أحيانًا تكون الصورة أبلغ من الكثير من الكلام، وهذا ما حدث بالفعل في الآونة الأخيرة مع تصاعد حدة الأحداث السياسية عربيًا وعالميًا، فقد استطاعت كاميرات بعض المصورين أن تختصر أحداثًا عالمية، ومعاناة شعوب في صورة.
واستطاعت بعض الصور – بحسب موقع إذاعة صوت ألمانيا “دويتشه فيله” – تغيير مجرى حياة بعض الأشخاص تغييرًا سلبيًا أو إيجابيًا، لكنها قلبت حياتهم رأسًا على عقب، وجعلتهم حديث وسائل الإعلام.
اللاجئ السوري عبدالحليم العطار، دخل عالم الشهرة؛ بسبب صورة انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يبيع الأقلام في شوارع بيروت حاملًا ابنته النائمة على كتفه، وبفضل هذه الصورة حصد العطار مبلغًا قدره 155 ألف دولار تبرعات في غضون أربعة أيام.
دخلت الفتاة الفلسطينية “ريم”، التي تعيش مع أسرتها في ألمانيا عالم الشهرة؛ وذلك عندما أجهشت بالبكاء بسبب ردّ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القاسي، حول مستقبل ريم وعائلتها التي كانت مهددة بالترحيل القسري بسبب وضع إقامتها في ألمانيا، الحوار بين ريم وميركل انتشر بفضل الصورة المتلفزة بسرعة فائقة وأضحت بين ليلة وضحاها نجمًا تلفزيونيًا، وبسبب ذلك بدأت السلطات في البحث عن حل لوضع الطفلة الفلسطينية.
اللاجئ السوري أسامة عبدالمحسن، الذي تعرض لركلة من الصحفية المجرية، أثناء هروبه من ملاحقة الشرطة، دخل عالم الشهرة؛ بسبب هذه الركلة، فضلًا عن أنها كانت السبب في عودته إلى عالم كرة القدم وحصوله على عرض عمل كمدرب في إسبانيا، وقالت السلطات الإسبانية إنه سيتم منحه اللجوء في أسرع وقت ممكن.
وفي المقابل، فإن المصورة بيترا لازلو، والتي ركلت اللاجئ أسامة عبدالمحسن، أصبحت سلبية الشهرة، وبيترا تعمل في محطة N1TV التلفزيونية، وكان هذا الموقف الذي قامت به سببًا في طردها من عملها، وأصبحت بسبب ذلك التصرف عاطلة عن العمل.
لم يتخيل الطالب أحمد محمد، ذو الأصول السودانية، أن يصبح مشهورًا إلى هذا الحد؛ بسبب الصور التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأحمد وهو مكبل؛ حيث اشتبهت معلمته في ساعة اخترعها أحمد وأبلغت الشرطة عن كونه يحمل جهاز تفجير، والتي أثارت ردود أفعال كثيرة، إلى حد أن الرئيس الأميركي دعاه شخصيًا إلى البيت الأبيض، كما تلقى دعوة من مؤسس “فيس بوك”، وأصبح حديث وسائل الإعلام العالمية.
أما صورة الطفل الكردي الغريق “إيلان”، فكانت صدمة للعالم، بعدما تناقلتها وكالات الأنباء العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، وجسدت الصورة مأساة اللاجئين السوريين، بعد غرق 12 لاجئًا بينهم هذا الطفل، وبعد أن كان والد إيلان مشردًا دون مأوى أصبحت جميع الدول تدعوه للجوء فيها بعد فقدانه زوجته وأطفاله في البحر بحثًا عن بلد يأويهم.