أثار سحب حزب النور لعدد من مرشحيه في الانتخابات البرلمانية على مقاعد الفردي، بالإضافة إلى الاكتفاء بقائمتين بدلاً من أربع، العديد من التساؤلات حول موقف حزب النور من هذه الانتخابات، وعدم سعيه للحصول علي تمثيل مشرف في البرلمان المقبل.
النور يتخلي عن عقيدته
يبدو أن الحزب قرر التخلي عن تصريحات زعيمة السابقة التي قالها نائب رئيس الدعوة السلفية، في 24 نوفمبر 2014، خلال مؤتمر جماهيري عقده حزب النور بالمنصورة قال “إن دخول المرأة السلفية البرلمان خير وأولى من دخول علمانى حقود يدعو إلى حرية الردة والزندقة، ويريد أن يفرض ديمقراطية الكفر والردة والزندقة، أو من يريد أن يفرض الليبرالية كما ينادى بها الغرب بلا ضوابط من الشرع”.
ورغم تصريحات قيادات الحزب السابقة عن سعي الحزب للسيطرة علي البرلمان الحالي جاء انسحاب مرشحين حزب النور في كثير من الدوائر ليثير التساؤلات حول لماذا قرر الحزب عدم الدخول في المنافسة في الحظات الأخيرة.
انسحابات بالجملة
أعلن الحزب دمج قائمتى الصعيد والدلتا فى قائمة واحدة وخوض الانتخابات بقائمتين بدلاً من أربع، لتفوز قائمة “في حب مصر” بالتزكية قبل بدء الانتخابات؛ نظرًا لأن الساحة الانتخابية أصبحت شاغرة في تلك المناطق بعد انسحاب النور.
و انسحب المرشح أبو زيد متولي فودة، أحد مرشحي حزب النور عن دائرة كفر الدوار، من سباق الانتخابات نهائيًّا، معللاً ذلك بأن خوضه الانتخابات البرلمانية سيشغله عن الدعوة، ولهذا السبب قرر الانسحاب من الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأعلن محمد العليمي، أمين لجنة العمل الجماهيري بأمانة حزب النور بالقليوبية، انسحابه من مارثون الانتخابات البرلمانية معللاً ذلك بما وصفه بـ “المناخ غير المناسب”.
و أعلن حزب النور أمانة الوادي الجديد في بيان رسمي صادر من الحزب عن سحبه أحد مرشحي مركز الخارجة، بحيث يتم سحب أوراقه في فترة الطعون؛ لينافس الحزب على مقعد واحد فقط من أصل مقعدين في الدائرة.
و أعلنت أمانة حزب النور فى البحر الأحمر عدم الدفع بمرشحين عن دوائر المحافظة.
الحزب يبرر الانسحابات
وردًا على الانسحابات، قال محمد إبراهيم منصور، عضو المجلس الرئاسي للنور، إن الحزب يرى حتمية توسيع دائرة تحمل المسؤئولية؛ فقد كانت رؤية حزب النور أن الواجب على الإسلاميين حين شكلوا أغلبية البرلمان توسيع دائرة تحمل المسؤولية؛ بحيث يشارك فيها القوى السياسية الوطنية والكفاءات من كل الاتجاهات.
وأضاف : الاستفادة من الكفاءات الوطنية وإشراكها في بناء الدولة يعطي رسالة واضحة بأن الإسلاميين ليسوا إقصائيين وأنهم جاذبون للكفاءات لا طاردون لها، خاصة وأن التركة ثقيلة لا يستطيع الإسلاميون تحملها وحدهم .
تمثيلية
قال محمود عباس، المنشق عن الحزب، إن ما فعله النور من سحب أوراق القائمة في اللحظات الأخيرة يفتح الباب أمام قائمة “في حب مصر”، ما هي إلا تمثيلية باهظة بعيدة عن المنافسة الانتخابية، وواصفا إياها بـ”الفضيحة”.
واستند عباس إلى أن انسحاب قائمة الدلتا وتصدر “في حب مصر” المشهد يفتح الباب أمام أعضاء الوطني المنحل لدخول البرلمان، مشيرا إلى أن هذا الانسحاب أعطى “في حب مصر” الفوز بالتزكية بدون خوض غمار السباق الانتخابي، مما يدل على أن النور قد بدأ صفقاته الانتخابية مبكرا، خاصة بعد ضعف فرص المنافسة على المقاعد الفردية.
ونوه عباس إلى أن النور يريد بذلك أن يشارك الجميع في البرلمان، وأن لا يستحوذ عليه كما فعل الإخوان، ولكنه في حقيقة الأمر بدأ في الصفقات بينه وبين المنافسين له في الانتخابات البرلمانية، مما يدل على عدم مصداقية الحزب.