رغم تصريحات المسؤولين المستمرة في هيئة قناة السويس أن معدلات عبور السفن بالقناة في تزايد مستمرة وتصريحات المهندس محمد صقر عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس، ومدير التحركات بالقناة، أن بوادر الأزمة الصينية لم تظهر أثارها على حركة الملاحة الدولية المارة بالقناة، وأن معدلات المرور منتظمة وفي تزايد حتى الآن، إلا أن الواقع يؤكد أن أعداد السفن المارة بالمجرى الملاحي لقناة السويس خلال شهر أغسطس الماضي انخفض بنسبة 14% مقارنة بشهر أغسطس من العام السابق 2014.
انخفاض معدل عبور السفن
وبحسب تقارير ملاحية صادرة عن هيئة قناة السويس عبرت 1356 سفينة قناة السويس خلال 28 يومًا، في الفترة من 7 أغسطس وحتى 3 سبتمبر، في حين عبرت 1577 سفينة مجرى القناة في شهر أغسطس من عام 2014.
ويرجح محللون أن الانخفاض الذي عانت منه القناة خاصة بعد افتتاح التفريعة الجديدة بطول 35 كيلومترًا، يرجع إلى انخفاض حركة التجارة العالمية وتراجع اليوان الصيني أمام الدولار واليورو خلال الشهرين الماضيين.
ووفقًا للموقع الرسمي لهيئة قناة السويس، فإن حركة السفن عبر مجرى القناة خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري شهد زيادة بنسبة 4.9 في المئة، مقارنة بالفترة المثيلة من العام السابق؛ حيث عبرت 8556 سفينة المجرى الملاحي لقناة السويس في النصف الأول من العام الجاري، في حين عبرت 8160 سفينة خلال النصف الأول من العام الماضي.
الخطوط الملاحية العملاقة
قالت صحفية “وول ستريت جورنال” الأميركية إن الخطوط الملاحية العملاقة ستقلل رحلاتها بين آسيا وأوروبا، ومن بينها تحالف G6 الذي يضم خطوط (إيه بي أل السنغافوري – هيونداي ميركانت مارين الكوري الجنوبي – ميتسوي أو أس كيه و أن واي كيه اليابانيين – Hapag Lloyd الألماني – أو أو سي أل التابع لحكومة هونج كونج)، بسبب انخفاض الطلب على السلع في أوروبا.
وكانت تقارير أفادت بأن إيرادات قناة السويس انخفضت 4 في المئة في يونيو الماضي، ليصل إلى 431.6 مليون دولار مقارنة بـ449.6 مليون دولار في مايو الماضي، وهو ما أعلنته بوابة “معلومات مصر” التابعة لمجلس الوزراء.
الممرات المائية العالمية
وبحسب تقرير لصحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية، فإن قناة السويس لم تعد تحتل بأريحية صدارة الممرات المائية العالمية، فمصر افتتحت مشروعها الخميس 6 أغسطس من الشهر الماضي، وعلى الرغم من توقعات الخبراء ورئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، بزيادة الأرباح خلال أيام، لأن القناة الجديدة ستخفض وقت انتظار السفن من 18 ساعة إلى 11 ساعة، وهذه الساعات السبع ستسهم في توفير ملايين الجنيهات في مصر خلال ساعات، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى وقتنا الحالي.
التجارة العالمية
ومن جانبه قال حاتم عزام نائب، رئيس حزب الوسط وعضو مجلس الشعب السابق، إن من يتحكم في معدل حركة المرور بقناة السويس ليست القناة الجديدة، ولكن ما يتحكم في معدل حركة السفن بالقناة التي لا تعمل حاليًّا سوى بـ٦٠٪ من طاقتها الاستيعابية، هو معدل التجارة العالمية الذي يعاني من الانخفاض في الأيام الحالية.
وأضاف -في تصريح خاص لرصد- أنه أكد في السابق أن تصريحات المسؤولين بأن الاقتصاد سوف يتنامي بنسبة ٥٠٪ في خمس أو سبع سنوات، غير صحيح.
وأوضح أنه اتهم بالخيانة وكرهه الوطن؛ لأنه قال إن هذا تبديد للمال وزيادة في أعباء الديون على كاهل الدولة بالإنفاق على هذه التفريعة.
وأكد عزام أن أول شهر لقناة السويس بعد مشروع التفريعة الجديدة تراجع في معدل حركة السفن عن الشهر المماثل للعام الماضي والسبب أن المحدد لعدد السفن هي حركة التجارة العالمية.
وقالت الدكتورة سلوى المهدي، خبير النقل الدولي: في الشهور التسعة الأولى من العالم المالي الجاري 2014/2015، احتلت إيرادات القناة المركز السادس، وبلغ نصيبها من إجمالي الإيرادات أقل من 7%، وفي ضوء إيرادات الشهور التسعة يتوقع تحقيق القناة نفس إيرادات العام المالي السابق.
وتابعت: لا بد من وضع مجرى قناة السويس الجديد في إطاره الطبيعي، فهو ليس مشروعًا جديدًا قائمًا بذاته، لكنه تطوير للمشروع القديم.