شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

محمد علي مدمر الحياة الإجتماعية الأول

محمد علي مدمر الحياة الإجتماعية الأول

قال الخديوي إسماعيل في حفل افتتاح القناة أن جده محمد علي جاء فوجد مصر خرابا فعمرها ووجد الجهلاء فعلمهم واقام جيشا قويا وجعل لمصر حضارة بعد ان كانت خرابا.

استوحش تلك الكلمات التي ينفر منها العقل والتي زيف بها الخديوي اسماعيل التاريخ كما زيفه الملك فؤاد فكانوا حريصين علي ان يلتقوا المستشرقين الاوروبيين ويبينوا لهم فضل الأسرة العلوية علي مصر وأن محمد علي أسس مصر الحديثة، مستدلين علي ذلك بانتصاراته علي العثمانيين ومن خلال كتاب كل رجال الباشا لخالد فهمي يسرد لنا ما تركه محمد علي من أثر علي المصريين الذين دمرت حياتهم الإجتماعية من أجل مجد الباشا متحججا بوثائق عثمانية وأخري من دار الوثائق بالقاهرة.

أولا محمد علي يذهله الجنود المصريين

في بداية تأسيس جيش محمد علي استعان بالعبيد من النوبة والسودان وكانت عبث بكل ما تعنيه الكلمة فكانوا يمشون اميالا ويهمل شربهم واكلهم وكانت تنتشر بينهم الامراض حتي توقف محمد علي عن تجنيدهم إثر تقرير جائه بعدد الموتي من الافارقة فبعد سنتين كان يقاد ٦٠٠٠من العبيد يموت منهم بفعل الاهمال وحر الشمس والمشي والمرض ٤٠٠٠عبد فهرع محمد علي واضطر لتجنيد المصريين وهو كاره لهذا مع حرصه الا يعين اي منهم في وظيفة عليا ووثق ذلك في خطاب ارسله لابراهيم باشا ابنه اثناء حملته علي الشام حيث فضل الضباط الاتراك الاسري علي جنوده المصريين فكان يعين الجندي الاسيرالغير ناطق بالعربية في جيشه فيصبح متحكما في الجنود الذين اسروه ، في البداية جند محمد علي ٢٥٠٠ جندي مصري وارسلهم لقتال الوهابيين ففاقوهم وتغلبوا عليهم فقتلوا اضعاف عددهم فكان عدد الوهابيين١٠٠٠٠جندي فرغم عدم اكتمال التدريب هزمهم الجند المصري ، .في ٢٢مارس١٨٢٤قتل اربعة الاف شخص في منطقة القلعه بسبب انفجار في مخازن البارود فتوجهت قوة مصرية استطاعت تدارك الامر وعزل المنطقة وتامينها وقيل ايامها ان الانفجار من صنع الالبان “قوات محمد علي القديمة ” ، عندما اندلع تمرد الصعيد بالهجوم علي المراكز المحلية واحتلالها من قبل ٣٠٠٠٠فلاح  حيث انتفضوا ضد سياسات التجنيد والاحتكار ارسل محمد علي قوة مصرية للتصدي للتمرد وتصدت لهم وقتلتهم برغم ان القوة كانت من نفس المنطقة التي انتفضت وكان الموقف في غاية الصعوبة حتي انه كان هناك جندي راي اباه من المتمردين فذهب له ونصحه فلم يستجب فقتله وكافاه محمد علي بعد ذلك وذاد اعجابه بتجنيد المصريين بعدها فجند ١٣٠الف جندي مصري ويذكر ايامها ان ٤٥ظابط مصري امتنعوا عن اطلاق النار علي اقاربهم وجيرانهم فاعدموا رميا بالرصاص وكان عدد الضحايا٤الاف فلاح .

ثانيا محمد علي يدمر حياة المصريين

كان اول ما جنده محمد علي من المصريين وضع له مدة تجنيد ٣سنوات وهناك خطابات متضاربة بين محمد علي وابراهيم بعد ان رفع سنوات التجنيد ل١٥عاما وطالبه ابراهيم بتخفيضها ثانية لكنه راي ان هذا سينقص من قوة الجيش.

