أكد الباحث السياسي، علاء بيومي، أن ظهور “داعش” وصعود الجماعات الجهادية، كانا من أكبر الضربات التي تعرض لها الربيع العربي، مشيرًا إلى أنهم “قسموا الرأي العام الداخلي، وأخافوا الخارج، وأعطوا فرصة للثورة المضادة على العودة والصعود”.
وقال -عبر منشور له على “فيس بوك”-: “الخطأ لا تتحمله تلك الجماعات وحدها، أو حتى الثورة المضادة، بل يتحمله أيضًا القوى الثورية نفسها بسبب عجزها عن التوحد، وانشغالها بصراعات الهوية، وضعف فهمها للثورة والتحول الديمقراطي، فالقوى الثورية في بلادنا تقليدية للغاية، ولا تدرك معنى التنوع، وشديدة المحافظة، تخشى الحقوق والحريات والخارج”.
وأضاف “والآن يتسابق بعض أبنائها -خاصة في أوساط التيارات الدينية- على إعلان كفرهم بالديمقراطية وفرص التعاون مع الخارج والثورات السلمية، وكأن النظم الاستبدادية في حاجة لمزيد من الهدايا المجانية لتأليب الداخل والخارج”.
ووجه “بيومي” حديثه للقوى الثورية: “اعترفوا بالهزيمة وبأخطائكم الحقيقية وحاولوا النقد الذاتي والتفكير في المواقف السلمية التي يجب تبنيها”.
وتابع: “لا تنتظروا من خصومكم أن يغيروا مواقفهم، فهم يعيشون على الأخطاء ويجيدون اللعب خارج حدود المبادئ والأخلاق ومصالح الناس، ركزوا على ما يمكن أن تفعلوه لترسيخ جذور الإصلاح والتغيير، لا تنظروا تحت أقدامكم، فكروا في المستقبل للأجيال القادمة، فكروا في أن تكونوا بديلًا حقيقيًا للاستبداد يؤمن بالحقوق والحريات والديمقراطية والانفتاح والعدالة الاجتماعية والاقتصادية”.
واختتم: “ركزوا على ما هو إيجابي، ولا تستمروا في الانزلاق نحو العنف والانغلاق والتشدد، فهذا بالضبط ما يريده المستبد وأعوانه.”