امتلأت آذاننا بعبارات التبجيل والمباركة بانتخاب أوباما، فهذا القانوني الفذ الذي لا يشق له غبار سيصلح العالم ويحقق العدالة، بل ذهبنا إلى أكبر من ذلك حين قلنا عنه “رجل يكتم إيمانه”، وأسهبنا وأبدعنا في التحليل حين ألقى خطابه من القاهرة، وذهبنا كل مذهب.. لكنه لم ينه ولايته حتى صفعنا جميعا عربا ومسلمين صفعة مدوية، ووقع للإيرانيين _ أعدى أعدائنا _ اتفاقا مجزيا مع الغرب، لم يكونوا هم أنفسهم يحلمون به..
وكنا نراه يزمجر لسوريا ويرعد ويزبد، هذا في أيام كانت سوريا تحسب ممانعة قبل أن يكشف الربيع زيف ممانعتها ويجعلها ممايعه، وحين أصبحت لم ينبس ببنت شفة نحوها.
وكنا من قبله استبشرنا بكلينتون وكدنا نسميه خليفة للمسلمين مقارنة بسلفه بوش الأب.. لكنه أيضا لم يكن عند حسن ظننا به بل كان عند حسن ظن الغرب به.
لقد بات حالنا اليوم _ من الضعف _ مثل صاحب مزرعة أمحل سنينا فصار من توقه للمطر كلما رأى غيمة صغيرة علل نفسه بأنها تحمل السحابة التي ينتظرها منذو أمد بعيد، بل يقول في نفسه إنها ستكون ولا شك سيلا جارفا.. وأي سيل من غيمة لا تحمل ماء.. وأي أمل من رجل سيعمل لأمته وصالحها ولن يبيعها من أجلنا.
إن التغيير لا يكون إلا من الداخل، منا وفينا فكفانا تعلقا بالآخر واستجداء للغير دونما فائدة..
ولنذكر أنه حين سئل عن تصريحات كانت بدرت منه وفهم منها ميله لحماس وحزب (اللات) قال بالحرف «هل يعني هذا أنني أتفق مع حركة حماس فيما تفعل؟ لا. وهل يعني هذا أنني أتفق مع حزب الله وما يفعل؟ لا. ولكن ما تعنيه العبارة هو أنني أعتقد أنه كي تحدث عملية سلام يجب عليك أن تتحدث مع أناس تختلف معهم جذريا».
وللمستبشرين به أرجو أن تضعوا كلمته “جذريا” بين ألف قوس..
أيضا فإن السامع لكل هذه الضجة من انتخاب الرجل يظن أنه بات رئيس الوزراء وأنه سيلغي وعد بلفور _إن لإلغاءه معنى أصلا _ وهو ما لم يكن، كل ما في الأمر أنه أصبح مؤهلا لخوض غمار انتخابات 2020 إن كان حيا حينها أو ما زال في مكانه ولم تحدث مفاجآت تطيح به فأربع سنوات كافية لتغيير العالم أحرى تغيير رئيس حزب
فقد وقع العدوان اللدودان أمريكا والاتحاد السوفيتي اتفاقية 1987 الاتفاقية الشهيرة لتخفيف التوتر وإنهاء الحرب لكن وبعد ثلاث سنوات فقط كان الاتحاد السوفيتي في خبر كان ..
لا جديد.. ولن يأتي الجديد من جيريمي كوربين كما لم يأت من أوباما ولا اكلنتون ولا ميركل ولا غيرهم..
نسمع في أحيان كثيرة “يبيعون لهم الوهم” لكننا بتنا نبيعه لأنفسنا ونتلهى به ونخادع أنفسنا حتى كدنا نصدق أن خلاصنا في تغيير قادتهم.. وهو خطأ محض