأسبوع الأخير من أغسطس، من أصل 1240 شخصًا أصيبوا به منذ ظهور الفيروس في 2012.

وقد منعت المملكة ذبح الجمال التي تعد حاملة للمرض في عيد الأضحى.

التحدي الاقتصادي

تراجعت قيمة الريال “العملة السعودية الوطنية” أمام الدولار كأحد تداعيات انخفاض الأسعار العالمية للنفط، وبحسب مراقبين فإن استمرار أسعار النفط في الهبوط أو بقاءها عند مستوياتها الحالية بضع سنوات، سيكون له تأثير سلبي على رفاهية المواطن السعودي، بسبب اعتماد الاقتصاد الوطني والموازنة العامة على صادرات النفط.

وكانت المملكة قد بدأت في خفض النفقات غير الضرورية مع الاستمرار في التركيز على مشروعات التنمية الأساسية في قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية لما لها من أهمية للنمو الاقتصادي على المدى الطويل.

وفي مؤشر على أزمة سيولة متصاعدة، أوضح متخصصون أن السعودية لديها الكثير من المال، ولكنه أقل بكثير مما كان عليه العام الماضي، فأصبح عليها مواجهة تحدٍّ اقتصادي أيضًا في موسم الحج لهذا العام.

وأكد خبراء أن هناك نقصًا في كل أنواع البنى التحتية في المملكة، وبالتالي ستكون هناك دائمًا ضغوطات لمزيد من الإنفاق، ولا بد أن نأخذ في الاعتبار أيضًا أن السعودية تخوض حربًا خلف حدودها الجنوبية مع اليمن، وتنفق فيها الكثير من المال، إضافة إلى استمرارها بتمويل مصر، بما يعني تصاعد أزمة السيولة بالسعودية، وتوقع المزيد من عجز الميزانية، مع تزايد معدلات الإنفاق لبنود اضطرارية كالواردة في موسم الحج.

تحدي راحة الحجيج وخدمتهم

تعمل المملكة على إنجاح موسم حج هذا العام من خلال تقديم  التسهيلات وجميع الخدمات التي تعين حجاج بيت الله الحرام على أداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام كزيادة المساحات المتاحة للحجاج في المشاعر المقدسة إضافة إلى اكتمال معظم الطرق الدائرية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة إلى جانب تنفيذ المرحلة الأخيرة من النقل الترددي في المشاعر وتنفيذ عدد من المشروعات التطويرية بمكة المكرمة والمدينة المنورة التي يمكنها تسهيل تنقلات وحركة الحجاج بين المشاعر بكل يسر وسهولة.

وزار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مدينة مكة المكرمة، لتفقد المسجد الحرام بعد حادثة سقوط الرافعة،  وشدد على بذل كل الجهود لتقديم أرقى الخدمات وافضلها لحجاج بيت الله الحرام.