ليست مريم مينا ملاك ابنة محافظة المنيا الوحيدة فقط التي حصلت على صفر في الثانوية العامة لهذا العام، ولكن هي الوحيدة التي حظيت بضجة إعلامية وتعاطف شعبي واهتمام رسمي، وعروض من الكثير من المثقفين والفنانين لمواصلة تعليمها خارج مصر على حسابهم.
ولكن هناك آخرون حصلوا على نفس النتيجة، ولكنهم لم يحصلوا على نفس الدعم الإعلامي والشعبي.
أحمد عبد الناصر
الطالب أحمد عبد الناصر ابن حي الهانوفيل بالعجمي بمحافظة الإسكندرية بمدرسة عباس حلمي بنين للثانوية العامة، حصل هو الآخر على نفس النتيجة، وهي “صفر” رغم تفوقه، ولكنه لم يحصل على نفس الاهتمام الإعلامي.
يقول أحمد إنه كان يراجع المواد بعد كل امتحان ليتأكد من حصوله على نسبة 99 بالمائة، إلا أنه فوجئ بحصوله على صفر، رغم أنه كان من المتفوقين على مدرسته، ويتم تعليق صورته بكل عام على جدار المدرسة ضمن العشرة الأوائل.
أكد أحمد أنه تفاجأ بالنتيجة حيث أذهلته هو وأسرته، والده طبيب ووالدته محامية ويتابعان معه المذاكرة طوال الوقت، واللذان أكدا أن أحمد كان يواصل الليل بالنهار في المذاكرة ليحقق حلمه في أن يكون طبيبًا كوالده، وكان لا يتوقف عن الدراسة إلا للنوم ساعات قليلة وتناول الطعام.
وتقول والدة أحمد: “عندما تم الإعلان عن أوائل الطلبة توقعنا أن يكون أحمد من بينهم، وعندما لم يحدث ذلك قلنا لعل وعسى الخطأ في عدد من الدرجات القليلة، لكن عندما تابعنا النتيجة على شبكة الإنترنت أصبنا بحالة من الصدمة بعد أن وجدنا النتيجة صفر في جميع المواد.
وتضيف: طلبنا عمل تظلم فتم السماح بمراجعة مادة واحدة وهي التربية الدينية واكتشفنا أن الاسم فقط هو المطابق لخط أحمد بينما الصفحات الداخلية خالية وبها سطر مكتوب بخط غير خط أحمد.
وقال والد أحمد إنه رفع دعوى قضائية بعد أن طرق جميع الأبواب دون جدوى أمام محكمة القضاء الإداري والتي قد تصل مدتها إلى 6 أشهر يتعرض فيها مستقبل أحمد إلى الضياع.
مروة عيسى
هناك حالات أخرى غير أحمد حصلت على نفس النتيجة رغم تفوقها؛ حيث قال محمد عيسى، والد الطالبة “مروة” بمدرسة ثانوية فوه بكفر الشيخ: إن ابنته حصلت على “صفر” في جميع مواد السنة الثالثة، مشيرًا إلى أنها متفوقة، وحصلت على 93% بالصف الثاني الثانوي، و95% في الشهادة الإعدادية.
وأشار الأب إلى أنه وكيل مدرسة محمد شريف، بقرية منية الأشراف، بإدارة فوه التعليمية، مضيفًا: “هل يعقل أن أكون أنا القاتل والمقتول والجاني والمجني عليه؟ فابنتي قتلت ومن قتلها أنهم أهل مهنتي وزملاء المهنة وكيف أواجه أبنائي التلاميذ بعد اليوم؟ وأنا أحد أبناء المهنة المتهمين بظلم طالبة، واحتار أمري.. لمن أشكو؟!
اختلاف الخط
وأضاف عيسى: تأكدت بنفسي من حضور ابنتي أثناء مراجعة أوراق الإجابات السبع داخل كنترول مدرسة نبوية موسى بمحافظة الإسكندرية الخاصة بمحافظات الوجه البحري، ووجدنا أن الخط المكتوب بأوراق الإجابة في المواد السبع ليس خط ابنتي بل مختلف، ويمكن لأية جهة التأكد من كلامي عن طريق استكتاب ابنتي”.
وأشار إلى أن ابنته تمر بحالة نفسية سيئة، لكونها متفوقة دائمًا في جميع مواد الصفين الأول والثاني الثانوي، ما يؤكد وجود تلاعب واضح في أوراق الإجابات الخاصة بها، موضحًا أنها كانت تأخذ دروسًا خصوصية في جميع المواد، وكان المدرسون يشيدون بمستواها العلمي.
وتقول مروة: “أناشد أيضًا كل من يعنيهم أمر التعليم بمصر.. لا أريد إلا الإنصاف ومراجعة أوراق إجاباتي، فقد اكتشفت أنها لا تخصني على الإطلاق، حصلت على صفر في جميع المواد السبعة الأساسية، رغم حصولي على الدرجات النهائية في مواد لا تحتسب في المجموع، ومنها التربية الوطنية؛ إذ حصلت على 25 من 25، فأي عقل يصدق هذا؟.. الدرجة النهائية في التربية الوطنية، وصفر في كل المواد العلمية؟”.
دعوى قضائية بمجلس الدولة
ورفع والد الطالبة مروة دعوى عاجلة بمجلس الدولة، حملت رقم 17961 لسنة 2015.
ومن جانبه طالب المستشار فؤاد راشد، رئيس محكمة استئناف القاهرة، بفتح تحقيق دولي من الأمم المتحدة، في واقعة تمكين نجل أحد القيادات الأمنية من كتابة الإجابات النموذجية لكي يصبح الأول على الجمهورية.
تغيير ورقة الامتحان مقابل 10 آلاف جنيه
وقال “راشد” في الواقعة التي نقلها عن الصحفي أحمد أبو الخير، إنه تم تمكين نجل القيادة الأمنية من ورقته مقابل 10 آلاف جنيه للمادة.
وأضاف رئيس محكمة استئناف القاهرة، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “مطلوب تحقيق دولي من الأمم المتحدة.. الواقعة التي نشرها الأستاذ الصحفي أحمد أبو الخير عن كنترول المنصورة في الثانوية العامة وتمكين ابن قيادة أمنية من كتابة الإجابات النموذجية ليصبح الأول على الجمهورية وتمكين الأثرياء من إعادة كتابة الإجابات مقابل عشرة آلاف جنيه للمادة.. دي تحتاج تدخل الأمم المتحدة للتحقيق”.