طالبت الحكومة المكسيكية من السلطات المصرية اليوم بمنح أسر الضحايا الثمانية الذين قتلوا في الواحات على يد قوات الجيش والشرطة تعويضات كاملة، كما طالبت أيضًا بتعويض المصابين الستة.
جاء ذلك، في بيان اليوم الجمعة، عقب تعليمات من قبل وزيرة الخارجية المكسيكية كلاوديا رويث ماسيو قام نائبها كارلوس دي إكازا باستدعاء السفير المصري في مكسيكو سيتي ياسر شعبان لتسليمه رسالة دبلوماسية.
وشددت على ضرورة توفير ضمانات كافية لحصول ضحايا الهجوم المأساوي والمؤسف الذي وقع في 13 سبتمبر، على تعويض كامل عن الأضرار بما فيها التعويضات المالية.
كما أكدت الحكومة المكسيكية على ضرورة إجراء تحقيق شامل وشفاف ومبني على أسس يضمن الحصول على تفسير موضوعي لاستيضاح الأحداث وتحديد المسؤولين لمعاقبتهم وفقًا للمعايير الدولية.
وطالبت الخارجية المكسيكية في بيانها بإخطار الحكومة المكسيكية عبر سفيرها في القاهرة بمجريات التحقيقات التي تقوم بها اللجنة المتخصصة والتي شكلتها الحكومة المصرية.
يُشار إلى أن وزيرة الخارجية المكسيكية كلاوديا رويس ماسيو التقت نظيرها المصري سامح شكري الأربعاء الماضي، وأكدت خلال لقائها معه على ضرورة إجراء تحقيق معمق وشامل في مقتل مواطنيها بالخطأ.
يأتي ذلك إثر قتل ثمانية مكسيكيين وأربعة من مرافقيهم المصريين الأحد الماضي، كما أصيب عشرة أشخاص آخرين عندما قصفت طائرات حربية أو مروحيات أربع سيارات دفع رباعي كانوا يستقلونها في الصحراء الغربية، وأرجعت السلطات المصرية قتلهم إلى أنه جاء بالخطأ، خلال قيامهم بعملية تتبع لعناصر إرهابية حسب قولهم.
وكان الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو قد أعرب عن “صدمته الشديدة”، و”استياء” الشعب المكسيكي بعد هذه المأساة “غير المسبوقة”.
وصول ضحايا حادث الواحات إلى المكسيك
في سياق متصل، أعلنت زارة الخارجية المكسيكية، عبر حسابها على “تويتر”، عصر اليوم – الجمعة – إنّ الضحايا المكسيكيين الذي أصيبوا في حادث بالواحات بمصر، وصلوا إلى مطار المكسيك، في الطائرة الرئاسية الخاصة التي أمر الرئيس المكسيكي، بإعدادها لإحضارهم من القاهرة بصحبة ذويهم وطاقم طبي تابع لوزارة الصحة المكسيكية.
وكانت كلاوديا ماسيو ساليناس وزيرة خارجية المكسيك قد غادرت مساء أمس الخميس، مطار القاهرة الدولي عائدة إلى بلادها، على متن طائرة خاصة برفقة 6 من مصابي حادثة الواحات التي وقعت مؤخرا، وعدد من أهالي الضحايا.
وأفادت مصادر أمنية مسؤولة بمطار القاهرة الدولي بأن المصابين وصلوا في 6 سيارات إسعاف مؤمنة بسيارات شرطة، وعبرت السيارات بوابة كبار الزوار إلى طائرة خاصة، وكان برفقتها أطباء من مستشفى معهد ناصر، وفريق من هيئة الإسعاف برئاسة الدكتور مصطفى غنيمة رئيس قطاع العمليات بهيئة الإسعاف.
الخارجية المصرية وخطاب لـ”نيويورك تايمز” حول حادث الواحات
وتجدر الإشارة إلى الجدل الذي أثارته وزارة الخارجية المصرية بسبب مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، إذ أعدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرا حول مقتل السياح المكسيكيين في مصر ، متسائلة “أين حدث الخطأ في مصر”.
وقالت الصحيفة الأميركية في افتتاحيتها في هذا الأسبوع حصل العالم على نظرة مثيرة للخوف حول الحرب المصرية المتعثرة ضد المتطرفين، عندما هاجمت مروحية عسكرية قافلة من السياح، ما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص، بمن فيهم ثمانية سياح مكسيكيين.
وأوضحت الصحيفة أن “الهجوم يعد مأساة للضحايا وعائلاتهم ولمصر أيضا، التي كانت تحاول التعافي من عدم الاستقرار وترغب بعودة السياحة. ويجب أن تكون هناك محاسبة عامة وكاملة. لكن في ظل الحكم التعسفي المنغلق للسيسي فمن غير المحتمل حصول هذا الأمر”، حسب التقرير.
وهو ما دعا المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، لإرسال خطاب إلى هيئة تحرير جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أوضح له فيه إن “المقال المنشور من جانب هيئة تحرير (نيويورك تايمز) بتاريخ 16 سبتمبر الجاري بشأن الحادث الذي تعرضت له قافلة سياحية في مصر يعد مضللا وغير صادق”.
واعتبر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن “التعمد المتكرر من جانب هيئة التحرير في (نيويورك تايمز) لتشويه الأحداث في مصر، إنما يعكس تجاهلا صارخا لإرادة الشعب المصري”.
ورأى أن تغطية الصحيفة لحادث الواحات مضلل، إذ قال في خطابه:” “لاشك أن هذا الادعاء البالي الذي تصر الجريدة على تكراره في كل مقال رأي أو تقرير يتعلق بمصر من قريب أو بعيد، لا يمكن وصفه إلا بأنه محاولة متعمدة للي الحقائق وتضليل الرأي العام، فالأمر لا يتعلق فقط بالتناول غير الدقيق لما شهدته مصر من أحداث بين عامي 2013 ، و2015، ولكن أكثر ما يثير الانزعاج فيه، هو التعتيم على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها تنظيم الاخوان خلال فترة توليه السلطة”، مشيرا إلى أن التعمد المتكرر من جانب هيئة التحرير في “نيويورك تايمز” لتشويه الأحداث في مصر إنما يعكس تجاهلا صارخا لإرادة الشعب المصري”.