ارتفع سعر الدولار بالسوق السوداء في الأيام الماضية بنسبة كبيرة، خاصةً بعد تصريحات وزير الاستثمار بحكومة محلب أشرف سالمان عن ضرورة تخفيض قيمة الجنيه المصري، وأن الأمر لم يعد اختياريًا، وهي التصريحات التي تراجع عنها فيما بعد.

وأمام إصرار البنك المركزي على عدم تخفيض قيمة الجنيه وتأكيدات الاقتصاديين على أنه لم يعد أمامنا إلا تخفيض قيمته بعد السياسات الاقتصادية الفاشلة للحكومة، يعاني سوق العملات نقصًا كبيرًا في العملات الأجنبية، وارتفاع قيمة الدولار؛ حيث تخطى سعر الدولار بالسوق السوداء 8.30 قروش في ظل نقص المعروض.

شركات الصرافة خاوية من الدولارات

وكشف علي الحريري، سكرتير شعبة الصرافة باتحاد الغرف التجارية، عن أن شركات الصرافة لا يوجد بها دولارات، ولم يعد هناك عملاء يبيعون الدولار لشركات الصرافة، ويلجئون إلى التعامل مع البنوك.

وأضاف الحريري -في تصريحات صحفية- أن الطلب على الدولار مرتفع في حين لا يوجد عرض نهائيًا؛ مما تسبب في رواج السوق السوداء.

وأشار سكرتير شعبة الصرافة إلى أن السوق السوداء أصبحت أكثر رواجًا في الفترة الأخيرة، بعد تصريحات وزير الاستثمار الأخيرة، بشأن اتجاه البنك المركزي لتحريك أسعار الدولار الأميركي مقابل الجنيه.

ارتفاع الدولار متوقع والأزمة مستمرة

ومن جانبه أكد الخبير الاقتصادي ونقيب الصحفيين السابق ممدوح الولي أن أرتفاع سعر الدولار في السوق السوداء أمر متوقع، وأننا نبهنا على هذا الأمر منذ فترة، وأنه من المتوقع أن تستمر الأزمة لفترة طويلة.

وأوضح -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن حجم حصول مصر على العملات الأجنبية أصبح محدودًا جدًّا؛ حيث قلت الموارد الدولارية، وقلَّ التصدير وزاد الاستيراد، فلم يعد هناك ما تصدره مصر، وانهارت السياحة، وقلت المعونات الخليجية، وأصبح لدى مصر نقص كبير في دخول العملة الأجنبية.

وفي المقابل قطع الغاز عن المصانع لتوفيره في توليد الطاقة للمنازل؛ ما أثر بشكل كبير في الواردات؛ حيث أصبحت مصر تستورد السماد والإسمنت وقل التصدير من المصانع بشكل كبير.

البنك المركزي أسهم في الأزمة

وشدد الولي على أن البنك المركزي أسهم وبشكل كبير في الأزمة، وأنه أصبح يوفر العملات لشراء السلع الأساسية فقط، دون الاهتمام بالمستثمرين الذين يحتاجون للعملة لتلبية احتياجاتهم.

وأشار إلى أن الدولار انخفضت قيمته بالفعل دون أن يعلن ذلك البنك المركزي؛ حيث إنه لا يستطيع أحد أن يحصل على الدولار بسعره الحالي من البنك، وأن نقص الدولار وارتفاع سعره في الصرافات أصبح أمرًا واقعًا.

انخفاض قيمة الجنيه

ومن جانبه قال الدكتور سرحان سليمان، إنه بات مؤكدًا أن البنك المركزي سيقوم بتخفيض قيمة الجنيه، والمسألة كلها في دراسة القيمة والتوقيت وآليات التنفيذ، ورغبة صانعي السياسة.

وأشار سليمان إلى أنه المتوقع انخفاض في حدود 10% في قيمة الجنيه وربما أكثر، وأنه يجب ألا يزيد التخفيض عن ذلك.

وأوضح في تدوينة له على “فيسبوك” أن المشكلة فى تأخر القرار سواء من البنك المركزي أو الحكومة بشأن الموضوع، سيسبب الاتجاه للاحتفاظ أكثر بالدولار، والضغط على الجنيه، وتتفاقم المشكلة، خاصةً بعد تراجع الاحتياطي الأجنبي بالبنك المركزي للشهر الثاني على التوالي؛ حيث وصل إلى نحو 18.096 مليار دولار.

وشدد سليمان على أن تخفيض قيمة الجنيه مهم لحماية الصناعة المحلية، وامتصاص بعض تاثيرات الأزمة الحالية التي أثرت في اقتصاديات معظم الدول؛ فتركيا والصين مثلاً خفضتا قيمة عملاتهما (بما لا يقل عن 18: 20%)، نختلف عن غيرنا من الدول في سرعة اتخاذ القرار (التوقيت).