“مين اللي قال الدنيا دي وسية”، كلمات لمسلسل “الوسية” الشهير الذي أظهر صورة الطبقية في مصر بين الأغنياء والفقراء والضباط والعساكر، فمصر ارتبط اسمها بالمحسوبية، فلم يقتصر الأمر على توزيع الثروات على فئات محددة، بل أيضًا مما زاد الأمر سوءا هو الاستثناءات الجديدة التي يحصل عليها العسكريون وأبناؤهم والقضاة وأبناؤهم، حتى وصلت إلى خصومات في مصروفات المدارس ومنح مجانية.

وإليكم أبرز 7 استثناءات يتمتع بها الضباط والقضاة:

التوزيع الجغرافي

أحدث الاستثناءات تمت حينما اجتمع الأسبوع الماضي وزير التعليم العالي بحكومة محلب، الدكتور السيد عبد الخالق مع المجلس الأعلى للجامعات، وأبرم اتفاقا يقضي باستثناء مجموعة من الطلبة، وأغلبهم من أبناء القضاة وكبار الضباط من قواعد التوزيع الجغرافي والتحويلات الجامعية تحت مسمى “اعتبارات قومية”.

والتوزيع الجغرافي له قواعد بحيث يتم توزيع الطلاب المتقدمين لمكتب تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد على الكليات والمعاهد الجامعية وفقًا للدرجات وقرب الجامعة للسكن.

وأكد الدكتور محمد الطوخي، نائب رئيس جامعة عين شمس لشؤون التعليم والطلاب، أن قرار المجلس الأعلى للجامعات الخاص باستثناء أبناء القضاة وضباط الشرطة فقط من قواعد تحويلات التوزيع الإقليمي، لن يؤثر على العملية التعليمية أو كثافة الطلاب بالجامعات المختلفة.

وقال الدكتور يحيى قزاز، العضو المؤسس بحركة 9 مارس، إن قرار استثناء أبناء الضباط والقضاة، من التوزيع الإقليمي والجغرافي في التحويلات للجامعات، قرار طبقي، ويؤكد أننا نعيش في عزبة وليست دولة، وأن ذلك القرار يتعارض تماما مع الدستور.

خصومات المدارس

قررت العديد من مدارس مصر تقديم خصم 10% لأبناء الضباط والقضاة، وهو ما كشفه أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ويدعى محمد نبيل، ويؤكد أنه أثناء تقديم أوراق ابنه في إحدى المدارس المعروفة على مستوى مصر، ولها فرع في طنطا، كان معه شخص آخر يقدم لابنه أيضًا، ووجهت لهم الإدارة أسئلة عن وظائفهم.

 وتابع: “فكان سؤالي هي الوظيفة تفرق في التقديم للطفل؟، قالي لا بس علشان لو حضراتكم من السادة “الظباط أو وكلاء النيابة” في خصم 10%”.

نص تذكرة

عندما تذهب إلى شباك التذاكر في محطات القطارات، تجد هناك شباكا مكتوبا عليه “القضاة والعسكريين” والمخصص للضباط والقضاة لبيع لهم تذكرة في أي وقت ليس قبل 14 يومًا كما هو منصوص، بالإضافة إلى دفع نص قيمة التذكرة.

منح الجامعات الخاصة

وخصص مجلس الجامعات الخاصة واﻷهلية عددا من المنح لأبناء شهداء الشرطة والقوات المسلحة وموافاة أمانة المجلس بالأعداد.

إرث الرتبة

يظهر الإرث جليًا فبات مستقبل ابن اللواء معروفا فهو طالب بإحدى الكليات العسكرية أو الشرطة، وأكبر دليل على ذلك هو عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، حيث إن لديه ابنين من خريجي الكلية الحربية.

ورغم تصريحات مدير الكلية الحربية أن المقبولين لا يخضعون لأي أبعاد سياسية أو محسوبية ووساطة، ولكن هناك معايير تسمى “العامل الاجتماعي”، إذ لا يسمح لابن عامل نظافة أو موظف بسيط أو مزارع أو عامل القبول في الكلية الحربية أو التعيين في الجهات النيابية.

ابن الوز “وكيل نيابة”

جاءت القوائم النهائية، للمقبولين في وظيفة “معاون نيابة”، والتي تضم خريجي كليات الحقوق والشريعة والقانون والشرطة من دفعة 2010 من الحاصلين على تقدير جيد ودفعة 2011 الحاصلين على جيد جدا، متضمنة عدداً كبيراً من أبناء القضاة، والمستشارين، والحاصل بعضهم على تقدير مقبول.

وتم استبعاد 138 متقدماً، معظمهم من أوائل الدفعات على كلياتهم، والحاصلين على درجة الماجستير، رغم اجتيازهم “المقابلة الشخصية”، بنجاح واستوفاء، جميع الشروط الأمنية.

وكان المستشار محمد ممتاز، رئيس المجلس الأعلى للقضاء السابق قد وضع عدداً من المعايير الجديدة للالتحاق “بالنيابة”، وهي حصول الوالدين على مؤهل عال، وأن تكون الأولوية للوضع المادى والاجتماعي للمتقدمين، واعتبره البعض معايير غير دستورية، ولا تحقق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.

تجدر الإشارة إلى واقعة تعيين رشا نجلة وزير العدل السابق “المستشار عادل عبد الحميد”، مستشارة بالنيابة الإدارية، رغم رسوبها عامين، وحصولها على تقدير عام “مقبول”، وتم الطعن على قرار تعيينها، وفقاً لدعوى رفعها المحامي “محمد حامد سالم”.

وفي مارس 2012 دافع المستشار أحمد الزند، رئيس نادي قضاة مصر وقتها ووزير العدل الحالي، عن نفس المبدأ وأصر على تعيين أبناء القضاة في المناصب القضائية قائلا: “من يهاجم أبناء القضاة هم (الحاقدون والكارهون) ممن يُرفض تعيينهم، وسيخيب آمالهم، وسيظل تعيين أبناء القضاة سنة بسنة ولن تكون قوة في مصر تستطيع أن توقف هذا الزحف المقدس إلى قضائها”.

وأيضا جاءت تصريحات وزير العدل السابق المستشار محفوظ صابر، لتعبر بكل الأشكال عن احتقار كبار الدولة للطبقة الفقيرة، ففي سبتمبر 2014، اعترض أيضا النائب الأول لرئيس محكمة النقض المستشار أحمد علي عبد الرحمن، على تعيين أبناء عاملي النظافة في القضاء. وقال خلال لقاء في قناة CBC Xtra ردا على سؤال عن أحقية ابن عامل النظافة المتفوق على العمل بالقضاء: “هذا هو المستقر عليه.. ولا اعتراض على ذلك إنما مكانه في مكان آخر غير القضاء”.

وظائف ما بعد التعاقد

ويتمتع كبار الضباط بإمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الوظائف الحكومية بعد التقاعد، مثل رئاسة مجالس المحليات والمحافظات وإدارة البنوك وبمكانة اجتماعية مرموقة.