كان اول ما بدا التجنيد في مصر بدا بتكوين لجان من ظباط اتراك ليقوموا بتجنيد المصريين واوصاهم بحسن المعاملة لكن الواقع انهم لم يحدد لهم سن التجنيد او شروطه فكانوا يقتادون اكبر عدد يقدروا عليه حتي وان كان من كبار السن والعجزة وكان محمد علي يوجه الخطباء لتحفيز الفلاحين علي التطوع لكن لم يتطوع احد فعلي العكس كانوا يبترون اصابعهم حتي يصبحوا غير لائقين في الكشف الطبي حتي اصدر محمد علي قانون بمعاقبة المتهرب بالعاهة بارساله للعمل في لومان اسكندرية فاحتال اخرون بوضع السم في اعينهم ليصابوا بعمي مؤقت ومنهم من كان يهرب من بلدة الي اخري بابنائه وعياله حتي اذا دخلت حملة التجنيد قرية وجدتها خاوية فاصدر الباشا قانون باصدار اختام ودفاتر توضع لكل قرية وختم يبقي مع الفلاح ولا يغادر الا باذن من شيخ القرية ، ولم تتوقف محاولات الفلاحين عند هذا بل استمرت حتي بعدالتجنيد ففي اثناء حرب الشام التي قادها ابراهيم باشا كانت معظم عائلات الجنود تتنقل بانتقالهم كما عاني الجيش من هروب حراسه الذين يحرسون الجنود حتي لا يهربوا حتي عرض تقرير علي محمد علي بعد خمس سنوات من تكوين الجيش ذا١٣٠الف حيث بلغت. حالات الهروب،٦٠٠٠٠.

كان الفلاحون يعتبرون التجنيد سخرة فهو يبعدهم عن عائلاتهم ويدمر حياتهم ففي وثيقة عثمانية استند اليها خالد فهمي ان نساء مصريات لجات للعمل كمومسات في الشام بسبب عدم وجود عائل لها ولحماية ابنائها من الجوع في ظل انه في خلال اشتداد ازمات التجنيد عزف كثير من المصريين عن الزواج فما يشجعهم علي الزواج لينجبوا اطفالا مصريين يعانون ما يعانونه من سخرة التجنيد وعفنه وسوء معاملته كما ان الحروب كانت لمجد الباشا واجل مجد الاسرة العلوية فالراية التي كان يرفعها الجيش المصري عندما واجه العثمانيين هو علم مكتوب عليه بخط مزخرش محمد علي بالطبع لم ينتبه ايامها الفلاحون لتلك الراية فكانوا اميين ولذلك لم يصل من معاناتهم شيء تركوه مكتوبا.

وليس معني ذلك ان مصر لم تستفد بما فعله محمد علي فعلي الرغم من انه كان يبني جيشا لمجده وارسل البعثات لدراسه الطب لفحص جيشه وسخر له كل موارد الدولة وهو المحتكر الوحيد الا ان مصر قد تساقط لها الفتات مما حدث وما نالها الا ان حياة المصريين تدمرت ففي رواية ذكرت جندي مصري عاد للتو اخيرا بعد انتهاء مدة خدمته وجد قريته لا محروقة ولا منهوبة وانما فارغه مفرغه من اهلها .

ثالثا الجيش المصري اداة محمد علي وسيلته وهدفه

لم يكن الجيش الذي انشاه محمد علي الا اداة لمجد الاسرة العلوية وترسيخ حكمها ولم يرسل بعثات الطب لاوروبا الا للاشراف علي الجيش وفحصه فكان ظباطه من الاتراك العثمانيين او رعايا الدولة العثمانية غير العرب فكان محمد علي معاد لان يرفع ظباط عرب لان ذلك يمثل خطرا علي عرشه ، كما ان الظباط كانوا يتقاضون رواتب مهوولة من خزينة مصر فكان يدفع لسليمان باشا الفرنساوي٧٥٠٠٠قرش بينما كان يتقاضي اكبر سلطة في الجيش العثماني٦٤٠٠ وكان محمد علي يرغب الظباط العثمانيين بالعمل في الجيش المصري ويراسلهم فكانوا كالجنود المرتزقة يتركون الدولة العثمانية للذهاب لمحمد علي الذي سيدفع اكثر وعلي العكس فالجنود المصريين يحاربون حتي يصبحوا غير لائقين ففي وثيقة اوضحت ان احد الجنود المصريين الذين شاركوا في حرب المورة ارسل خطابا لمحمد علي يطلب منه ان يساعده في العلاج فقد سببت. له الحرب الاعاقة ولم يعد قادرا علي العمل فرفعها محمد علي لوزيره وتغافل عنها ، وهناك حالة اخري لاحد المصريبن الذين ماتوا في حرب الشام فبعد مماته حدث ان استعاد الجيش امواله ورواتبه التي تقاضاها من الجيش وملابسه العسكرية باعتبارها اصبحت بعد موته ملك الجيش وعليهم اعادتها 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023