دعا الدكتور محمد البرادعي، المدير الأسبق لوكالة الطاقة الذرية، عبر تغريدة له على تويتر إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية، وانتقد سياسيون سوء إدارة العملية الانتخابية والعوار القانوني وتدخل الأجهزة الأمنية، متوقعين ألا تزيد نسبة المشاركة عن 15%.
وانتشرت العديد من دعوات مقاطعة الانتخابات من قبل القوي الشبابية والثورية، في حين دعا حزب مصر القوية القوى المنسحبة من الانتخابات للاجتماع وبحث سبل تفعيل دعوات مقاطعة الانتخابات.
مصر القوية
جدد حزب مصر القوية تأكيده على موقفه الرافض للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، داعيًا القوى الوطنية المقاطعة إلى إجراء حوار مفتوح حول ما بعد البرلمان، والطريق إلى بناء دولة المؤسسات المصرية الحديثة في مقابل دولة الفرد التي يريدونها، على حد وصف بيان الحزب.
وقال الحزب: “لن نشارك في خداع الشعب بالمشاركة في مسرحية انتخابية معدة سلفًا في ظل إرادة سياسية مبتورة؛ لعمل مسار ديمقراطي حقيقي، وتحت مظلة قوانين مشوهة، ووسط فوضى تشريعية من أجل إضعاف أي فرصة لبناء حياة سياسية سليمة”.
وأضاف: “لا يمكننا المشاركة في ظل أجواء غير سياسية تستبيح المعارضين وانحياز لأجهزة الدولة لمرشحين بعينهم ووسط قمع الأجهزة الأمنية والتضييق على الحريات من أجل عدم وصول أي صوت مختلف”.
وتابع: “إن موقفنا المقاطع للانتخابات هو موقف مبدئي، وقانوني من البيئة السياسية المعطلة، ومن إجراءات المسار الديمقراطي المبتور”، مؤكدًا أنه موقف احتجاجي على إصرار السلطة على تضييق المجال العام، وتغليب الخطاب والحلول الأمنية على السياسي.
وختم الحزب بيانه: إننا مستمرون في التلاحم مع شعبنا لخدمته على الأرض، وتقديم البديل السياسي من خارج مجلس النواب، وسنشارك في الاستحقاقات الانتخابية مستقبلاً متى توفرت الإرادة السياسية الحقيقية.
بداية سقوط النظام
قالت حركة شباب 6 أبريل، إن إعلان مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون بداية سقوط حتمية للنظام الحالي، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بعد أن استخف النظام بعقول المصريين، ولكن على التوازي يجب على القوى السياسية والشبابية أن تقوم ببناء معارضة قادرة على تحمل المسؤولية.
وأضافت الحركة في تدوينة عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي تم تزويرها بقتل واعتقال المعارضين ونشر الأكاذيب الإعلامية وترويج المشروعات الوهمية و سن القوانين الغير دستورية وإشراف الأجهزة الأمنية على بعض القوائم الانتخابية هو بداية لإسقاط نظام استخف بعقول المصريين”.
وقال عمرو علي، منسق حركة “شباب 6 أبريل”، إن الحركة فى المرحلة الراهنة من المشهد السياسي تكتفي بمراقبة المشهد السياسي العام ومجريات الأمور لتتمكن من تقييم الحالة التي تعيشها مصر بشكل كامل، مشددًا على أن الحركة لن يكون لها أي نشاط في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأضاف -في تصريحات صحفية- أن حركة “شباب 6 أبريل” تعكف على الانتهاء من تقييم الموقف لتحديد اتجاهات عمل على الأرض وتعلن توجهاتها وتحركاتها خلال مرحلة ما بعد التقييم، مشددًا على أن الحركة تكتفي الآن بقراءة ما يحدث”.
ترحيب بدعوات المقاطعة
ومن جانبه رحب عضو مجلس الشعب السابق حاتم عزام بدعوات مقاطعة الانتخابات، مشيرًا إلى أن الدعوة لمقاطعة أي استحقاقات انتخابية أمر إيجابي طالما كان الهدف من تلك الاستحقاقات إضفاء الشرعية وتجمل سلطة عسكرية فاشية مستبدة وفاسدة لا تقيم وزنًا للديمقراطية.
وأضاف عزام في تصريح خاص لـ”رصد” أن محاولة النظام إضفاء شرعية له بهذه الانتخابات ستفشل، كما فشل في حشد المواطنين في الانتخابات الرئاسية واستفتاء الدستور، متوقعا مقاطعة شعبية لهذه الانتخابات.
نسبة المشاركة
وفي المقابل رفض وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، دعوات مقاطعة الانتخابات، واصفًا إياها بـ “الدعوات الوهمية”، وأن الداعين إليها لا يعرفون شيئًا عن واقع المشهد الانتخابي.
وأكد عبد المجيد، في تصريحات صحفية أنه ليست هناك حاجة للمقاطعة؛ لأن الانتخابات بطبيعتها تعاني ضعف المشاركة، سواء من قبل المرشحين أو الناخبين.
ولفت إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون أضعف نسبة مشاركة في أي استحقاق انتخابي منذ ثورة 25 يناير، مضيفًا أنها لن تتجاوز 15% أو 20% مقارنة بمشاركة 60% في انتخابات برلمان 2012 رغم زيادة عدد المقاعد بنسبة 20%.
وأرجع نائب رئيس مركز الأهرام، ضعف الإقبال المتوقع على الانتخابات البرلمانية وانسحاب البعض الآخر، إلى ما وصفه بـ”النظام الانتخابي البدائي المعقد” والعشوائية في الإجراءات والارتباك الشديد في إدارة العملية الانتخابية، معتبرًا أنها أقرب إلى انتخابات مجلس محلي من أنها انتخابات مجلس نواب.