18 يوما ويحل عيد الأضحى المبارك الذي يكثر فيه المواطنون من شراء اللحوم، لكن هناك 3 عراقيل أمام المصريين خاصة الفقراء، قد تشكل لهم صعوبة في شراء اللحوم خلال هذا العيد، نظرا لارتفاع الأسعار وفساد اللحوم الذي يتم الإعلان عنه بين الوقت والآخر، ونستعرض لكم في ذلك التقرير أبرز تلك الأزمات.
ارتفاع الأسعار
الأزمة الأولى هي غلاء أسعار اللحوم، إذ شهدت أسعارها ارتفاعا كبيرا حتى وصل سعرها إلى 95 و110 جنيهات في بعض الأماكن، الأمر الذي جعل بعض الشباب ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مصر يطلقون حملةً لمقاطعة اللحوم، اعتراضا على ارتفاع الأسعار.
وانتشرت هذه الحملة، التي أطلقت يوم السبت الماضي، في محافظات: البحيرة وأسيوط وبني سويف وسوهاج وأسوان والقليوبية، لما يُعرف عن هذه المحافظات من فقر سكانها.
وأعلن المقاطعون استمرارهم في المقاطعة حتى تنخفض أسعار اللحوم، ورفعوا شعارات “معاً ضد جشع الجزارين”، و”كن إيجابيا وشارك الشعب”، و”كن متعاونا وشارك محدودي الدخل”، و”أنت حر يا تدفع دم قلبك وتقف فالزحمة، يا إما بلاها لحمة”.
وفي إطار مواجهة الأزمة، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن زيادة حجم التمويل لمشروع البتلو بمبلغ 300 مليون جنيه، للتوسع في المشروع وزيادة إنتاج اللحوم الحمراء والسيطرة على أسعار اللحوم البلدية.
ويقول حسن أحمد، صاحب محل جزارة: “الفقراء بشكل طبيعي لا يشترون اللحمة كثيرًا، وإن أقبلوا عليها فيشترون نصف كيلو لكل أسرة وفي العيد كيلوجراما واحدا، بينما من يكون دخلهم جيدا فارتفاع سعر الكيلو 10 أو 20 جنيها لن يؤثر معهم كثيرا”.
وأضاف: “غلاء اللحوم يتوقف على زيادة الإنتاج، وبما أن مصر فقيرة في تربية المواشي فستجد المتحكمين في أسعار اللحوم هم أصحاب المزارع وليس الجزارين”، معتبرًا أن حملة مقاطعة اللحمة لم تؤثر كثيرًا على حركة البيع قائلا: “اللي معاه فلوس هيشتري واللي مامعهوش مش هيشتري، فزيادة 10 جنيهات في سعر اللحمة لن يفرق كثيرا مع رب الأسرة”.
لحوم الحمير
وتأتي الأزمة الأخطر، إذ قد يشتري المواطن اللحمة رغم ارتفاع سعرها، ويفاجأ في نهاية الأمر أنها لحم حمير، إذ يتجه بعض الجزارين إلى ذبح الحمير لتقديمها إلى المواطنين سعيا للكسب السريع.
وفي يونيو الماضي ضبطت الأجهزة الأمنية مجموعة من الأشخاص يقومون بذبح أعداد كبيرة من الحمير وتجهيز لحومها لبيعها للمطاعم الكبرى في القاهرة والجيزة ومطاعم الكباب والكفتة والمشاوي.
وكانت مزرعة الحمير المضبوطة بها 1500 حمار حي، و30 حمارًا مذبوحًا، كما تم ضبط 8 عمال يقومون بتقطيع اللحوم ونزع العظم منها وإعدادها تمهيداً لتوزيعها.
وفي الشرقية اكتشف أهالي قرية سماكين بالحسينية، قيام جزار بسرقة الحمير ودبحها وبيعها للأهالي على أنها لحوم بلدي صالحة للاستخدام الآدمي.
ويقول الدكتور محمد عادل، مسؤول التفتيش بمجزر السيدة عائشة، إن المواطن عليه أن يتأكد من وجود ختم المجزر وعليه اسم المحافظة، لافتا إلى أن هناك المئات من الجزارين يلجؤون إلى أختام مزيفة خاصة أنهم يذبحون خارج المجازر.
وكلف رئيس الخدمات البيطرية، الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر بالهيئة، بالرقابة المشددة على 480 مجزرا ومحلات الجزارة وأسواق بيع اللحوم، وزيادة أعداد الأطباء البيطريين العاملين بالمجازر، لمواجهة الأعداد المتزايدة في المذبوحات، وعمل برنامج مكثف للمرور الدوري للأطباء البيطريين، لضمان سلامة اللحوم المنتجة من هذه المجازر.
كما تقرر إلغاء الإجازات للأطباء البيطريين وللعاملين بالمجازر اليومية، وتوفير الأختام والأحبار الخاصة للحوم الأضاحي، وتكليف عدد مناسب من الأطباء البيطريين الإضافيين للعمل بالمجازر خلال أيام العيد، والمرور الدوري على المجازر العمومية لمتابعة سير العمل بها والتأكد من نظافتها.
وقال الدكتور سيد جاد المولى، رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري بوزارة الزراعة، إن “محاجر الهيئة بدأت في استقبال أضاحي العيد، وطبقاً للجان البيطرية التي غادرت البلاد فإن رؤوس الماشية المخصصة للذبيح الفوري يبلغ عددها ٧٠ ألف رأس”.
كما بدأت محاجر الجنوب والبحر الأحمر في استقبال ما يقرب من ٣٠٠٠ جمل أسبوعيا، وسيصل إلى الموانئ خلال الأيام المقبلة ما يقرب من ٢٠ ألف خروف من أستراليا والسودان مخصصة للذبح خلال أيام العيد.
أطنان اللحوم الفاسدة
الأزمة الثالثة التي يواجهها المصريون مرتبطة بفساد اللحوم وعدم صلاحياتها، فلا يمر أسبوع على مصر إلا ويتم ضبط مئات الكيلوجرامات من اللحمة الفاسدة، فمؤخرًا ضبطت مديرية الطب البيطري بالقاهرة 27 طنا من اللحوم الفاسدة بمصنع لحوم مفرومة بدار السلام.
أما في الإسماعيلية فتم ضبط 148 كيلوجراما من اللحم المفروم غير الصالحة للاستخدام الآدمي، داخل مطعم مشهور بالقنطرة غرب.
وتم ضبط 250 كيلوجراما من اللحوم الفاسدة بثلاجة كبابجي شهير في حي المناخ ببورسعيد، إذ يتم طهوها وتقديمها للزبائن من خلال وجبات داخل المطعم.
وفي المنيا ضبطت إدارة المجازر والتفتيش على اللحوم التابعة لمديرية الطب البيطري 184 كيلوجراما من اللحوم الفاسدة ضمن 6 قضايا بدائرة بندر ملوي.
وضبطت مباحث التموين في الهرم 821 كيلوجراما من اللحوم دون بيانات، وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، كما أحبطت مباحث التموين في النزهة بيع وترويج 120 كيلوجراما من اللحوم الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي بمحل جزارة شهير.